حقق جوليان أسانج، اليوم الجمعة، انتصارا في معركته مع القضاء السويدي الذي تخلى عن ملاحقته بتهمة الاغتصاب، حتى لو كان يتعين على مؤسس موقع ويكيليكس اللاجىء في إحدى السفارات بلندن، التحلي بالصبر لاستعادة حرية تحركه. وحتى في حال عدم صدور مذكرة توقيف أوروبية، نبهت الشرطة البريطانية إلى أنها ستكون “مضطرة” لتوقيف أسانج إذا خرج من سفارة الإكوادور في لندن بسبب انتهاكه العام 2012 شروط الإفراج عنه بكفالة في المملكة المتحدة. وفي ما يتعلق بالجانب السويدي، انتهت “قضية أسانج” بفشل قضائي ذريع. وأمام الصحافة في ستوكهولم، أعلنت المدعية العامة ماريان ناي أنها “قررت حفظ الدعوى ضد جوليان أسانج بتهمة الاغتصاب المفترض”، وطلبت رفع مذكرة التوقيف الأوروبية التي تحاول منذ 2010 إلغاءها. وبعد ثلاث سنوات من تقادم الدعوى، أوضحت المدعية أنها قررت حفظها بسبب عدم فعالية إجراءات طويلة جدا وليس في ضوء وقائع جديدة. وأضافت أن “كل الفرص قد استنفدت للمضي قدما في التحقيق (…) ولم يعد يبدو ملائما الاحتفاظ بطلب الاعتقال المؤقت لجوليان أسانج أو بمذكرة التوقيف الأوروبية”. ورأت المدعية ناي أن التخلي عن الملاحقات “ليس نتيجة مراجعة شاملة لعناصر الأدلة” وأن القضاء السويدي “لا يعلق على مسألة الجرم”. وفي أول تعليق على القرار السويدي، أكد أسانج في تغريدة، اليوم الجمعة، أنه “لا ينسى ولا يسامح” “احتجازه لسبع سنوات” خمس منها في سفارة الإكوادور في لندن. Detained for 7 years without charge by while my children grew up and my name was slandered. I do not forgive or forget. — Julian Assange (@JulianAssange) May 19, 2017 وقال في التغريدة بعد قرار القضاء السويدي التخلي عن ملاحقته “احتجزت سبع سنوات بلا اتهامات بينما كان أبنائي يكبرون ولطخ اسمي في الوحل”. ويندد أسانج بمناورة لتسليمه للولايات المتحدة حيث يلاحق بنشر وثائق عسكرية ودبلوماسية سرية. وأكدت إدارة دونالد ترامب في أبريل/نيسان أن توقيف أسانج “أولوية” وقالت وسائل إعلام محلية أن واشنطن في صدد تحضير ملف اتهامي. وفي فبراير/شباط 2016 انتقدت مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة بطء التحقيق ودعت السويد وبريطانيا إلى تعويض أسانج “التوقيف التعسفي”. انتصار شامل وكان المحامي السويدي عن أسانج، بير صامويلسون أعرب عن ارتياحه بالقول “هذا انتصار شامل لجوليان أسانج. إنه حر في مغادرة السفارة عندما يشاء”. وأضاف لاذاعة إس.أر السويدية “إنه بالتأكيد سعيد ويشعر بالارتياح، لكنه ينتقد الفترة الطويلة جدا التي استغرقتها المسألة”. ورحبت الإكوادور بقرار القضاء السويدي ودعت المملكة المتحدة إلى السماح لأسانج بمغادرة أراضيها. وكتب وزير خارجية الإكوادور جيوم لونج على تويتر إن “مذكرة التوقيف الأوروبية لم تعد صالحة. على المملكة المتحدة أن تؤمن خروجا آمنا لجوليان أسانج”. لكن التهديد باعتقاله قلل من حماسة المحيطين به. وكتب ويكيليكس في تغريدة إن “بريطانيا تعلن أنها ستوقف أسانج مهما حصل وترفض أن تؤكد أو تنفي تسلم طلب لتسليمه الى الولايات المتحدة”. وفي ستوكهولم، أكدت محامية السويدية التي تتهم أسانج باغتصابها أن تخلي السويد عن ملاحقته “فضيحة”، مؤكدة أن موكلتها “صدمت” بالقرار. وقالت اليزابيث فريتز في رسالة إلكترونية لفرانس برس إن “موكلتي صدمت ولا يمكن لأي قرار بإسقاط القضية تغيير واقع أن أسانج اغتصبها”. وقدمت المدعية التي كانت في الثلاثين من العمر عند وقوع الحادثة، شكوى في 20 أغسطس/آب 2010 ضد أسانج الذي التقته في مؤتمر لويكيليكس في ستوكهولم قبل أيام.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :