--> --> اختتم البابا فرنسيس جولته في الأراضي المقدسة امس الاثنين بالتأكيد على حقوق المسيحيين في مكان العبادة المتنازع عليه في القدس، مطالبا اثناء لقائه بالرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز بحرية وصول المؤمنين الى الاماكن المقدسة في القدس. وبعد زيارة الأردن والأراضي الفلسطينية والصلاة عند الجدار العازل الذي يفصل بيت لحم عن القدس قضى البابا فرنسيس اليوم الثالث والأخير من الزيارة في القدس، وعقد لقاءات سياسية وزار بعض المواقع المقدسة الأكثر حساسية في العالم. ودعا البابا فرنسيس في زيارته للمسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة المسلمين والمسيحيين واليهود الى "العمل معا من اجل العدالة والسلام". وقال في زيارته التي رافقه فيها بطريرك القسطنطينية الارثوذكسي برثلماوس: ان الاديان السماوية الثلاثة ترى في النبي ابراهيم "ابا في الايمان". واكد البابا في لقاء مع مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين "لنحترم ونحب بعضنا بعضا كاخوة واخوات، لنتعلم ان نفهم ألم الآخر ولنعمل معا من اجل العدالة ومن اجل السلام". انهاء الاحتلال وفي كلمة ترحيب قصيرة قال مفتي القدس: "إن السلام في فلسطين لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء جميع مظاهر الاحتلال ونيل شعبنا حريته وحقوقه كافة، متطلعا إلى جهود البابا ودوره للعمل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا وأرضه ومقدساته. وأشاد بموقف الفاتيكان من قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم بالعودة، وقال، مخاطبا البابا: نتطلع إلى جهودكم من أجل العمل على إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال والذين زاد عددهم عن خمسة آلاف أسير. وأشار المفتي إلى أن تحقيق السلام يتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإنجازه حقيقة على الأرض، مشيرا إلى أن شعبنا يصبو إلى الحرية وإنهاء الاحتلال وحصوله على حقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، في ظل سلام قائم على العدل واحترام الآخر، يعيد الحقوق لأصحابها. وتابع: القدس عاصمة فلسطين الأبدية الروحية والسياسية، ومسجدها الأقصى مسرى النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ومعراجه إلى السماء، أولى القبلتين، وثالث المساجد التي يشد إليها الرحال في الإسلام، هذا المسجد يتعرض للعدوان والاقتحام من قبل المتطرفين والمستوطنين برعاية سلطات الاحتلال التي تسعى لتهويده وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وتمنع مسلمي غزة ومدن الضفة من الوصول إليه للصلاة، وهذه أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها القوانين والأعراف الدولية. البابا: جئت من اجل السلام من جانبه قال البابا، جئت حاجّاً إلى الأراضي المقدسة للقاء المسلمين واليهود والمسيحيين، وهذا التبادل الأخوي يعطينا قوة جديدة لمواجهة التحديات. وقال: لا يمكن أن ننسى أن الحاج إبراهيم حج من أجل العدل والسلام، ونحن يجب علينا أن نكون سعاة من أجل السلام، علينا أن نكون دعاة سلام وعدل من خلال الصلاة ونحمل في قلوبنا العالم بأسره، وخاصة رحمة الله للبشر. وادى البابا فرنسيس "صلاة" امام حائط البراق "المبكى" في البلدة القديمة في القدس. واقترب البابا الارجنتيني من الحائط ووضع يده عليه لعدة دقائق وهو صامت، ثم قام بفتح مغلف ابيض واخرج منه ورقة كتبت عليها رسالة قصيرة، قرأها امام الحائط. ويعتبر اليهود حائط البراق "المبكى" الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل)، الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم. ودخل البابا لوقت قصير الى مسجد قبة الصخرة في الحرم القدسي ومشى في باحات المسجد. وتوقف البابا فجأة في بيت لحم الأحد عند الجدار الذي يمقته الفلسطينيون باعتباره رمزا للقمع الإسرائيلي. وفي صورة ينتظر أن تجذب الأنظار في جولته بالأراضي المقدسة أراح البابا جبهته على الجدار الاسمنتي الذي يفصل بين بيت لحم والقدس وصلى وسط كتابات معادية لإسرائيل. وندد البابا فرنسيس خلال زيارة الى نصب محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية امس الاثنين بـ"المحرقة" معتبرا انها "مأساة هائلة". وقام البابا بحضور الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والحاخامات بايقاد شعلة النصب التذكاري، ووضع اكليلا من الزهور ووجه تحية الى الناجين من المحرقة التي قتل فيها ستة مليون يهودي في المعسكرات النازية. وتعارض الكنيسة الكاثوليكية منذ البداية إقامة دولة يهودية، ولم يقم الثلاثة الذين سبقوا البابا في الكرسي البابوي بزيارة الضريح اثناء زياراتهم للقدس على مدى الخمسين عاما الماضية.
مشاركة :