بعد نحو ستة أشهر من زيارة ماسايوشي سون، رئيس مجموعة «سوفت بنك» لقصر دونالد ترامب في مانهاتن، والتي أبهجت المستثمرين، من المنتظر أن يلحق أغنى رجل في اليابان بصديقه ترامب في زيارة السعودية، مع قيام الرئيس الأمريكي بأولى جولاته الخارجية منذ توليه منصبه.ويسافر سون، رئيس مجموعة «سوفت بنك» اليابانية، إلى الرياض مطلع الأسبوع المقبل، حيث من المتوقع أن يعلن عن إتمام أول جولة تمويلية لما سيكون أكبر صندوق استثمار مباشر في العالم، والمدعوم من صندوق الثروة السيادي السعودي وآبل.يتزامن ظهور سون في العاصمة السعودية، والتدشين المتوقع لصندوق رؤية سوفت بنك (صندوق فيجن)، البالغ قيمته 100 مليار دولار، مع زيارة ترامب للمملكة، إحدى محطات جولته في المنطقة. ويصف سون الصندوق بأنه ضروري لاستعداد «سوفت بنك» للتدفق الشديد للبيانات، والذي يتوقع الملياردير الياباني حدوثه في وقت يتزايد فيه إضفاء الطابع الرقمي على الاقتصاد العالمي.وقال سون في فبراير شباط: «صندوق رؤية يضع إطار عمل لسوفت بنك للنمو خلال المئة والمئتين والثلاثمئة عام القادمة.. السنوات العشر المقبلة ستكون الوقت المناسب لي، كي أضع الخطة موضع التنفيذ، بينما أجهز من يخلفني». ومن المقرر أن يحضر سون منتدى للرؤساء التنفيذيين للشركات العالمية في الرياض غداً السبت، سيقام على هامش زيارة ترامب، وفق ما تظهره قائمة الحضور. وامتنع متحدث باسم «سوفت بنك» عن التعليق على جدول أعمال سون. وكان سون من أوائل المليارديرات والقادة الآسيويين الذين أثنوا على ترامب، إثر فوزه بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني، بعد حملة ركزت بقوة على الأمن الوطني، وحماية الوظائف الأمريكية.ولا توجد تفاصيل كثيرة عن تعهّد سون لترامب باستثمار 50 مليار دولار في الولايات المتحدة، وتوفير 50 ألف فرصة عمل جديدة، لكنه يتماشى مع وعود ترامب الانتخابية بتعزيز نمو الاقتصاد، عبر إبرام صفقات مع شركات منفردة، بدلاً من الاتفاقات التجارية المعقدة. وارتفعت أسهم مجموعة سوفت بنك بعد اجتماع سون في ديسمبر كانون الأول، مع ترامب والإعلان عن استثماره.ويهدف الصندوق الجديد إلى تعزيز الاستثمارات في القطاع التقني على مستوى العالم، وسيكون من بين أكبر الصناديق الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي. وتتوقع المجموعة استثمار ما لا يقل عن 25 مليار دولار في الصندوق على مدار السنوات الخمس القادمة، ليصل حجم الصندوق الجديد إلى مئة مليار دولار بعد ذلك.وقال محللون إن تأسيس الصندوق السعودي الياباني، خطوة سياسية اقتصادية تندرج ضمن سياسة تنويع سلة الاقتصاد السعودي. وأضاف أن المملكة بصدد تقوية الشراكات مع القوى الاقتصادية في الشرق، وفي مقدمتها اليابان، والصين. يشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي تأسس عام 1971 لتمويل المشاريع ذات الأهمية الاستراتيجية لاقتصاد المملكة.وتأتي التحركات التي تقوم بها السعودية في إطار سياسة جديدة، تعتمد على تنويع مصادر الدخل والاقتصاد، بحيث لا يكون النفط المصدر الرئيس. وفي هذا الصدد، قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن المملكة لن تتأثر إن وصل سعر برميل النفط إلى 40 دولاراً عام 2020؛ لأنها ملتزمة بالعمل على تنويع مواردها الاقتصادية، وتقليص اعتمادها على النفط. وأضاف في مقابلة تلفزيونية: «نأمل أنه بحلول 2030 لن تأبه السعودية إذا كان سعر النفط صفراً.. مع أني أود أن يكون السعر 100 أو 150 دولاراً للبرميل». وتطرق لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى أن المملكة لديها الكثير من الفرص الاستثمارية، التي يمكن للشركات الأمريكية الاستفادة منها. وأضاف أنه ستكون هناك استثمارات كبيرة للسعودية في الولايات المتحدة، ولكن بالمقابل سيكون لها الكثير من الفوائد على المملكة، مشيراً إلى أنه سيتم خلال الأيام القادمة الإعلان عن استثمارات يستفيد منها الجانبان. وجدد الجدعان تأكيده عدم وجود أي نية لدى السعودية لفرض ضريبة دخل على السعوديين، أو على الوافدين المقيمين بالسعودية، مشيراً إلى أن المملكة ماضية مع بقية دول الخليج لفرض ضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية.
مشاركة :