يتظاهر آلاف الأشخاص الذين يركبون الدراجات النارية في واشنطن منذ 26 عاماً لمطالبة الحكومة بمعلومات عن مصير المفقودين الأميركيين في حرب فيتنام، إلا أن التجمع التقليدي أخذ هذه السنة منحى خاصاً مع الفضيحة التي تطاول الإدارة المكلفة شؤون المقاتلين القدامى. إنها تظاهرة «رولينغ ثاندر» (هزيم الرعد) التقليدية التي يتوافد خلالها راكبو دراجات نارية الى العاصمة الأميركية في الأحد الذي يحتفل به بـ «ميموريال داي» في ذكرى الجنود الأميركيين الذين سقطوا في الحروب. في الشوارع آلاف الدراجات النارية الكبيرة اللماعة التي ترفع بغالبيتها العلم الأميركي أو العلم الأسود الذي يمثل أسرى الحرب والمفقودين، وتستعد للمرور أمام الحديقة الكبيرة في وسط العاصمة الفيديرالية. وقدّر المنظمون عدد المشاركين بـ 750 ألف راكب دراجة نارية ومتفرّج. والكثير من أصحاب هذه الدراجات النارية من المقاتلين القدامى الذين يمكن التعرف اليهم من خلال السترات الجلدية المغطاة بالشارات العسكرية. ومنهم هنري (58 سنة) الذي انطلق الخميس من ولاية ماين في أقصى شمال شرقي البلاد مع زوجته وخمسة راكبي دراجات نارية آخرين. ويقول إنه لم يفاجأ بكشف تأخر الاهتمام بالمقاتلين القدامى في بعض المستشفيات التي تديرها وزارة المقاتلين القدامى ما وضع إدارة باراك اوباما في موقف حرج. ففي بعض المستشفيات التي تديرها هذه الوزارة وضعت أنظمة موازية لإخفاء طول لوائح الانتظار الطويلة. وفي مستشفى فينيكس (اريزونا) قد يكون هذا الأمر تسبب بوفاة 40 مريضاً. ويوضح هنري: «أنا معوق بنسبة 70 في المئة وأعرف كل شيء عن ادارة المقاتلين القدامى وهذه ليست بمفاجأة. الأمر مهين لكن ما عسانا نفعل؟ ليس بمقدورنا القيام بالكثير». ويؤكد: «لدينا أفضل جيش في العالم لكن القدامى يعاملون في شكل سيّء جداً». أما رئيس منظمة «رولينغ ثاندر» غاري شيفميير، وهو مشمول بالنظام الصحي للمقاتلين القدامى فيوضح: «كنا على علم بوجود مشاكل مع هذه الإدارة، لكن قضية لوائح الانتظار المزورة هي الأفظع». إلاّ أن هذا الجندي السابق في البحرية الذي كان في خليج تونكين نهاية الستينات، لا يريد الانحراف عن الهدف الأول لتظاهرة راكبي الدراجة هذه. فتظاهرة «رولينغ ثاندر» ولدت عام 1988 عندما قررت مجموعة من قدامى فيتنام السير سنوياً الى واشنطن مخلفة «هزيم رعد» في إشارة الى عملية قصف تحمل الاسم نفسه أمر بها الرئيس الأميركي ليندون جونسون عام 1965 لاستعادة أسرى الحرب والجنود المفقودين في فيتنام الذين يقدّر عددهم بـ 1500. ويضيف شيفميير: «قلنا إننا سنوقف رولينغ ثاندر عند عودة جميع المفقودين. لم يحصل ذلك وبالتالي فنحن مستمرون». الدراجات الناريةمنوعات
مشاركة :