بدأ مقاتلو المعارضة السورية مغادرة آخر حي واقع تحت سيطرتها في مدينة حمص اليوم (السبت) في المرحلة الأخيرة من اتفاق إجلاء سيعيد المنطقة إلى سيطرة الحكومة السورية، ويعتبر اتفاق الإخلاء هذا من بين الأكبر ضمن سلسلة اتفاقات مماثلة في الشهور القليلة الماضية أعادت مناطق كثيرة غرب سورية إلى سيطرة النظام. وغادرت حافلة واحدة على الأقل تقل مقاتلين من المعارضة وعائلاتهم الحي، ومن المتوقع أن يليهم عشرات آخرون ليخرج حوالى 2500 شخص من الحي الذي تحاصره القوات الحكومية وحلفاؤها منذ وقت طويل. وبدأ تنفيذ «اتفاق الوعر» الذي دعمته روسيا، في آذار (مارس) الماضي، وغادر الآلاف على مراحل عدة، ويقول «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الاتفاق سيؤدي عند استكماله إلى خروج ما يصل إلى 20 ألف شخص. وسيتوجه الكثير من مقاتلي المعارضة إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غربي البلاد، وإلى بلدة جرابلس على الحدود الشمالية لسورية مع تركيا، فيما سيبقى بعضهم في الحي ويسلموا أسلحتهم مع تقدم القوات السورية وحلفائها. وقال ضابط روسي يساعد في الإشراف على تنفيذ الاتفاق للصحافيين إن الشرطة العسكرية الروسية ستساعد في عملية الانتقال. وأوضح سيرجي دروجين: «تقوم روسيا بدور الضامن في هذا الاتفاق. ستبقى الشرطة العسكرية الروسية وستقوم بواجبات داخل الحي». وتصف الحكومة السورية اتفاقات الإجلاء، التي وقعت أيضاً في مناطق محاصرة حول دمشق وفي حلب نهاية العام الماضي، بـ «اتفاقات مصالحة». وتقول إنها تسمح في إعادة الخدمات والأمن. إلا أن المعارضة تنتقد هذه الاتفاقات وتقول إنها بمثابة نزوح إجباري لمعارضي الأسد بعيداً عن المراكز الحضرية السورية الرئيسة بعد سنوات من الحصار والقصف. وتفاوضت الحكومة السورية، المدعومة عسكرياً من روسيا منذ العام 2015 ومن فصائل تدعمها إيران منذ بداية الحرب، على الاتفاقات من موقف قوة واستعادت مناطق حضرية رئيسة في الغرب. لكن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على بعض الجيوب في المنطقة حول دمشق وفي الجنوب وإدلب. ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)على مساحات من الأراضي في شرق سورية، وتحاربه قوات مختلفة بما في ذلك مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة وقوات سورية مدعومة من روسيا.
مشاركة :