حذرت منظمة الصحة العالمية من أن حالات الإصابة بوباء الكوليرا في اليمن قد تصل إلى نحو 300 ألف خلال ستة أشهر فقط. وقال مندوب منظمة الصحة العالمية في اليمن، نيفيو زاجاريا، للصحافيين في جنيف عبر الهاتف اليوم (الجمعة): إن اليمن قد يشهد ما يصل إلى 300 ألف حالة إصابة بالكوليرا خلال ستة أشهر. أضاف: «يجب أن نتوقع زيادة تتراوح بين 200 ألف و250 ألف حالة خلال الأشهر الستة المقبلة، إضافة إلى الخمسين ألف حالة التي ظهرت بالفعل». وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أعلنت الأربعاء الماضي، أن وباء الكوليرا الذي يجتاح اليمن تسبب في مقتل 209 أشخاص في الأسابيع الأخيرة، بينما يشتبه في إصابة أكثر من 17 ألف شخص آخر بالمرض. كما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاثنين الماضي، أن انتشار الكوليرا تسبب في وفاة 184 شخصا منذ 27 أبريل (نيسان) الماضي، في حين تم تشخيص 11 ألف حالة يشتبه بإصابتها بالمرض المعدي في أنحاء البلاد. وحذر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جيمي مكغولدريك، الاثنين الماضي من أن أعداد المصابين بالكوليرا ستشهد تزايدا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وأن انتشار المرض سيتواصل ليبلغ مناطق جديدة في ظل انهيار النظام الصحي بسبب النزاع. ويشهد اليمن منذ عام 2014 نزاعاً دامياً بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية، وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه. وأدى النزاع إلى تدهور كبير في أمن اليمن الغذائي، حيث أصبح نحو 19 مليون شخص من بين 27 مليونا في حاجة إلى مساعدة غذائية عاجلة، بينهم سبعة ملايين يواجهون خطر المجاعة. وساهمت أزمة نفايات في العاصمة تسبب بها إضراب نفذه عمال النظافة التابعون للبلدية لمدة عشرة أيام للمطالبة بالحصول على أجورهم، في تفشي الكوليرا. وارتفعت أكوام القمامة في شوارع العاصمة، حيث اضطر السكان إلى ارتداء الأقنعة بسبب الروائح الناجمة عن تعفن النفايات. وهي المرة الثانية التي تنتشر فيها الكوليرا خلال أقل من عام في اليمن؛ إذ تسبب بين أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي ومارس الماضي في وفاة 145 شخصا. ويتسبب وباء الكوليرا الشديد العدوى في إسهال حاد، وينتقل عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة إن تعذرت معالجته.
مشاركة :