مع بدء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية في أولى زياراته الخارجية، ومنذ أن يمتطي الرئيس ورفاقه طائرة الرئاسة، يبدأ العالم بأجمعه بضبط ساعته، فالرئيس الأمريكي ليس رئيساً لدولة عادية، أو حتى من تلك الدول المؤثرة من الدول العظمى الخمس، بل وبلا مبالغة هو رئيس الدولة الأعظم والأهم والأقوى تأثيراً في هذا العصر وستظل كذلك إلى وقت غير قصير. ولهذا فإن كل أنظار العالم سترافق تحركات الرئيس الأمريكي وتضبط الدول ساعاتها، وتفتح عيونها وتصغي أذانها لتسمع وترصد وتحلل أبعاد ومضامين ما يحدث في زيارات ترامب، وبانتظار ترامب، وبانتظار مخرجات ما يعقده الرئيس الأمريكي من قمم ثلاث في الرياض، فإن المجتمع الدولي تلقى بفهم تام معنى اختيار المملكة العربية السعودية، كمحطة أولى لإطلالته على العالم أجمع، والأمريكيون لديهم قناعة نتيجة فهم وتحليل للمتغيرات التي شهدها العالم بأن المملكة العربية السعودية تعد الآن أهم قوة فاعلة إقليمياً وعربياً وإسلامياً، يتعاظم دورها الدولي الذي يتجاوز الدوائر الإقليمية والعربية والإسلامية وتنامى الدور السعودي في تلك الدوائر المتداخلة لتشكل واقعاً دولياً ملموساً لكل دوائر القرار الدولي المؤثر ولهذا، فإن الدول المحورية تسعى للاستفادة من التعامل مع قيادة هذه الدولة التي حققت تطورات وإصلاحات نقلت المملكة العربية السعودية إلى مركز متقدم في محاضن ومواقع صنع القرار الدولي، ولهذا فإنّ القيادات والدول التي تحرص على تعظيم دورها وتفعيل الجهود الدولية الأخرى تسعى للاستفادة من هذه الدولة التي تتطور وتسارع في تحقيق خطوات النجاح في التطور والإصلاح، ولهذا فإن تلك القيادات والدول المتقدمة والتي تحرص على الحفاظ على مواقعها المتقدمة والتي تبحث عن دول وقيادات قادرة على العمل معها لمعالجة ما يعترض العالم من أزمات ومشكلات، ولهذا فإن السعي والعمل من قبل قيادات تلك الدول التي تستقي مفاهيم تحركاتها من دراسات وأبحاث تعملها وتقدمها مراكز ومعاهد البحث تعمل على رفع مستوى التعامل والعلاقات مع هذه الدولة التي أوجدت موقعاً وصوتاً دولياً لا تخطئه الدبلوماسية العالمية التي تبحث دائماً عن الدول الأكثر قدرة على التنفيذ والتناغم سياسياً لتحقيق القيم التي يسعى إليها العالم من خلال الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام من خلال رفع مستوى العلاقة مع هذه الدولة وهي هنا المملكة العربة السعودية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التي لا يمكن أن تكون مثمرة ومفيدة ما لم تكن الدولة المستهدفة تملك مقومات وإمكانيات تحقق الهدف وهو ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات التي قدمت للإدارة الأمريكية الجديدة التي حرصت على أن تكوين شراكات مع دول وقيادات قادرة على تحقيق مبادرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يريد أن يكون مختلفاً عن غيره وأن يترك تراثاً يعزز الحضور الأمريكي وهذه هي أحد أهم معاني وأبعاد زيارته للمملكة العربية السعودية التي أراد أن تكون منطلقاً لتفعيل مبادراته.
مشاركة :