رفعت وزارة الداخلية غرامة عبور المشاة للطريق من الأماكن غير المخصصة، من 200 إلى 400 درهم، بحسب التعديلات الأخيرة التي أدخلت على قانون السير والمرور وجدول المخالفات واللائحة التنفيذية، المزمع تطبيقه منتصف يونيو المقبل. ونصت المادة (89) من جدول المخالفات المعدل على مخالفتين، الأولى «عبور المشاة للطريق من غير الأماكن المخصصة لعبورهم، إن وجدت»، والثانية «عدم التزام المشاة بالإشارات الضوئية»، وهي لم تكن موجودة سابقاً، وغرامة كل منهما 400 درهم. وكشفت إحصاءات الإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية أن العام الماضي شهد 1119 حادث دهس، مقابل 1052 حالة في 2015، بزيادة نسبتها 6.4%. وأكد سائقون في أبوظبي لـ«الإمارات اليوم»، أهمية هذه المادة في ردع سلوكيات بعض المشاة الذين يخاطرون بحياتهم، ويعبرون تقاطعات الطرق والإشارة حمراء، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر. وقال سيف أحمد، موظف، إن كثيراً من حوادث الدهس، يتسبب فيها مشاة لم يقدروا خطورة العبور من الأماكن غير المخصصة لهم، مشيراً إلى أهمية تشديد العقوبة، لردع المشاة المتهورين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل عبور الطريق. واتفق معه أبوهزاع، قائلاً إنه كاد أن يدهس أحد المشاة عندما كان يقوم بالدوران، ولم يلتزم الرجل بإرشادات السلامة، وعبر الطريق بينما الإشارة لاتزال حمراء. وذكر رامي حماد أن الجهات المعنية في أبوظبي أقامت جسوراً عدة لعبور المشاة، وتم تخصيص كثير من خطوط عبور المشاة والإشارات الضوئية، لضمان سلامتهم أثناء عبور الطريق، لكن لاتزال هناك بعض الفئات، خصوصاً من الجنسية الآسيوية، يقومون بالعبور المفاجئ من أماكن غير مخصصة، ما يعرضهم لحوادث الدهس، داعياً إلى زيادة الوعي المروري للمشاة، عبر القنوات المختلفة. وبحسب قانون السير والمرور الاتحادي، فلم تتغير مخالفة «عدم إعطاء الأولوية للمشاة في الأماكن المخصصة لعبورهم» وهي بقيمة 500 درهم وست نقاط مرورية، وكذا مخالفة «إيقاف المركبة على ممر عبور المشاة»، بقيمة 500 درهم، فيما تمت زيادة غرامة مخالفة «إيقاف مركبة بطريقة تسبب خطراً للمارة أو تعرقل حركة المشاة» من 200 درهم وثلاث نقاط مرورية إلى 400 درهم فقط. وكشفت شرطة أبوظبي في تقريرها عن الحالة المرورية، خلال الربع الأول من العام الجاري، أن نسبة حوادث الدهس بلغت نحو 17% من الحوادث المرورية، وأسفرت حملات شرطة أبوظبي عن تحرير 10369 مخالفة للمشاة لعبور الطريق من غير الأماكن المخصصة. وذكرت أن «أبرز الأسباب المؤدية إلى وقوع الحوادث المرورية خلال الربع الأول، الإهمال وعدم الانتباه، والسرعة دون مراعاة ظروف الطريق، وتجاوز الإشارة الحمراء، ودخول طريق رئيس دون التأكد من خلوه من المركبات، وعدم إعطاء الأولوية لعبور المشاة، وعدم ترك مسافة كافية، وعدم الالتزام بخط السير وغيرها». جدير بالذكر أن شرطة أبوظبي تنفذ العديد من المبادرات لتعزيز الشراكة المجتمعية، وتعزيز القيم الإيجابية، وتحفيز السائقين، من خلال دوريات السعادة، وحثهم على الالتزام بالقانون، إضافة تكثيف الرقابة المرورية على الطرق الداخلية والخارجية للحد من الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية. خفض السرعات دعت شرطة أبوظبي قائدي المركبات إلى زيادة الحرص والانتباه للمشاة على الطرق المختلفة، وخفض السرعات بالقرب من معابر المشاة، ومنحهم الأفضلية في العبور، والانتباه وخفض السرعات بالقرب من الأسواق والأماكن الصناعية التي تشهد كثافة سكانية. وحثت المشاة على ضرورة الالتزام باستخدام الأنفاق والجسور المخصصة لعبور المشاة، لافتة إلى أن دوريات مباحث المرور تكثف الرقابة على الطرق لرصد الأشخاص الذين يعبرون الشارع من غير الأماكن المخصصة، معرضين أنفسهم للخطر، من دون إدراك للنتائج المترتبة على ذلك من خسائر في الأرواح والممتلكات.