أعلنت «حملة أرفض، شعبك بحميك» التي تدعو الشباب الفلسطيني داخل إسرائيل إلى رفض كل أنواع الخدمة العسكرية الإلزامية أو الطوعية او الخدمة «الوطنية» أو «المدنية»، أن لديها حالياً ستة شباب من العرب الدروز يرفضون الامتثال لأوامر التجنيد الإلزامي، وأنها ستعلن اسمين منهم قريباً. وقود هذه الحملة حراك شبابي بدأ نشاطه العلني قبل أشهر قليلة ليحارب ظاهرة التجند في مواجهة المشروع الحكومي الجديد لتجنيد الشباب المسيحيين. وتقول لـ «الحياة» إحدى الناشطات البارزات ميسان مسعود حمدان إن نشاط هذه المجموعة لا يأتي بديلاً لنشاط «لجنة المبادرة الدرزية» التي تناهض منذ سبعينات القرن الماضي قانون إلزام الشباب الدروز بالخدمة العسكرية، «لكننا حراك شبابي لا حزبي ولا طائفي ... نحن نتحرك ضد أشكال التجنيد كافة وليس في أوساط العرب الدروز فقط، ومجموعتنا تتشكل من المناطق الفلسطينية والطوائف المختلفة، وخطابنا واحد لجميع أبناء الطوائف». وأضافت أن المجموعة تركّز اهتمامها الأول ضد التجنيد الإجباري المفروض على الشباب الدروز «لأننا نؤمن أن التجنيد الإجباري المفروض عليهم هو جزء من قضيتنا الفلسطينية، وعليه فإن قضية التجنيد قضية الشعب كله ولا تقتصر على طائفة». وتعمل الحملة على أكثر من صعيد، بدءاً بفريق عمل إعلامي، ثم «فريق دعم رافض» الذي أطلق خط دعم يستقطب الشباب الرافضين الأوامر الإلزامية ويرافقهم قانونياً ومعنوياً، وفريق ثالث يركز جهده في تثبيت الهوية الفلسطينية، وفريق رابع «للتشبيك القُطري» يعمل على التواصل مع جمعيات وأطر أخرى في الداخل تتحرك ضد التجنيد. وأضافت أن الحملة تعمل على توفير بديل للشاب الرافض يتمثل في منحه منحة دراسية جامعية. وأشارت إلى أن الحراك كثف نشاطه في الأشهر الأخيرة مع الكشف عن المخطط الحكومي لتجنيد الشباب المسيحيين، «ونحن نرد على الادعاءات الحكومية في شأن ميزات التجنيد من خلال طرح نموذج الشاب الدرزي الملزم الخدمة في الجيش ويخسر ثلاث سنوات من حياته ولا يتلقى أي مقابل، وما زال يعاني، وبلداته العربية الدرزية، التمييز الحكومي ذاته مثله مثل سائر أبناء الطوائف الأخرى من الفلسطينيين». وشاركت «حملة أرفض، شعبك بحميك»، إلى جانب حراك «شباب لأجل الأسرى» وحركات شبابية أخرى تقوم بالنشاطات الاحتجاجية المختلفة في شكل لافت، وتضم تحت أجنحتها التيارات السياسية الوطنية المختلفة، منها «المجموعات الشبابية التابعة للشبكة الدولية للحقوق والتنمية»، و «حراك حيفا»، في تظاهرة لفلسطينيي الـ 1948 نهاية الأسبوع الماضي في مدينة حيفا دعماً لإضراب الأسرى الفلسطينيين الإداريين في سجون الاحتلال. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وشعارات تندد بممارسات سلطة السجون الإسرائيلية ضد الأسرى، وتدعم «أبطال الأمعاء الخاوية». وطالبوا بتدخل المنظمات الحقوقية لرفع الغبن عن الأسرى. كما ردد المتظاهرون هتافات ضد تجنيد الشباب العرب، على طوائفهم المختلفة، في جيش الاحتلال أو «الخدمة الوطنية». وبرز بين المشاركين الأسير الفلسطيني المحرر سامر العيساوي الذي قال لـ «الحياة»: «جئت لأنقل لأبناء شعبنا في الداخل تحية الأسرى في سجون الاحتلال على وقفتهم البطولية وتضامنهم معنا ... هذا الجزء من شعبنا يثبت دائماً تمسكه بهويته الفلسطينية التي أخفقت سلطات الاحتلال في محاولاتها لطمسها». وأضاف أن هذه النشاطات الاحتجاجية ترفع من معنويات الأسرى «الذين يعانون تحت وطأة الاحتلال، فيما سلطة السجون عزلتهم عن سائر الأسرى وعن العالم الخارجي». وحذر من محاولات سلطة السجون إطعام الأسرى المضربين بالقوة مستذكراً أن بعض الأسرى استشهد عالم 1992 نتيجة استخدام هذه الوسيلة. وتابع أن الأسرى الإداريين يخوضون هذه المعركة باسم كل الشعب الفلسطيني لوقف الاعتقالات الإدارية التي تتم من دون محاكمات أو أدلة اتهام. وأضاف: «هذه معركة كرامة وطنية للأسرى، ومثلج للصدر أن أرى هذه الوقفة من الشباب والفتيات وحتى الأطفال في الداخل الذين يفندون توقعات قادة الحركة الصهيونية بأن الآباء سيموتون والأبناء سينسون». وتمنى أن ينتهي الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام «1967 لنتحد جميعاً تحت العلم الفلسطيني وتحت استراتيجية واحدة جامعة لتحرير فلسطين وإطلاق سراح آلاف الأسرى». فلسطين
مشاركة :