ودّع لبنان أمس العضو السابق في المجلس الوطني للإعلام، وفي مجلس إدارة تلفزيون لبنان، القانوني توما توفيق عريضة الذي وافته المنية يوم السبت الماضي بعد أزمة قلبية حادة. وتجمع محبو المحامي والمثقف والمناضل العروبي المنفتح، يتقدمهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وزوجته نورا التي كان عريضة يشاركها عضوية لجنة مهرجانات بيت الدين الفنية والثقافية، فضلاً عن صداقته العميقة مع العائلة الجنبلاطية، لا سيما مع الراحلة السيدة مي، لوداعه. وهو الذي أشرف على استعادة تراث وكتابات وسيرة أمير البيان شكيب أرسلان والأمير عادل أرسلان. وحضر عدد كبير من الوزراء والنواب والمثقفين والأدباء والأكاديميين ورجالات وسيدات المجتمع، في كنيسة مار نقولا في الأشرفية لوداعه، حيث ترأس جناز الفقيد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الذي ألقى كلمة مؤثرة في رثاء عريضة. وبكاه أصدقاؤه الكثر الذين عرفوه علمانياً وناقداً ساخراً ومحباً للشعر العربي والتاريخ منذ خمسينات القرن الماضي، إبان الحقبة الذهبية لمنطقة رأس بيروت ومطعم فيصل... صاهر توما عريضة آل تقي الدين العائلة التي لمع أفرادها في السياسة والأدب والديبلوماسية والثقافة بزواجه المدني بليلى خليل تقي الدين وتميز بصداقته مع كبار الأكاديميين والمؤرخين في الجامعة الأميركية وغيرها، ومع كبار القانونيين اللبنانيين اللامعين وأهمهم جو تقلا. وساهم في تنظيم الإعلام المرئي والمسموع عند انطلاقته في التسعينات... رثاه النائب مروان حمادة بكلمة قبل أن يوارى الثرى قال فيها: «مع اندثار الوطن الذي أحب وتذوّق خُطف منا محامي الحياة وصديق الفن وهاوي النكتة ومُفرح القلوب وفوق وقبل كل شيء حبيب ليلى. أخفق قلب توما في لحظة موازنة نفسية بين ما مضى وما يأتي، توما عريضة صعب توصيفه، مستحيل القبض عليه. هو مزيج من أرستقراطية راحلة ونضالية مستولدة وعصامية عنيدة. توما نتاج لقاء ثقافي بين أميركية ويسوعية. خِفّة الروح وأناقة المظهر تغلفان فيه وعنده سعة العلم ووثاق الحق والعدل». وأضاف: «هو نتاج ريادة فريدة في اختراق القلوب وجذب النفوس وترويض التقاليد، عينة نادرة من المواطنة في الخاص والعام».
مشاركة :