ليس مستغربًا أن تكون الزيارة الخارجية الأولى لرئيس أمريكي هي المملكة، بكل ما تحمله هذه البلاد من بُعد ديني واقتصادي وسياسي مؤثر في المنطقة، فحتى وإن كانت تحدث لأول مرة فإن علاقات الصداقة الطويلة بين المملكة وأمريكا، التي امتدت منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وبما يزيد على ثمانين عامًا، لا يمكن أن تذبل أو تخبو، حتى وإن شابها بعض الاختلاف كما في الرئاسة الأمريكية السابقة، وما وقعت فيه سياستها الخارجية من أخطاء فادحة في المنطقة الملتهبة (الشرق الأوسط)! من يتأمل هاتين السنتين اللتين تولى فيهما خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم يدرك أن خطواتنا - حينما نقرر شيئًا - تأتي مدروسة بعناية، ومخططًا لها بدقة، فهذه الزيارة ليست زيارة رئيس دولة إلى دولة صديقة، وإنما زيارة رئيس أقوى دولة في العالم إلى ما يصل 37 دولة تجمعت في مكان واحد. نعم، هذه الدول التي جمعتها المملكة على صعيد واحد، وهذه القمم الثلاث التي تجمع الدولتين الصديقتين، المملكة وأمريكا، وتجمعهما مع دول مجلس التعاون الخليجي، وتجمعهما مع دول العالم العربي والإسلامي، في طرح ومناقشة قضايا التطرف والإرهاب، وعلى رأس قضايا الإرهاب التي أشاعت الخوف والقلق في العالم، يأتي إرهاب الدول، وهو ما جعل دولة عدوانية كإيران ومليشياتها التابعة لها تعيث فسادًا في أكثر من دولة عربية، وهي من قتل ملايين السوريين، وهجر أضعافهم إلى دول العالم وأصقاعه! الرياض هنا تمارس دورها القيادي، وتدير العمل الإقليمي بذكاء، وذلك من واجب الشعور الكامل بالمسؤولية العربية والإسلامية، وأيضًا الإنسانية، فحين تتحرك الرياض على العالم أن ينصت ويراقب فحسب؛ فالحراك السياسي والاقتصادي والديني والإنساني الذي قامت وتقوم به الرياض اليوم ويوم أمس يستحق التقدير والإجلال، ويشعر المواطن بالفخر والسعادة بأنه ينضوي تحت راية عالية في السماء. ومع ذلك، ولأن هذا المواطن واسع المعرفة، عميق الرؤية، ويشعر بروح المشاركة في كل خطوات حكومته، فإنه ينتظر مزيدًا من النتائج الرائعة لهذه الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي، وهو ما نتوقعه بكل ثقة وأمانة، وتتوقعه شعوب المنطقة، والعالمان العربي والإسلامي.
مشاركة :