«خليجنا واحد وشعبنا واحد».. هموم المرحلة وذكريات التحدي

  • 5/26/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قراءة: عبده الأسمري عندما تأسس مجلس التعاون الخليجي قبل 33 عاماً كانت الأمور حينها تتعلق بمواجهة تحديات وصراعات دولية في ظل أزمات وحروب وصراعات وفتن طالت أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا. وسط هذه الظروف، انتهج ملوك وأمراء الخليج سياسة الوحدة فأعلنوا قيام المجلس الذي جمع الكل تحت مظلته، فخرج بقرارات ودرس ملفات مهمة انعكست على علاقات تشكلت عبر أكثر من ثلاثة عقود. المجلس شكَّل أبعاداً سياسية في بدايته ما لبثت أن تمحورت إلى أبعاد استراتيجية انعكست على الشعوب فتغنت بصوت واحد «خليجنا واحد وشعبنا واحد». وعندما اندلعت حرب الخليج 1991، انعكست أولى ثمار المجلس عندما اصطفت الدول على قلب رجل واحد وتوحدت براية جيش واحد واستطاعت التطهير وابتعدت عن التنظير وزادت الأواصر بعدها. كانت محنة الحرب اختباراً حقيقياً للمجلس الذي كانت جلساته الطارئة في حينها بمنزلة قرارات تاريخية حولت مجرى الأزمة إلى انفراج بخطط واستراتيجيات متوحدة ومتمددة. بعد حرب الخليج وما شهدته من توظيف للرؤى التي قام عليها المجلس وكرست مناخاً من التآلف القيادي والشعبي بين الدول. أصبح المجلس على نوافذ مشرعة من التحديات التي كان معظمها غامضاً، ثم طغى شبح جديد أطل برأسه على الخليج وهو الإرهاب إضافة إلى مطامع دولية وإقليمية في ثروات الخليج ومنابعه، وحُنْق وجَّه سهامه للوحدة التي جعلت ست دول بمنزلة جبهة لا تُواجَه وباتت جسداً واحداً. تنبه العقلاء والنبلاء من القادة إلى أهمية الحفاظ على الوحدة الخليجية واللحمة الواحدة وبرزت في المجلس لأول مرة ملفات التحديات والصراعات المحيطة والإرهاب والأطماع الخارجية، فأتقن المجلس من عام 1995 وحتى الآن سياسة التعامل مع تلك الصراعات. وعلى الرغم من كل الانتقادات والصدامات التي شهدتها ملفات العملة الموحدة والاتحاد الجمركي والربط الكهربائي وملف الاستثمار، إلا أن المجلس تمكن من ربط الهوية الوطنية بين الدول، وبات الخليجي ينتقل من بلده إلى جارته الخليجية وكأنه ينتقل من مدينة إلى مدينة داخل وطنه. علاوةً على ذلك تحققت نجاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، وتوحدت المواقف السياسية ضد أي عدوان خارجي. بعد 33 عاماً.. ما زال المجلس نداً قوياً للصراعات وصاحب منهج قائم على التعاون والتشارك.. ظل المجلس ولا يزال مثالاً حياً على توحد القلوب وتشارك العقول في منظومة عمل سياسي وتعاوني مشترك في كافة المجالات.

مشاركة :