دبّت الحياة من جديد في قصر «عائشة فهمي الأثري» في حي الزمالك في القاهرة، وتدفق الزائرون من مختلف الجنسيات ليشاهدوا التحفة الفنية المعمارية التي شيدت مطلع القرن الـ 20، وتحولت لاحقاً إلى مُجمع للفنون. وافتتح وزير الثقافة المصري حلمي النمنم القصر أمس (الأربعاء)، بعد خضوعه لعمليات ترميم وتجديد استغرقت أكثر من عشرة أعوام. وشهد الافتتاح مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين والشخصيات العامة، إضافة إلى سفراء عدد من الدول الأجنبية بالقاهرة. وشيّد القصر علي باشا فهمي كبير ياوران الملك فؤاد في 1907، وعاشت فيه ابنته عائشة حتى العام 1958، لتنتقل ملكيته بعد ذلك إلى «وزارة الثقافة» التي حولته في1976 إلى مُجمع للفنون يضم لوحات فنية ومنحوتات ثمينة ونادرة. وأُغلق القصر في 2005، لإجراء ترميمات وإصلاحات ضرورية لهيكل المبنى وتجديده، إلا أن المشروع استغرق سنوات أطول بكثير من المتوقع. وقال النمنم في حفل الافتتاح أمس، إن «عملية ترميم مجمع الفنون بدأت العام 2005 ، وكان المخطط له أن يفتتح قبل اليوم بكثير، لكن الظروف التي مرت بها مصر في الأعوام السابقة هي التي أدت إلى تأخير الافتتاح»، مضيفاً «المجمع إضافة حقيقية للفنون والوسط الثقافي المصري، بما يحتويه من أعمال يعود بعضها للقرنين الـ 18 والـ 19 لفنانين عظام». ويقع القصر على شاطئ النيل مباشرة عند كوبري أبو العلا القديم، ويشغل مساحة 2700 متر مربع. وشيّده المصمم الإيطالي أنطونيو لاشياك، متبعاً خليطاً من الطرز المختلفة مثل الباروك، والركوكو، والكلاسيك الجديدة، كما يشمل القصر بعض العناصر المصممة بأسلوب الفن القوطي. ويتكون القصر من ثلاثة طوابق، ويضم 48 غرفة وقاعة. وقام المعماري بتصميم الغرف في الدور الأرضي والأول بأشكال وزخارف مختلفة، إضافة إلى تصميم النوافذ الخارجية من الزجاج المعشق بالرصاص. أما الأرضيات، فمعظمها من الباركيه المشغول. وبمناسبة إعادة افتتاح القصر، أقامت «وزارة الثقافة» معرضاً تحت عنوان «كنوز متاحفنا الفنية»، ضم لوحات ومنحوتات من مختلف المتاحف المصرية منها متحف «محمود مختار»، و«راتب صديق»، و«محمد ناجي»، و«الفن الحديث»، و«الجزيرة» و«إنجي أفلاطون». ومن أبرز المعروضات لوحة «معركة بورسعيد» للفنان محمد صبري، ولوحة «ثلاث أخوات من سويسرا» للفنان محمد ناجي، ولوحة «ثنائي موسيقي» للفنان سيف وانلي، وتمثال «نحو الحبيب» للفنان محمود مختار. ويستمر المعرض حتى الـ 31 من آب (أغسطس) المقبل.