قالت مصادر بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس إن لجنة من المنظمة تنظر في سيناريوهات اجتماع «أوبك» المقرر يوم 25 مايو/ أيار الجاري لتحديد سياسة الإنتاج تبحث خيار تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط وتعميق التخفيضات في مسعى لتصريف المخزونات ودعم الأسعار. وكانت السعودية وروسيا، أكبر منتجين للنفط في العالم، قد اتفقتا على ضرورة تمديد العمل بتخفيضات الإنتاج الحالية حتى مارس/ آذار 2018، وإن كان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال إن حجم التخفيضات سيظل كما هو إذا تم تمديد الاتفاق.اجتمع مسؤولون ممثلون لدول «أوبك» بجانب مسؤولين من الأمانة العامة للمنظمة في فيينا مؤخراً. وقال أحد المصادر إن تعميق تخفيضات الإمدادات خيار يعتمد على تقديرات نمو الإمدادات من خارج المنظمة، لاسيما شركات النفط الصخري الأمريكي. وذكر مصدر ثان أنه لم يتم الاتفاق على السيناريوهات النهائية. ولا يحدد مجلس اللجنة الاقتصادية سياسة «أوبك». ويسبق اجتماع المجلس اجتماع وزراء نفط الدول الأعضاء في أوبك وعدد من المنتجين المستقلين في 25 مايو/ أيار لاتخاذ قرار بخصوص تمديد اتفاق خفض إنتاج الخام لما بعد 30 يونيو/ حزيران.وكانت أوبك وروسيا وغيرهما من المنتجين قد اتفقوا في الأصل على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا لمدة ستة أشهر بدءاً من الأول من يناير/ كانون الثاني. ووجدت أسعار النفط دعماً في خفض الإنتاج لكن ارتفاع مستوى المخزونات ونمو إمدادات المنتجين غير المشاركين في الاتفاق يحد من ارتفاع الأسعار، بما يعزز مبررات تمديد الاتفاق.ولم تتوافر أي تفاصيل أخرى على الفور، مثل حجم التخفيضات التي يبحثها مجلس اللجنة الاقتصادية. وفضلاً عن اجتماع المجلس، ثمة مناقشة فنية أيضاً بين أوبك والمنتجين المستقلين المشاركين في تخفيضات الإنتاج. وليس من المتوقع أن تتمخض هذه المناقشة عن أي قرار. وقال مصدر في أوبك «الاجتماع كان لمجرد تبادل المعلومات».من جانب آخر، قال إيجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية إن أكبر شركة نفط مدرجة في العالم من حيث الإنتاج تعكف على الاستعداد للمنافسة في أسواق النفط العالمية بعد انتهاء سريان اتفاق خفض الإنتاج مع «أوبك». وتلعب «روسنفت» دوراً أساسياً في جهود روسيا الرامية للوفاء بالتزاماتها في اتفاق «أوبك» الذي وعدت فيه موسكو بخفض الإنتاج 300 ألف برميل يومياً.وقال سيتشن خلال زيارته برلين لافتتاح مكتب وحدتها روسنفت دويتشلاند، إن «روسنفت» ستضع خطتها هذا العام بحيث تكون قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية عندما ينتهي أجل الاتفاق. وأضاف سيتشن «سنرسم خطة عملنا حتى نهاية العام بطريقة تجعلنا نلتزم بالاتفاقات وفي نفس الوقت نولي اهتماماً خاصاً بالحقول الناضجة حتى لا نخسر موارد نفطية ونتخذ الترتيبات اللازمة لتدشين حقول جديدة، ومن ثم إذا انتهى الاتفاق نكون مستعدين للمنافسة في الأسواق دون خسارة حصتنا السوقية».وأضاف أن الشركة تقلل الإنتاج في حقولها الجديدة بناء على اتفاق أوبك ولا تمس الحقوق الناضجة نظراً لاحتمال عدم عودتها إلى كامل طاقتها بعد الخفض. وأكد سيتشن مجدداً أنه ينبغي لروسيا والسعودية وضع آليات تتيح خروجاً «سلساً» من الاتفاق عندما ينتهي أجله لتجنب صدمات السوق. وقال رداً على سؤال عما إذا كانت السوق ستستعيد توازنها بحلول موعد انتهاء الاتفاق وما إن كانت الحاجة ستستدعي تمديده مجدداً «لن أفكر فيما بعد مارس (آذار) من العام المقبل». وأضاف «ينبغي أن نرى كيف سيكون أداء النفط الصخري في الولايات المتحدة».في سياق متصل، ارتفع النفط في العقود الآجلة أمس إلى أعلى مستوياته في نحو شهر وسط تنامي التفاؤل بأن يمدد كبار المنتجين تخفيضات الإنتاج لتقليص تخمة المعروض المستمرة في السوق، ويتجه برنت والخام الأمريكي لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني.وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت 28 سنتاً أو 0.5 في المئة إلى 52.79 دولار للبرميل. وكان الخام ارتفع في وقت سابق لأعلى مستوى له منذ 21 إبريل /نيسان ويتجه لتحقيق ثاني مكاسب أسبوعية على التوالي تقارب نسبتها أربعة في المئة. وارتفع الخام الأمريكي 29 سنتاً أو 0.6 في المئة إلى 49.64 دولار للبرميل مسجلاً أعلى مستوياته منذ 26 إبريل. ويتجه الخام لتسجيل صعود أسبوعي نسبته نحو أربعة في المئة أيضاً.ومنذ بداية مارس/ آذار، تتأرجح أسعار الخام بين ما يزيد على 56 دولاراً إلى أقل من 47 دولاراً للبرميل مع انقسام المتعاملين في السوق حول تأثير زيادة الإنتاج الأمريكي في مقابل تخفيضات الإنتاج التي شرعت فيها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين خارجها من بينهم روسيا. لكن مراقبي السوق يزدادون ثقة بأن أوبك وروسيا وغيرهما من كبار المنتجين سيمددون اتفاق خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس/ آذار 2018.(رويترز)
مشاركة :