من الضروري أن يطلع الناس على المعلومات التي تخصهم وترتبط بحقوقهم وبحياتهم حتى يكونوا على بينة من أمرهم قبل اتخاذ أي خطوة وقبل أن يتمكن المستفيدون من المعلومات في حالة اخفائها عن الناس من أخذهم على حين غفلة من أمرهم وهم لا يشعرون، والمعلومة يجب أن تكون معلومة واضحة وعبر جميع وسائل الإعلان والإعلام لأنه في حالة إخفائها وعدم الإعلان عنها سواء بقصد أو بدون قصد فإنها ستجد من يستغلها أسوأ استغلال باعتباره مطلعاً عليها إما بصفة خاصة وإما بحكم موقعه الذي سمح له بالاطلاع على هذه المعلومة، وفي هذه الحالة قد يؤدي استغلال المعلومة المتاحة لفئة قليلة من الناس والمحجوبة عن بقية واسعة من الناس الى ظلم وهضم للحقوق الخاصة خصوصاً اذا كانت المعلومة مرتبطة بمصالحهم أما لو كانت المعلومة معلنة فإن كل انسان له علاقة بها سيكون على بينة من أمره خاصة اذا كان هناك مدة زمنية كافية لجعل الجميع مطلعين عليها قبل تنفيذ ما جاء في تلك المعلومة ..وتبرز أهمية نشر المعلومة في مجال المشاريع ومساراتها وما تتطلبه من نزع ملكيات للمنفعة العامة أو بالنسبة للمشاريع الاستثمارية الكبرى التي ترفع مستوى الأراضي المنزوعة لصالحها والمحيطة بها وتضاعف من أثمانها ،فإذا كان هناك صاحب عقار ليس لديه علم بتلك المشاريع لأنه لم يعلن عنها وعن مساراتها قبل عام من تنفيذها على أقل تقدير فإنه سيؤخذ على حين غرة لو أن مشترياً جاءه وعرض عليه ثمناً لعقاره يعتبره مجزياً بحكم غياب المعلومة الصحيحة عنه ،وبحكم أن الشاري يملكها وربما حصل عليها بصفة خاصة أو بحكم موقعه من مسارات بعض المشاريع ،ثم يفاجأ ذلك البائع بوجود مشروع يمر على عقاره أو قريب منه أو يجعل عقاره على الشارع العام ليسمع بعد ذلك أي بعد اتمام البيع بشهور قليلة ان ما باعه بمليون ريال على سبيل المثال أصبح ثمنه عشرة أضعاف الذي دفع له ، ليس لأن الشاري ذو حظ عظيم ولكن لأنه فقط كان يملك المعلومة المغيبة عن المالك السابق أو لأن الشاري بيده الخيط والمخيط ومن كان القلم في يده لا يكتب نفسه شقياً . ان عدم وضوح المعلومة ونشرها للجميع يؤدي الى ضياع حقوق كثيرة، فقد أرسل لي أخي المهندس جمال أزهر رسالة عبر الجوال تحدث فيها عن ما أصاب والدته وخالاته فكتب يقول "ان والدتي كان لها وأخواتها عقار مساحته 340 متراً مربعاً وحضر اليهم مشترٍ ودفع مبلغ مليون ونصف مليون ريال وقد قبلوا بذلك لأن البيت قديم ولا يستفاد منه " وقد تفاجأنا -والحديث للمهندس جمال- بان ذلك البيت والبيوت المجاورة قد تم نزعها وإزالتها وعرفنا بأن التعويض كان 12 مليون ريال ،مما أصابنا بالذهول لما حدث ووضع الكثير من علامات الاستفهام. ولا شك إن هذه الرسالة تجسد خطورة حجب المعلومة عن الناس وامتلاك مستفيدين لها واستغلالهم لذلك الامتلاك لأكل اموال الناس بالباطل وبخس حقوقهم ..ولذلك فلابد من جعل المعلومة المتصلة بمصالح وحقوق الناس مشاعة للجميع حتى يكون كل واحد منهم على بينة من أمره فلا يُستغل وتؤكل حقوقه من قبل الذين يعرفون المعلومة وفي هذا ظلم عظيم والعياذ بالله . assas.ibrahim@yahoo.com
مشاركة :