رجل مجهول الهوية قام بإضرام النار في جسده أمام السفارة الإيرانية في تايلاند، بعد أن قام بترديد هتافات باللغة العربية مناهضة للانتخابات الإيرانية.العرب [نُشر في 2017/05/19]لا تصوتوا بانكوك- أضرم مجهول النار في نفسه أمام السفارة الايرانية في بانكوك عاصمة تايلاند احتجاجا على الانتخابات الرئاسية التي انطلقت الجمعة في إيران. وردد رجل لم يكشف عن جنسيته هتافا باللغة العربية مناهضا للانتخابات الايرانية أمام السفارة، بينما كان يحمل لافتة مكتوبا عليها "لا تصوتوا" باللغتين الانكليزية والعربية. وسكب الرجل الجازولين على نفسه وأضرم النار، طبقا لما ذكره نوبادون سامارت أحد محققي الشرطة في مركز شرطة تونجلور في بانكوك. وأضاف أن الرجل لا يحمل أي هوية معه. وتابع أن مسؤولي إنقاذ نقلوا الرجل إلى مستشفى قريب، حيث ثبت تعرضه إلى حروق بنسبة تتراوح بين 20 و30 بالمئة من جلده. ولم يتضح دافع الرجل ولا موقفه السياسي، حيث أن المارة لا يفهمون اللغة العربية. وقال نوبادون إن الرجل ليس في حالة تسمح له بالادلاء بأقواله، حيث أنه لا يزال يتلقى العلاج في المستشفى. ووقع الحادث في منطقة تجارية راقية في بانكوك. وتوجه الملايين من الناخبين الايرانيين إلى مراكز الاقتراع للادلاء باصواتهم في الانتخابات الرئاسية لتحديد ما إذا كانت البلاد ستواصل مسار الانفتاح على الغرب. ويتنافس في الانتخابات 3 مرشحين محسوبين على التيار الاصلاحي- المعتدل، و3 آخرين من المحافظين. وتتميز السجالات المرافقة للانتخابات هذه المرة، بتركيزها على المسائل الطائفية والعرقية، فضلا عن المواضيع الاقتصادية. ورغم النتائج الجيدة التي حققتها حكومة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، على صعيد الاقتصاد الكلي، إلا أن تأثيرها على المواطنين لم يكن بنفس المستوى. ويُحسب لحكومة روحاني نقل الاقتصاد من مرحلة الانكماش إلى النمو، وخفض نسبة التضخم من نحو 35-40 إلى 7-8 في المئة، إلا أن بقاء معدلات البطالة مرتفعة، ومحدودية تأثير التطورات العامة في الاقتصاد على المواطن العادي، تمثل إحدى أبرز الأوراق الانتخابية ضد روحاني، بيد منافسيه. أما إدعاءات الفساد التي يدور حولها جدل في الشارع الإيراني منذ مدة طويلة، فتمثل الخاصرة الرخوة، لكلا الطرفين. ومن الملفت للانتباه في الحملات الانتخابية لهذه الدورة، تخللها نقاشات قوية وعلنية أمام الشارع الإيراني، حول حقوق المكونات المذهبية والعرقية. ويحمل تركيز حسن روحاني، ومنافسه المحافظ سيد ابراهيم رئيسي، على هذه الملفات أهمية كبيرة، لا سيما في ظل لقاءاتهما مع وجهاء المجموعات الطائفية والعرقية المختلفة. ولا يمكن تناول النقاشات العلنية إلى هذا الحد الكبير حول المسائل العرقية والمذهبية في إيران، بمعزل عن التوترات الطائفية في الشرق الأوسط. وتعد دعوة المرشد الأعلى علي خامنئي المرشحين لانتهاج اسلوب حذر في السجالات حيال القضايا الطائفية والعرقية، مؤشرا على حدة النقاشات. ورغم التحذيرات المتكررة من مغبة التوجهات الطائفية والعرقية في الشرق الأوسط لا سيما بعد امتداد الصراع إلى سوريا، فاقمت السياسات التي اتبعها المسؤولون الإيرانيون، الأزمة في المنطقة، إلا أنها جلبت معها مفارقة أيضا، في ظل احتمال انتقال شرارة الحروب الطائفية - العرقية إليها. ودفع لجوء إيران إلى تسليح المجموعات الموالية لها في سوريا والعراق ولبنان واليمن، لبسط نفوذها في تلك البلدان، المجموعات الطائفية والعرقية الأخرى لتبني مواقف مناهضة لإيران. لكن يبدو أن المسؤولين الإيرانيين يغفلون هشاشة التركيبة الاجتماعية في بلادهم أيضا، من حيث الدين والعرقيات واللغات، شأنها شأن بقية دول المنطقة. لذلك فلا يمكن لإيران أن تبقى بمعزل عن تداعيات سياساتها التي تصب الزيت على النار في الصراعات المذهبية والعرقية في المنطقة.
مشاركة :