مرحباً بكم فخامة الرئيس في أرض الحضارة فأنت تأتي إلى الجزيرة العربية حيث تجتمع جذور التاريخ الإنساني، وتأتي إلى المملكة العربية السعودية حيث الحرمين الشريفين مقدسات الإسلام ومحور تفكير المسلمين كلهم. فخامة الرئيس نحن عرب ومسلمون وطبيعتنا وتاريخنا يحتمان علينا أن نكون كرماء بشكل مبهر فهكذا خُلقنا وهكذا صنع تاريخنا نحن كرماء وليس مجاملين أعزاء وليس متهاونين. فخامة الرئيس، السعودية وأميركا تربطهما علاقات طويلة، لذلك فبلدانا كلاهما يعرف الآخر جيداً، الجميع لديه الرغبة في تعزيز هذه العلاقة بشكل دائم ومستمر، نحن ندرك أنكم يا فخامة الرئيس وبشكل شخصي تتطلعون إلى معرفة شخصية أكثر وعلاقات مباشرة أقوي بينكم وقيادتنا، وتتطلعون كما نحن إلى فهم أكثر عمقاً بينكم والقيادة السعودية: خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. فخامة الرئيس، أنت تعلم جيداً أكثر من كل رؤساء العالم أن المملكة العربية السعودية دولة يستحيل تجاوز موقفها أو مكانتها عند الحديث عن ثلاثة أبعاد رئيسة (الإسلام، الطاقة، المكانة السياسية عربياً وإسلامياً ودولياً)، هذه السمات التي تشكلت في داخلها السعودية تتطلب أن تكون السعودية جزءاً من كل مسار يمنح هذا العالم رؤية اكثر سلماً وتسامحاً واستقراراً فخامة الرئيس، أنت تعلم جيداً أكثر من كل رؤساء العالم أن المملكة العربية السعودية دولة يستحيل تجاوز موقفها أو مكانتها عند الحديث عن ثلاثة أبعاد رئيسة (الإسلام، الطاقة، المكانة السياسية عربياً وإسلامياً ودولياً)، هذه السمات التي تشكلت في داخلها السعودية تتطلب أن تكون السعودية جزءاً من كل مسار يمنح هذا العالم رؤية اكثر سلماً وتسامحاً واستقراراً. فخامة الرئيس، السعودية وعبر تاريخها السياسي الطويل تدرك أن قيادتها العربية تتطلب منها أن تكون داعماً رئيساً لكل قضية سلام وكل مسألة استقرار فيما يدور حولها وحول جيرانها العرب. السعودية تاريخياً تتفهم أن مركزيتها الإسلامية تفرض عليها مسوؤليتها عن الإسلام ومقدساته لتبقى مركز إشعاع لكل مسلم على هذه الأرض، السعودية تدرك يا فخامة الرئيس أن الطاقة لازالت وسوف تظل مصدر توازن في هذا العالم لذلك ظلت هذه الدولة تتعامل بكل عقلانية لتجنب العالم أزمات قد تعصف بأكبر اقتصادات العالم. فخامة الرئيس الكل يتطلع إلى أن تستمتع فخامتكم بهذه الزيارة، فسيبهرك الشباب السعودي وستبهرك السعودية، الجميع يرحب بفخامتكم كرئيس لأميركا التي ترسخت علاقتنا معها عبر الأجيال وتشكلت في صورنا الذهنية منذ ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت. فخامة الرئيس، العالم العربي لم يعد كما كان، فما يتحكم به الآن ثلاثة متغيرات من المهم أن توضع تحت مكبر سياسي وإدراجه ضمن استراتيجيتكم للمنطقة، هذه المتغيرات هي؛ الإرهاب، التدخل الإيراني في المنطقة، الانهيار الوشيك لمنظومة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. فخامة الرئيس، نحن نفهم النظام الإيراني أكثر من غيرنا وندرك كيف يفكر، فهذا النظام ومنذ ما يقارب أربعة عقود وهو تحت أنظارنا، لذلك فإن أي استراتيجية تقترحونها تجاه نظام إيران لابد أن تستمع إلينا بشكل دقيق فلدينا القدرة على الفصل بين ما هو سياسي وبين ما هو عقدي في تركيبة النظام الإيراني. فخامة الرئيس، الإسلام هو ديننا ولن نسمح لأحد أن يمسه بسوء ولكننا ندرك أن هناك من يستخدم هذا الدين بطرق سلبية، ونحن نعلم جيداً أن استقرار العالم المحيط بنا يتطلب مشروعاً تاريخياً نسهم سوياً في إنجاحه من أجل عملية تاريخية وثقافية وسياسية تفصل الإسلام عن الإرهاب بكل أشكاله سواء إرهاب الدول أو الجماعات. فخامة الرئيس، عندما يحاول النظام الإيراني الوصول الى خاصرة الجزيرة العربية في اليمن عبر دعم جماعاتها المتحزبة، فهذا يعني أن مصالح العالم كله سوف تهدد من نظام إيران، وسوف يجد العالم أن مصالحه الاستراتيجية تقوض في هذه المنطقة المهمة، لذلك على العالم يا فخامة الرئيس أن يتفهم أن عاصفة الحزم خيار لا يمكن التراجع فيه، لأننا نحترس من أولئك الذين يطمحون لتدميرنا، فخامة الرئيس مرحباً بك مرة أخرى فأنت في السعودية مملكة سلمان.
مشاركة :