الضغائن تهدد وسائل الإعلام ـ

  • 5/21/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المجهر الصحافي لم يعد بنفس الدقة والتركيز، ولذلك مرت أخبار وقصص شنيعة واتهامات بغيضة وغير مسؤولة تحد من القدر الإنساني، كما شُوهت حقائق وأُخفيت جرائم تحت التهديد السياسي أو الديني أو التواطؤ مع الحكومات. صار بعضهم يكتب ويتحدث على الشاشات كي بعبر عن ضغينته تجاه الآخر. إننا نعيش ما أسماه جون ثورنهيل “فقاعات الفلترة” لأن التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي دمّرتا الحقيقة، ويكتب في صحيفة فايننشيال تايمز “نحن نعيش في عالم ما بعد الحقيقة، حيث بإمكاننا تجاهل الحقائق التي لا تُعجبنا والاستفادة من أي سرد شخصي نرغب فيه”. إذ لم يكن الصحافي غير مسؤول عما يكتب، فهذا يعني ببساطة أن صناعة الرأي تدار حاليا من قبل مدونين يعبرون عن ضغائنهم وما يأملونه لأنفسهم وما يكون عليه غيرهم. وهذا فخ مريع يقود وسائل الإعلام إلى هوته المريعة، فالمزاعم والمزاعم المضادة ليست أداة مقبولة لوسائل الإعلام عالية المسؤولية. سبق وأن اعتبرت ميغان كيلي المذيعة في قناة “فوكس نيوز” الأمر ذا صلة بثقة الجمهور المتراجعة بوسائل الإعلام “ثمة فجوة تتصاعد بين الطرفين فالجمهور لم يعد يصدقنا، الأميركيون مثلا لم يعودوا يبالون بكل ما تكتبه الصحف، وهذا مؤشر خطير ومقلق” ليس للصحف فحسب بل لفكرة المسؤولية والحساسية العالية في صناعة الخبر وكتابة الرأي ولحرية إشاعة المعلومات الصحيحة. اليوم الصراعات في العالم بفعل العصر الرقمي بوصفه أداة فائقة التوصيل، جعلت من الحقائق وكأنها نقائض، الأخبار والآراء المتداولة تحمل أكثر من وجه لحقيقة، بل صارت تعبر بشكل مثير للاستياء عن الضغائن، ألم يُعبر كاتب “مرموق” عن ضغينته تجاه لاعب ووصفه بالغوريلا!   كرم نعمة karam@alarab.co.uk

مشاركة :