توافد ملايين الإيرانيين على مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء البلاد لاختيار رئيس جديد للسنوات الأربع القادمة. وتوقعت وزارة الداخلية التي تشرف على الاقتراع أن تتجاوز نسبة المشاركة 72%. ويتنافس في الانتخابات الرئيس المنتهية ولايته الإصلاحي حسن روحاني مع رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي، إلى جانب مرشحين أقل أهمية هما الإصلاحي مصطفى هاشمي طبا والمحافظ مصطفى ميرسليم. يصوت الإيرانيون بأعداد كبيرة الجمعة في الانتخابات الرئاسية "الحاسمة" بالنسبة للرئيس المعتدل المنتهية ولايته حسن روحاني الذي يسعى إلى الفوز بفترة ثانية ليواصل سياسته التي تميزت بالانفتاح على العالم. ويتنافس روحاني مع رجل الدين المحافظ، إبراهيم رئيسي، الذي يقول إنه يدافع عن الأكثر فقرا وإنه يريد إعطاء الأولوية لـ"اقتصاد المقاومة" من خلال تعزيز الانتاج والاستثمارات الوطنية. ويتنافس كذلك في السباق الرئاسي مرشحان آخران لا يعرف الكثير عنهما، إصلاحي دعا إلى التصويت لروحاني وآخر محافظ. وسيتم اختيار المرشح الفائز من الجولة الأولى التي يتوقع أن تعلن نتائجها النهائية الأحد. وفي طهران وبقية المناطق بدا الإقبال قويا منذ فتح صناديق الاقتراع مع طوابير طويلة بحسب الصور التي ينقلها التلفزيون الوطني "إيريب". افتتاح مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الإيرانية وأعلنت وزارة الداخلية التي تشرف على الاقتراع عن التوقعات بأن تتجاوز نسبة المشاركة، التي لم تعرف بعد، 72%. وانتظر الناخبون الذين قدم بعضهم مع عائلاتهم دورهم للإدلاء بأصواتهم حيث أحضر بعضهم كراسي صغيرة قابلة للطي. وصوت الرجال والنساء في غرف منفصلة أقيمت في الجوامع، إلا أنهم صوتوا في غرف مختلطة في المدارس. وصرح روحاني بعد أن أدلى بصوته في الصباح في طهران "المشاركة الحماسية للإيرانيين في الانتخابات تعزز القوة والأمن الوطني". وتابع روحاني "من أبرز ميزات النظام في الجمهورية الإسلامية السيادة الوطنية المتمثلة بطوابير الناخبين في المدن والقرى"، مضيفا "أيا كان الفائز، علينا مساعدته". أما رئيسي، الذي أدلى بصوته في مسجد في حي جنوب طهران، فتوقع "حدا أقصى من المشاركة". أجواء الانتخابات الإيرانية ودعا كلاهما إلى "احترام" خيار الإيرانيين بغض النظر عن النتيجة. ومن ناحيته، أدلى محمد خاتمي بصوته وسط حشود مؤيديه. وتولى خاتمي منصب الرئاسة بين عامي 1997 و2005 ويعد زعيم المعسكر الإصلاحي وحرم بعض الشيء من حرية التعبير والتحرك وكان قد أعرب عن دعمه لروحاني. "محاطون بالأعداء" وكان المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي من بين الأوائل الذين أدلوا بأصواتهم، ودعا مواطنيه إلى التصويت "بكثافة وفي أبكر وقت ممكن". ومن بين الناخبين الذين أدلوا بصوتهم، هادي، وهو نجار يبلغ من العمر 28 عاما، والذي قال إنه صوت لروحاني مع أن حياته "لم تشهد أي تغيير ملفت" في عهده ولكنه يؤيد سياسته من أجل "إقامة علاقات مع سائر دول العالم". وفي المقابل، اختار محسن، البالغ من العمر 32 عاما والذي يعمل في المجال الثقافي، رئيسي "لأن بلدنا محاطة بالأعداء. إذا لم نعزز قدراتنا الوطنية، سنتأثر" سلبا. وتنظم هذه الانتخابات بعد يومين على قرار واشنطن تمديد تخفيف العقوبات على إيران بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران والقوى العالمية الست، بينها الولايات المتحدة. وكرس روحاني الذي انتخب عام 2013 القسم الأكبر من ولايته التي امتدت أربع سنوات في التفاوض على الاتفاق النووي الذي سمح بانفتاح بلاده سياسيا واقتصاديا. ولكن انعدام الثقة بين طهران وواشنطن اللتين قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية عقب الثورة الإسلامية عام 1979، لا يزال سائدا. وتصاعد التوتر بين البلدين أكثر مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم، إذ زادت إدارته من حدة تصريحاتها ضد طهران وكثفت العقوبات غير النووية عليها منذ كانون الثاني/يناير. حماس ونسبة مشاركة عالية في الانتخابات الإيرانية ويشارك ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع في قمة مع قادة العالم الإسلامي في السعودية، المنافس الإقليمي الرئيسي لطهران. "الأوليغارشية" ورغم عداء واشنطن المعلن تجاه بلاده، يطمح روحاني إلى مواصلة الانفتاح على العالم بهدف جذب مزيد من الاستثمارات، في حين يسعى رئيسي إلى الدفاع عن الطبقات الأكثر حرمانا. ويصب الانخفاض الملحوظ في معدل التضخم الذي بلغ 40% عام 2013 وبات نحو 9,5% حاليا في صالح روحاني أيضا. ولا يشكك رئيسي بالاتفاق النووي الذي وافق عليه المرشد الأعلى، لكنه ينتقد نتائج هذه التسوية التي لم يستفد منها الإيرانيون الأكثر فقرا والتي اجتذبت استثمارات ضئيلة مقارنة بما كان متوقعا. وخلال التجمع الأخير الذي نظمه الأربعاء في مشهد (شرق) قال رئيسي "بدلا من استخدام قدرات شبابنا، إنهم (روحاني وحكومته) يضعون اقتصادنا في أيدي الأجانب". وسلط رئيسي الضوء على نسب البطالة المرتفعة التي تطال 12,5% من السكان و27% من الشباب، متهما حكومة روحاني بأنها لم تعمل سوى لصالح "الأوليغارشية الأكثر ثراء" في البلاد التي لا تمثل سوى أربعة بالمئة من السكان، على حد قوله. وإضافة إلى الانتخابات الرئاسية، دعي الناخبون الـ56,4 مليونا إلى التصويت كذلك في الانتخابات البلدية، والتي يتمثل تحديها الأهم في المدن الكبرى مثل طهران ومشهد (شرق) وأصفهان (وسط)، في معرفة ما إذا كان المعتدلون سيتمكنون من انتزاعها من المحافظين. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 19/05/2017
مشاركة :