الموسيقار السوداني حافظ عبدالرحمن: الجمهور العالمي يستمع إلى الإبداع من مناظير دقيقة ومختلفة

  • 5/26/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

يرى أن إبداعه نابع من إحساسه بأن آلة «الصفارة»، أو الفلوت، هي إصبعه السادس، ذلك الإحساس بالتوحد مع الآلة الذي بث فيها روحاً مختلفة، فانبثقت منها الألحان أنهاراً من الشجن والعذوبة، عشق الموسيقى منذ طفولة أحلامه الشادية على سهول كردفان ودارفور في غرب السودان، والذي تعد موسيقاه جزءاً لا يتجزأ من صميم الوجدان السوداني، حمل النيل عبيرها إلى جميع أنحاء العالم. حافظ عبد الرحمن، الموسيقار السوداني العالمي، التقته اليمامة وهو يحتفل وفرقته الذهبية باليوبيل الفضي لمسيرته المخضرة بالنجاحات والإبداع المستمر فكان هذا الحوار.. كيف بدأت علاقتك بالموسيقى، وما الذي شدك لآلة الفلوت بالذات؟ - كنت دائما أقول: كأن آلة الصفارة إصبعٌ سادسٌ في كفي، لعشقي لها منذ طفولتي الباكرة وأعتقد أنني كنت أجيد العزف عليها وأنا في سن العاشرة من عمري و آلة الفلوت أتت متاخرة بعد دخولي كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. من معزوفاتك المشهورة عالميا «الأيام الخالدة»، ولديك أداء لمعزوفات أخرى لأغنيات قديمة وحديثة ، ماالمقطوعة التي رأيت أنها شكلت بداية حقيقية لك؟ - نعم لمقطوعة الأيام الخالدة مكانتها عند الناس ولكن أول مقطوعة من مؤلفاتي لاقت شهرة كبيرة هي مقطوعة (نغم في الخاطر)، وقد سجلتها في برنامج رسائل المُديريات في مدينة الأبيض تحت إشراف الإعلامي الكبير الراحل عوض محمداني في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وقد سمعها الإذاعي الكبير محمد سليمان وأعجب بها، وجعلها شعارا لبرنامجه التلفزيوني الجماهيري الناجح (دنيا دبنقا)، وسعدت للمكانة التي وجدتها هذه المقطوعة، وكانت سببا في شهرتي الموسيقية، ونقلي من منبر رسائل المديريات، إلى أقوى برامج التلفزيون السوداني. الموسيقى الآلية التي تعزفها، وتؤلفها ما مدى قبولها لدى المستمع السوداني، والعربي عموما، الذي يعتمد قوام سماعه وذوقه الموسيقي على الكلمة، ومن خلال تجربتك الفنية أيهما الأقدر على الوصول أكثر للجمهور العربي: مقطوعاتك الموسيقية البحتة، أم تلك التي تعزف موسيقى أغاني مشهورة؟ - للكلمة المغناة مكانتها، كما للموسيقى الآلية أيضا وجودها القومي، وقد بذل رواد الموسيقى الآلية مثل أحمد مرجان مؤلف موسيقى السلام الجمهوري السوداني، ثم برعي محمد دفع الله، وبشير عباس كأمثلة، وغيرهم من الذين أثروا الساحة الغنائية أولا وطرقوا أبواب الموسيقى الآلية بعد ذلك، حتى صارت الموسيقى الآلية تؤدي نفس دور الموسيقى الغنائية. وحين أتى دور الأجيال التي أتت بعد هؤلاء العباقرة سرنا في ركبهم والآن لدي (أسطوانة) باسم الأيام الخالدة تحمل ستة من مؤلفاتي الموسيقية وقد لاقت رواجا كبيرا ، والآن الموسيقى الآلية تسير جنبا إلى جنب مع الموسيقى الغنائية لتميز الإنسان السوداني بمزاجه العربي الإفريقي، وثقافته المتنوعة في شتى ضروب الإيقاع والآلات، والأغنيات، في وطن يضم أكثر من خمسمائة قبيلة، مما منحه المقدرة على تذوق أنماط كثيرة من الفنون شكلت شخصيته المتميزة. قدمت أعمالك الموسيقية في بلدان عربية وأيضا في بلدان أخرى ذات ثقافات وحضارات مختلفة، كيف تفاعل معك الجمهور في أوروبا وأمريكا؟ وكيف كان تقبلهم لعودة الفلوت إليهم بثقافة عربية إفريقية؟ - الجمور العالمي يستمع إلى الإبداع من مناظير دقيقة ومختلفة، وهو يحترم كل أشكال التأليف الآتية من كل بقاع العالم، ولي تجربة قوية مع شركة ميديا سفن، في باريس التي أنتجت لي أسطوانة (الأيام الخالدة)، دون أي وساطة غير معايير الجودة التي يحتكمون إليها. وقد تلقيت دعوات كثيرة قدمت فيها مؤلفاتي الموسيقية في لندن وباريس والمانيا والنمسا والسويد وجنوب إفريقيا، ودول أخرى عديدة، وقدمت حفلا كاملا على خشبة مسرح كنيدي سنتر في واشنطن كأول سوداني يفعل ذلك وقد صاحبني في العزف فيه الأستاذ ماهر تاج السر أستاذ البيانو السوداني المقيم في أمريكا، له التحية. والآلة الموسيقية في العالم يُنظر اليها كمنتج قادر على التعبير الموسيقي. و قد ساهم ذلك في تذوق الموسيقى الآلية التي قدمتها بآلة الفلوت وهي آلة غربية مشهورة عالمياً، وغير محكومة بأداء نوع واحد من الموسيقى، إنها أداة في يد الفنان كما هي الريشه في يد الرسام أو القلم في يد الشاعر. ينجح الموسيقار حين يتفاعل معه الجمهور إحساساً وروحاً، من هذا المنطلق هل نقول إن حافظ عبد الرحمن نجحت موسيقاه في الوصول للمستمعين بكافة الأذواق؟ أم للنخبة فقط؟ - هذا السؤال يجيب عنه المستمع.. وأحيلكم إلى انتشار مؤلفاتي الموسيقية بدرجة سمحت لنا بإقامة عروض موسيقية كاملة وأيضا حفلات زفاف كاملة بالموسيقى الآلية فقط، دون أي غناء مما يشير إلى التنوع الثقافي الواسع لدى المستمع السوداني. نبارك لك ولفرقتك اليوبيل الفضي، ونتساءل عن الجديد القادم لحافظ عبد الرحمن على مستوى الإصدارات؟ - لكم الشكر.. وأنا الآن في لمساتي الأخيرة لإصدار أسطوانة (السحابات المسافرة)، التي تحتوي على ستة مؤلفات موسيقية متنوعة بعون الله.

مشاركة :