في مقابلة مع صحيفة ال "واشنطن بوست" الأميركية أمس السبت، قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع المصري إن المأزق بين الرئيس السابق والشعب نشأ نتيجة لمفهوم (الإخوان المسلمين) عن الدولة ونتيجة للأيديولوجية التي تبنوها لبناء البلاد والتي تقوم على استعادة الخلافة الدينية الإسلامية. وهذا هو ما جعل الرئيس السابق محمد مرسي ليس رئيسا لكل المصريين، لكن رئيس يمثل أتباعه ومؤيديه. وأضاف "كنا حريصين جدا ومصممين على نجاحه. إذا أردنا أن نعارض أو ألا نسمح لهم بحكم مصر، لكنا قد فعلنا أشياء بالانتخابات، مثلما كان من المعتاد تزوير الانتخابات في الماضي. لسوء الحظ، دخل الرئيس السابق في معارك مع جميع مؤسسات الدولة تقريبا. فعندما يدخل رئيس في صراع مع كل مؤسسات الدولة هذه، فإن فرصة نجاح مثل هذا الرئيس تكون ضئيلة جدا. ومن ناحية أخرى، فإن الرئيس، من جانبه، كان يحاول استدعاء أنصاره من الجماعات الدينية". وخاطب السيسي الأمريكيين قائلا: "لقد تركتم المصريين، أدرتم ظهوركم للمصريين ولن ينسى المصريون ذلك. الآن تريدون مواصلة إدارة ظهوركم للمصريين؟ لا يجب أن تتعارض مصلحة الولايات المتحدة مع الإرادة الشعبية للمصريين. دائما ما طلبنا من مسؤولين أميركيين تقديم المشورة للرئيس السابق للتغلب على مشاكله". وفيما يتعلق بالاقتصاد المصري، قال السيسي إن "النتيجة واضحة جدا. أين هو الدعم الاقتصادي لمصر من الولايات المتحدة؟ حتى على مدار العام عندما كان الرئيس السابق في منصبه أين كان دعم الولايات المتحدة لمساعدة البلاد على استعادة عافيتها الاقتصادية والتغلب على احتياجاتها الماسة؟". وردا على سؤال حول نشوب حرب أهلية إذا لم يتدخل الجيش، قال السيسي: "كنت أتوقع ذلك لو لم نتدخل، كان الأمر سيتحول إلى حرب أهلية. قلت لمرسي الشيء نفسه قبل مغادرته منصبه بأربعة شهور. ما أريد للقارئ الأميركي أن يعرفه هو أن هذا الشعب شعب حر ثار ضد حاكم سياسي جائر، وهذا الشعب الحر بحاجة لدعمكم". وحول نفوذ الولايات المتحدة على الإخوان المسلمين، قال السيسي إن "الإدارة الأميركية لديها الكثير من النفوذ والتأثير على الإخوان المسلمين وأود حقا أن تستعمل الإدارة الأميركية هذا النفوذ معهم لحل الصراع". وتابع: "لن يكون الجيش هو من سيخلي هذه الميادين أو يحل هذه الاعتصامات. هناك شرطة مدنية وهي مكلفة بهذه الواجبات. في السادس والعشرين من يوليو، خرج أكثر من 30 مليون شخص إلى الشوارع لمنحي الدعم. هؤلاء الناس ينتظرون مني أن أفعل شيئا". وردا على سؤال حول تعليق صفقة طائرات ال "إف16"، قال السيسي "نعم ... هذه ليست طريقة للتعامل مع جيش وطني". وردا على سؤال حول تلقيه لأي مكالمات من الرئيس الأميركي بارك أوباما بعد الثالث من يوليو، أجاب ب "لا". لكنه قال إن وزير الدفاع تشاك هيجل يتصل به كل يوم تقريبا.
مشاركة :