لام وألونسو يكتبان نهاية مسيرتهما مع بايرن ميونيخ

  • 5/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الألماني فيليب لام والإسباني تشابي ألونسو ينهيان مسيرتهما الرياضية سويا في مباراتهما الأخيرة مع بايرن ميونيخ ضد فرايبورغ في ختام الدوري الألماني. العرب  [نُشر في 2017/05/20، العدد: 10638، ص(23)]لحظات الوداع ميونيخ (ألمانيا) - تطوى السبت صفحة ناصعة من التاريخ الحديث لكرة القدم، مع خوض الألماني فيليب لام والإسباني تشابي ألونسو لمباراتهما الأخيرة مع بايرن ميونيخ ضد فرايبورغ في ختام الدوري الألماني. وجمع الألماني ذو الـ 33 عاما والإسباني الذي يكبره بعامين كل الألقاب الممكنة، وشاركا في اثنتين من المباريات التي لا تنسى في القرن الحادي والعشرين: ألونسو في نهائي دوري أبطال أوروبا 2005 مع ليفربول ضد ميلان الإيطالي، حينما قلب النادي الإنكليزي تخلفه 0-3 إلى تعادل ولاحقا إلى فوز بركلات الترجيح، ولام في نصف نهائي كأس العالم 2014 ضد المضيفة البرازيل حينما حقق “المانشافت” نتيجة تاريخية (7-1). وينهي اللاعبان مسيرتهما سويا في النادي الذي توج في المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري بطلا لألمانيا للموسم الخامس تواليا. لام الوفي في العالم الحديث لكرة القدم، يندر أن يخصص لاعب بارز مسيرته كاملة لناد واحد، كحال لام مع النادي البافاري الذي انضم إلى فئاته العمرية وهو في الحادية عشرة من العمر، ولم يغادره سوى لعامين على سبيل الإعارة إلى شتوتغارت في المراحل الأولى من مسيرته. ويقول المسؤول عن الفرق الشبابية في بايرن هرمان غرلاند “حتى في حصته التدريبية الأولى كان لافتا (..) لم أكن قد رأيت سابقا شيئا من هذا القبيل: فتى لا يرتكب أي خطأ، يزاول كرة قدم طبيعية، يحسن كل كرة ولا يتسبب لزملائه أبدا في موقف محرج”. ويودع لام السبت “عائلته” البافارية مع سجل لا يتكرر بسهولة، يشمل لقب الدوري الألماني ثماني مرات، وكأس ألمانيا ست مرات، ولقب دوري أبطال أوروبا (2013) ونهائي المسابقة عامي 2010 و2012. وشكل المدافع ركنا أساسيا في تشكيلة فريقه، وحمل في المواسم الماضية شارة القائد. ويقول عنه المدرب كارلو أنشيلوتي “أحب احترافيته (..) لو كان لدينا 20 فيليب لام لما عانينا من أي مشكلة”. وفي مونديال 2014، رفع القائد لام كأس العالم الذهبية في النهائي الذي فازت به ألمانيا على الأرجنتين 1-0 بعد التمديد. كارلو أنشيلوتي: أحب احترافيته.. لو كان لدينا 20 فيليب لام لما عانينا من أي مشكلة إلا أن المباراة التي دونها التاريخ هي نصف النهائي مع المضيفة البرازيل، والتي تلقت هزيمة مذلة بسبعة أهداف مقابل هدف، ولم تتمكن من مجاراة “ماكينات” المنتخب الألماني. ولا ينقص سجل لام ليوازي ألونسو سوى لقب كأس أوروبا للمنتخبات. وإضافة إلى صعوبة تعويض لام، سيبحث النادي عن “قائد” جديد يعوض صفاته، ومنها عباراته المحفزة والكاريزما التي يتمتع بها وسط لاعبيه. ورغم تعليله بالرغبة في تمضية المزيد من الوقت مع عائلته، فإن قرار اعتزاله شكل مفاجأة وسط تقارير عن تباين مع إدارة النادي التي أكدت أنها “فوجئت” بخطوته. كما أعلن اللاعب الذي خاض 113 مباراة دولية، أنه رفض عرضا من بايرن لتولي منصب إداري حاليا. وقال مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف “فيليب هو أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم (..) آمل في أن يبقى في كرة القدم الألمانية، أيا كان الدور المنوط به”. وقال هيرمان جيرلاند، المدرب المساعد والمسؤول عن التطوير في بايرن ميونيخ، والذي يعمل معه فيليب لام منذ أن كان الأخير لاعبا شابا “فيليب لام لاعب لا يوجد مثله كثيرون. إنه استثنائي. إنه من أبرز لاعبي القرن في بايرن، ويقف ضمن صفوف اللاعبين العظماء.” وربما يكون النجاح الأبرز من الألقاب في مسيرة فيليب، يكمن في عروضه وشخصيته، وهو ما يميزه بشكل كبير بل ويجعله استثنائيا في تاريخ كرة القدم الحديث. وأكد بايرن ميونيخ أن فيليب لام هو “واحد من أكثر اللاعبين الملتزمين بقواعد اللعب النظيف في تاريخ البوندسليغا، حيث لم يغب عن أي مباراة بسبب الإيقاف، وذلك طوال 331 مباراة في البوندسليغا خاضها على مدار 12 عاما”. العودة الأوروبية دافع لاعب الوسط الإسباني ألونسو عن ألوان ثلاثة من أكبر أندية العالم، ليفربول وريال مدريد الإسباني وبايرن. ويظل نهائي دوري الأبطال 2005 مطبوعا في الذاكرة من بين المئات من الذكريات في مسيرة اللاعب الطويلة، إذ أن النادي الإنكليزي تخلف 0-3 مع نهاية الشوط الأول، إلا أنه تمكن من معادلة النتيجة وجرّ المباراة إلى وقت إضافي ليحرز الفريق الأحمر اللقب بركلات الترجيح. بعد تسعة أعوام، أحرز ألونسو اللقب مرة جديدة، لكن هذه المرة بألوان النادي الملكي الإسباني. وكان ألونسو أحد أفراد العصر الذهبي الحديث للمنتخب الإسباني، فأحرز معه كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010. وعلى الرغم من تقدمه في السن، فإن لاعب خط الوسط الدفاعي حافظ على أدائه ودوره الأساسي في خطط النادي البافاري. وعرف اللاعب بهدوئه وأعصابه الفولاذية تحت الضغط، ما دفع إحدى الصحف الألمانية للقول إنه “إله البساطة”، و”معلم في الصفاء والسكينة”. وعلى الرغم من أنه لم يتمكن من التتويج مع النادي الألماني باللقب الأوروبي المرموق خلال المواسم الثلاثة الماضية، إلا أنه أحرز لقب الدوري الألماني ثلاث مرات، وكأس ألمانيا مرة واحدة. وكان ألونسو أكد في مارس الماضي اعتزاله مع نهاية الموسم، ونشر عبر حسابه على تويتر صورة له من الخلف بالأبيض والأسود وهو يحمل حذاءه الرياضي، مع تعليق ورد فيه “وداعا أيتها اللعبة الجميلة”. وفي تصريحات صحافية، قال إنه يعتزم بعد اعتزاله الحصول على رخصة لقيادة الدراجات النارية، والسفر مع عائلته. وقال “أمضيت حياتي محاولا إنجاز كل شيء خلال أربعة أسابيع في الصيف (..) الآن ليس عليّ اللعب. سأتمتع بعطلة نهاية الأسبوع للمرة الأولى منذ 18 عاما. زوجتي سعيدة جدا”.

مشاركة :