بغداد: أفراح شوقي خمسون عاما مرت على تأسيس أول قسم للصحافة في العراق في عام 1964 في كلية الآداب بجامعة بغداد، وقتها اعتبر القسم الثاني في الدول العربية بعد قسم الإعلام في جامعة القاهرة، وبهذه المناسبة احتفلت الكلية التابعة لجامعة بغداد باليوبيل الذهبي للتأسيس بحضور حشد من الرعيل الأول لأساتذة القسم وطلبته وعدد كبير من الإعلاميين العاملين في وسائل الإعلام المحلية والعربية ممن تتلمذوا يوما فيها وحققوا نجاحاتهم وشهرتهم بفضلها. يقول الدكتور هاشم حسن، عميد كلية الإعلام، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «قرر قسم الإعلام الاحتفال باليوبيل الذهبي الأول لتأسيسه باعتباره اللبنة الأولى للدراسات الإعلامية في العراق، ولأنه أسهم في تخريج كبار الصحافيين العاملين اليوم داخل البلاد وخارجها منذ كان قسما للصحافة تابعا لكلية الآداب، وحتى بعد تحويله إلى كلية الإعلام عام 2002، وأصبح يضم حاليا ثلاثة أقسام علمية هي قسم الصحافة وقسم الإذاعة والتلفزيون وقسم العلاقات العامة، بواقع 25 تدريسيا وتدريسية من حملة شهادات الدكتوراه والماجستير، ويبلغ عدد الطلبة خلال العام الدراسي الحالي 2013 - 2014 نحو 345 طالبا وطالبة، أما عدد طلبة الماجستير فهو 12 وطلبة الدكتوراه 11. وأضاف «الإعلام اليوم صار يلعب دورا خطيرا ومهما في تغيير المناخات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية باعتباره سلطة رابعة لا بد من إفساح المجال لها كي تسهم في تطوير المجتمعات، ونقل الحقيقة للناس». وأكد على أن الكلية شهدت طفرات كبيرة في السنوات الأخيرة في طريقة التدريس والمناهج والسعي لأجل اعتماد المنهج التجريبي للبحوث المقدمة في مؤتمراتها العلمية، وافتتاح إذاعة خاصة بها وإنشاء استوديوهات إذاعية وتلفزيونية، وبما يجعلها تنتقل من الحالة النظرية إلى التطبيقية، لأجل إعداد جيل من الإعلاميين يمتلك الخبرة النظرية والعملية ومتسلح بخبرات مهنية عالية. برنامج الاحتفال باليوبيل الذهبي تميز بفقرات جديدة من بينها عرض نتائج المسابقة الصحافية الكبرى في فنون التحقيق والعمود الصحافي المقدمة من قبل صحافيين وكتاب عاملين في الصحف المحلية، وتخصيص جوائز قيمة للفائزين في مسابقات المهرجان، إضافة إلى تقييم مشاريع بحوث طلبتها واختيار أفضل ثلاثة منها وتكريمها». وعن شكل الحريات في العراق والبيئة الصحافية بعد خمسين عاما من تأسيس أول قسم للصحافة فيها، يقول الدكتور هاشم حسن «الحاجة ماسة اليوم إزاء المضايقات التي يتعرض لها الصحافي في البلاد من إيجاد بيئة تشريعية تؤمن الإطار القانوني للعمل الصحافي، في حين أن البنية التشريعية ما زالت تعاني من ثغرات لا سيما عدم وجود قانون بشأن حرية الحصول على المعلومات، وحرية التعبير، إضافة إلى أهمية توفير شروط لممارسة العمل الصحافي وفي مقدمتها الأمن والاستقرار». بدورها، أكدت الدكتورة إرادة الجبوري، أستاذة كلية الإعلام بجامعة بغداد، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاحتفال باليوبيل الذهبي للصحافة العراقية يعني مراجعة مهمة لواقع حريات التعبير والصحافة على مدى نصف قرن في العراق، بحضور الرعيل الأول للقسم، وتقييم شكل الحريات بعد 11 عاما من عمر التغيير من عصر الديكتاتورية إلى عهد المفروض اسمه عهد الحرية والديمقراطية». وأشارت الجبوري إلى حاجة البلاد إلى قوانين ضامنة وداعمة للعمل الإعلامي أكثر من القوانين المتبعة حاليا وهي تعزز من بسط قوة السلطات على صاحبة الجلالة بقوانين قديمة. أما الصحافي عدنان حسين، مدير تحرير جريدة «المدى» البغدادية، فقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الإعلام العراقي اليوم أفضل من الناحية الفنية مما كان عليه سابقا، وذلك حسب تطور الأجهزة ووسائط الإعلام، وشخصيا كنت من طلبة الدورات الأولى في قسم الصحافة، وكنا نتطلع أن تكون كل الأجيال المتخرجة في قسم الصحافة قادرة على أن تحدث نقلة نوعية في الإعلام الوطني، لكن للأسف نلاحظ الآن هبوط مستوى الأداء الإعلامي لأسباب ذاتية وموضوعية، تعود إلى التراجع الكبير في مستوى التعليم في العراق منذ مراحله الأولى، إضافة إلى تراجع العمل بالمهنية التي يتطلبها العمل الإعلامي،
مشاركة :