زعامة السد لم تأتِ من فراغ

  • 5/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الحديث عن أغلى البطولات ونهائي كأس الأمير لا يستقيم أبداً دون استعادة ذكريات الماضي الجميل، والتعرُّف من نجوم الجيل الذهبي على أجواء مثل هذه المواجهات في السابق، سواء داخل المستطيل الأخضر، أو خارجه، لهذا حرصت «^» على الالتقاء مع أحد هؤلاء النجوم الذين استطاعوا أن يسطروا أسماءهم بحروف من ذهب على مستوى الأندية أو المنتخب العنابي. نجمنا اليوم هو الكابتن محمد وفا، حارس مرمى نادي السد والمنتخب العنابي الأسبق، في هذا الحوار الاستثنائي الذي يتحدث فيه عن ذكرياته مع بطولة كأس الأمير، ورؤيته للقاء اليوم الذي يجمع السد بالريان في نهائي البطولة، والذي يقام باستاد خليفة، وتوقعاته للنتيجة، إضافة إلى التطرق إلى تفاصيل أخرى كثيرة.في البداية حدِّثنا عن ذكرياتك مع كأس الأمير؟ - ما من شك أن أجواء هذه البطولة ستظل خالدة في أذهاننا كلاعبين ننتمي لقلعة الزعيم السداوي، وبصراحة شديدة هناك فارق كبير بين الجيل الحالي وجيلنا في فترة السبعينات والثمانينات، سواء من حيث الإمكانات المالية أو نوعية اللاعبين، وأستطيع أن أؤكد أنه ورغم قلة الإمكانات وقتها فإن نوعية اللاعبين كانت متميزة، وكانت أفضل بكثير مما هم عليه الآن. كم بطولة أحرزتها مع السد؟ - ما يقرب من 8 بطولات فزت فيها مع الفريق، والذي كان يضم وقتها نجوم العصر الذهبي في النادي أو المنتخب، ويكفي وجود 13 لاعباً من السد في المنتخب العنابي، أمثال مبارك عنبر وحسن مطر ويوسف العدساني وبدر بلال وغيرهم، إضافة إلى المحترفين الارياني قاسم بور ولاعب برازيلي لا اتذكر اسمه، والطريف أن معظم هذه التوليفة تدرجت من مراحل الناشئين وحتى الشباب، ووصلوا إلى الفريق الأول والمنتخب العنابي، لذلك استطعنا أن نحقق العديد من البطولات للسد، وأن نصنع للعنابي انتصارات كبيرة على المستوى الدولي. روح الأسرة الواحدة وما الذي كان يميز الجيل السابق؟ - بالتأكيد روح الأسرة الواحدة، حيث كنا نشعر ونحن داخل النادي وكأنه بيتنا، لذلك كنا نستميت من أجل الدفاع عن ألوان قميصه على كافة المستويات، لشعورنا بالانتماء الحقيقي له، بعيداً عن لغة الحسابات المالية، التي لم تكن موجودة لدى هذا الجيل، وهذا هو سر تفوقنا وتفوق الكرة القطرية، التي كانت مليئة بالنجوم والكوادر القطرية في كل عناصر اللعبة. كلامك هذا يكشف عن تحفظاتك تجاه الكرة القطرية حالياً؟ - بالطبع، رغم تطور كرة القدم في العالم فإنني أرى أننا لم ننتهج الطريق الصواب، ولم نبني على الأساس القوي الذي تركناه للأجيال التالية، لذلك ظهرت الاستثناءات والتجنيس في الأندية، الأمر الذي انعكس بالسلب على بروز المواهب القطرية الحقيقية، وبالتالي كان انعكاسه واضحاً على المنتخب العنابي. ويمكنك أن تقارن بين النتائج في السابق وبين نتائج الحاضر، لتكتشف مدى الفجوة الحقيقية التي حدثت، وبعد أن كنا متفوقين على منتخبات مثل اليابان وكوريا وغيرها، انقلب الأمر تماماً الآن. السد يواجه الريان اليوم في النهائي، فهل ترتبط معك هذه المباراة بذكرى معينة؟ - نعم، بالتأكيد وهناك واقعة طريفة حدثت خلال لقاء نهائي كأس الأمير أمام الريان في أواخر السبعينات، وكنت أحرس وقتها مرمى السد، في حين كان زميلي في المنتخب يونس أحمد يحرس مرمى الريان، والتجأ الفريقان لضربات الترجيح لانتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، وجاء الدور على يونس ليسدد ضربة ترجيح، لأذهب له على الفور وأهمس في أذنه بأنه سيهدر هذه الضربة، من أجل التلاعب بأعصابه، وهو ما حدث بالفعل وفاز السد بالبطولة. كما لا أنسى مباراة نهائي أخرى أمام الأهلي على ملعب استاد الدوحة، وكان الملعب غير مضاء، وامتدت المباراة إلى ما بعد المغرب بنتيجة 3/3 مع قدوم الليل، واستطعنا في النهاية أن نسجل هدف الفوز. الحضور الجماهيري وكيف كان الحضور الجماهيري وقتها؟ - بالطبع كانت هناك جماهير حاشدة تزحف وراء الأندية في كل المباريات بلا استثناء، وكنا نستمتع بهذا التواجد في المدرجات التي كانت تمتلئ عن آخرها، لذلك كانت المنظومة الكروية كلها التي تضم اللاعب والجهاز الفني والجمهور تسير في انسجام معاً، عكس الزمن الحالي الذي غلب عليه الطابع المادي، وتحولت فيه الأندية إلى شركات، وظهر معها التجنيس والاستثناءات لذلك غابت الجماهير تلقائياً. نعود إلى مباراة اليوم.. ما توقعاتك لنتيجتها؟ - مباريات الكؤوس بالتأكيد لا تخضع أبداً للتوقعات لأن هناك عوامل أخرى قد تحسمها بعيداً عن مستوى الأداء، وأقصد هنا عامل التوفيق والحظ، إضافة إلى قلة ارتكاب الأخطاء، وفي النهاية يمكنني التأكيد على أنني أتمناها سداوية. مَن الحارس الذي تتنبأ بتفوقه اليوم سعد الدوسري أم عمر باري؟ - مركز حراسة المرمى بكل موضوعية هو من أهم المراكز في الملعب، والمقولة الكروية الشهيرة تقول إن حارس المرمى هو نصف الفريق لم تأت من فراغ، فالحارس هو من يعطي الثقة لزملائه أو ينزعها عنهم، وأنا توقعاتي الشخصية أن الدوسري قادر على التفوق على باري، لأنه في أفضل حالاته، وهو يعد حالياً الحارس الأفضل في قطر. نصيحتي للدوسري وبماذا تنصحه قبل اللقاء؟ - أطلب منه ضرورة التركيز والجدية وعدم الاستهتار مهما حدثت من أمور داخل الملعب، أما بالنسبة للأمور الفنية فهو لا يحتاج إلى نصائح لأنه بالفعل يمتلك الموهبة والإمكانات الفنية المرتفعة. هل أنت من مؤيدي سياسة (التدوير) في مركز حراسة المرمى؟ - إلى حد ما، خاصة إذا كان لديك حارسان بنفس الأداء والموهبة، لذلك من الأفضل أن يشاركا باستمرار في المباريات حتى يحافظا على مستواهما الفني، والذي يتقدم بطبيعة الحال من خلال المزيد من المباريات، وأعتقد أنه في جيلنا كان يتواجد أكثر من حارس مميز بكل فريق، وكنا نلعب بسياسة الدور باستمرار، لذلك شاهدنا تألقاً كبيراً لهذا المركز في المنتخب العنابي، والذي كان يضم أسماء كبيرة في توقيت واحد كيونس أحمد وعمرو الكعبي وأحمد خليل، إضافة إلى اسمي من بينهم. ما سر زعامة نادي السد؟ - بالطبع السد هو النادي الوحيد في قطر، الذي حافظ على هويته من خلال نجاحه في الاهتمام بالمواهب القطرية في كافة المراحل السنية المختلفة، إضافة إلى استمرار ضخ دماء الفريق الأول سنوياً، بعدد من هؤلاء المواهب البارزة، وهذا أمر يحدث في وقت ضربت الاستثناءات وظاهرة التجنيس الأندية الأخرى، لذلك أقولها بكل قوة إن زعامة السد لم تأت من فراغ.;

مشاركة :