تناولت صحيفة كريستيان ساينس مونتر الأميركية التحالف الناشئ بقوة بين الولايات المتحدة وأكراد شمال سوريا، وقالت إن أكراد الشرق الأوسط ينظرون إلى كثير من صفحات تاريخهم في التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، والتي انتهت معظمها بخيبة أمل، وهي أحداث تطفو للسطح مجدداً مع تحول أكراد سوريا لقوة وكيلة تحارب تنظيم الدولة نيابة عن الولايات المتحدة.وأشارت الصحيفة إلى أن أكراد سوريا ليسوا أول من ساعد الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها العسكرية ضد تنظيم الدولة، فهناك أكراد العراق وجيشهم المسمى البشمرجة، والذي كان محورياً في كبح تقدم التنظيم عام 2014، مضيفة أن المصالح الكردية-الأميركية تتقاطع في أحيان وتتكامل في أخرى، لكن غالباً ما يشعر أكراد المنطقة بالخيانة في جميع العمليات المشتركة مع أميركا، فلا زال أكراد العراق يذكرون مرارة خيانة واشنطن لهم إبان انتفاضتهم على نظام صدام حسين في 1991، والتي شجعتها أميركا لكنها لم تدافع عنها وسحقتها بغداد تماماً. هذه التجارب بين أميركا والولايات المتحدة تثير سؤال: ما مدى قوة التحالف الأميركي الكردي هذه المرة؟ وماذا يتوقع أكراد سوريا نظير تضحياتهم؟ ورغم الدعم العسكري لهم الآن في حربهم لتنظيم الدولة، هل يتعرض أكراد سوريا لخطر هجران أميركا لهم بعد القضاء على التنظيم؟ نوح بونسي كبير محللي مجموعة الأزمة الدولية «انترناشونال كريسيس» يرى أن أكراد سوريا في مقامرة فهم يعتبرون أن العمل مع الولايات المتحدة لن يوسع فقد من أراضيهم ونفوذهم، بل سيزيد تدريجياً من شرعيتهم الدولية، وسيكبح جماح الهجمات التركية ضدهم». وأضاف بونسي أن الهجمات التركية ضد أكراد سوريا نهاية الشهر الماضي كان تنبيهاً مفاجئاً بأن النفوذ الروسي والأميركي على أنقرة ربما يكون ضعيفاً، وأن تركيا بهجماتها هذه قد تخرب معركة الرقة القادمة. وأوضح بونسي أن القوات الأميركية والكردية نشرت بالفعل في مناطق شمال سوريا على الحدود مع تركيا وبعيداً عن الأراضي المحاذية للرقة. وقالت الصحيفة إنما يجعل من وحدات الحماية الشعبية الكردية حليفاً غير سهل للولايات المتحدة هو أن ارتباط هذه الوحدات بحزب العمال الكردستاني التركي الذي يشن حملة تمرد منذ عقود ضد الدولة التركية، فضلاً عن تصنيفه إرهابياً من قبل الغرب. ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تحاول التفريق بين حزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الشعبية التي تعتبرها عنصراً مهماً في محاربة تنظيم الدولة، لكن تركيا لا تقبل بذلك، وتشبه الوحدات بتنظيمي القاعدة والدولة. وأضافت أن أكراد سوريا يتوقعون أن تساعدهم أميركا في تحقيق حكم ذاتي في مناطقهم نظير مشاركتهم في القضاء على تنظيم الدولة في الرقة. وحول ما سيحدث لاحقاً بعد هزيمة تنظيم الدولة تشير الصحيفة إلى إمكانية تصاعد الحرب بين أكراد سوريا والجيش التركي، وهو موقف شديد الخطورة كما يقول المحلل بونسي.;
مشاركة :