البابا في القدس يدعو الى العدل والسلام ويضع إكليلاً من الزهور على قبر هرتزل

  • 5/27/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

زار البابا فرنسيس أمس معالم دينية وسياسية في القدس، وانحنى لتقبيل أيادي ناجين من المحرقة النازية، وذلك في آخر أيام جولة له في الشرق الأوسط حفلت باللفتات الشخصية تجاه الفلسطينيين والاسرائيليين. وكان البابا زار صباح امس المسجد الاقصى المبارك ثم الحائط الغربي. وفي طريقه الى نصب محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم)، قام، برفقة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، بزيارة لم تكن مقررة في برنامجه الى نصب لاحياء ذكرى الاسرائيليين الذين قتلوا في هجمات فلسطينية.   في قبة الصخرة وزار البابا صباحاً مسجد قبة الصخرة في البلدة القديمة في القدس المحتلة، ودعا أثناء اجتماعه مع المفتي العام للقدس والأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين، المسلمين والمسيحيين واليهود الى «العمل معاً من اجل العدالة والسلام». وقال: «أعزائي المسلمين. أوجه نداء خاشعاً من هذا المكان المقدس لكل الناس وكل الطوائف التي تؤمن (بالنبي) ابراهيم: فلنحترم ونحب بعضنا كأخوة وأخوات. فلنتعلم أن نتفهم معاناة الآخرين. فلنتعلم ألا يرتكب أحد أعمال عنف باسم الرب. فلنعمل معاً من أجل العدل والسلام. سلام». وقال المفتي في استقباله البابا في مقره: «السلام في هذه البلاد لن يكون الا بإنهاء جميع مظاهر الاحتلال ونيل شعبنا حريته وحقوقه كافة»، مشيراً الى ان الجميع يتطلع الى دور البابا «الفاعل لوقف العدوان المستمر على ابناء شعبنا وارضنا ومقدساتنا، وتمكين المسلمين والمسيحيين من ابناء شعبنا من الوصول الى اماكن عبادتهم بحرية لاداء شعائرهم في المسجد الاقصى وكنيسة القيامة، وهذا ابسط حقوقهم الدينية والانسانية».   الحائط الغربي و«ياد فاشيم» وفي وقت لاحق، صلى البابا عند الحائط الغربي في البلدة القديمة في القدس المحتلة، والذي يعتقد اليهود أنه من بقايا الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 قبل الميلاد. واقترب البابا من الحائط ووضع يده عليه لدقائق وهو صامت، ثم فتح مغلفاً ابيض وأخرج منه ورقة كتبت عليها رسالة قصيرة قرأها امام الحائط. وبحسب الاذاعة الاسرائيلية، كتب على الرسالة: «قدمت هنا للصلاة الى الله ليحل السلام».   نصب جبل هرتزل ثم زار البابا «النصب التذكاري لضحايا الارهاب» في إسرائيل بناء على طلب من نتانياهو. وبدت هذه الزيارة التي لم تكن مدرجة في جدول أنشطته، محاولة من جانبه لارضاء مضيفيه الإسرائيليين بعد توقفه المفاجئ عند الجدار الفاصل بين بيت لحم والقدس، والذي يعتبره الفلسطينيون رمزاً للقمع الإسرائيلي. وقال البابا أثناء زيارة النصب الذي حفرت عليه أسماء مدنيين إسرائيليين قتل معظمهم في هجمات فلسطينية: «أصلي من أجل كل ضحايا الإرهاب. رجاء كفى إرهاباً». ووجه نتانياهو الذي كان يقف الى جوار البابا الشكر له، وقال موجهاً الاتهام للزعماء الفلسطينيين بالتحريض: «نحن لا نعلم أطفالنا أن يزرعوا القنابل ... نعلمهم السلام، لكننا اضطررنا لبناء جدار لمن يعلمون الجانب الآخر». وفي لفتة أخرى، وضع البابا إكليلاً من الزهور على قبر ثيودور هرتزل الذي يعتبر مؤسس الصهيونية التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل. وكانت الكنيسة الكاثوليكية تعارض في البداية قيام دولة يهودية، ولم يقم ثلاثة باباوات آخرون زاروا القدس خلال الاعوام الخمسين الماضية بزيارة القبر. وكان الناشطون الفلسطينيون طالبوا البابا «بعدم تشويه زيارته بمثل هذه الأعمال». وأتم البابا جولته في الأراضي المقدسة بزيارة نصب «ياد فاشيم» لليهود الذين قتلوا إبان الحرب العالمية الثانية وبحث الحفاظ على حقوق المسيحيين في القدس. وفي هذا النصب، أقدم البابا على إيماءة تواضع أصبحت من سماته منذ أن انتخب للبابوية عام 2013، اذ التقى بستة ناجين من المحرقة النازية واستمع إلى روايات معاناتهم وانحنى بتؤدة لتقبيل أياديهم، واصفاً المحرقة النازية بأنها «مأساة لا حد لها»، ومعتبراً انها «رمز دائم للأعماق التي يمكن أن ينزلق إليها شر الإنسان». وأضاف: «أتضرع لله ألا تكون هناك جريمة مماثلة لها». وقام البابا، بحضور الرئيس شمعون بيريز ونتانياهو والحاخامات بإيقاد شعلة النصب التذكاري، ووضع اكليلاً من الزهور ووجه تحية الى الناجين من المحرقة.   بيريز وكان البابا التقى الرئيس الاسرائيلي في مقره في القدس حيث ابلغه بيريز بقبول دعوته الى الفاتيكان للصلاة من اجل السلام، وقال له: «قدومكم الى الاراضي المقدسة فرصة مهمة لصلاة مشتركة»، مضيفاً: «سنكون سعيدين برفع صلاة مثل هذه في بيتنا او في بيتكم، وفقاً لدعوتكم الكريمة ووفقاً لخياركم ... وسنعمل معاً ... اليهود والمسيحيون والمسلمون، لوضع نهاية للصراعات». وطالب البابا بحرية وصول المؤمنين الى الاماكن المقدسة في القدس، وقال: «لتكن القدس فعلاً مدينة السلام». وأضاف: «كم هو جميل عندما يتمكن الحجاج والمقيمون هنا من الوصول الى الاماكن المقدسة بحرية والمشاركة في الاحتفالات». وفي ما يتعلق بدعوة البابا لعباس وبيريز للصلاة معه في الفاتيكان من اجل السلام، قال الناطق باسم البابا القس فدريكو لومباردي إن البابا في مهمة دينية بحتة «وليست له أجندة سياسية أو اقتراحات ليقدمها»، لكنه يأمل في أن يساعد الاجتماع على بناء الثقة. وأضاف للصحافيين: «نأمل في أن يشجع (الاجتماع) على إحياء عملية السلام ومنح المشاركين في هذه العملية تشجيعاً وإلهاماً جديداً». وقال إن البابا أراد «تقديم المساعدة بطريقته الخاصة». وتعد القدس مدينة مقدسة للمؤمنين المسيحيين واليهود والمسلمين. لكن اسرائيل تفرض قيوداً على دخول المدينة، خصوصاً على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.   قداس في «علية صهيون» والتقى البابا مجدداً امس مع الطوائف المسيحية الاخرى، خصوصاً الارثوذكسية، في تقارب تاريخي كان المحطة الرئيسة في هذه الزيارة، وذلك بعد نحو خمسين سنة على القمة التاريخية بين رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا بولس السادس وبطريرك القسطنطينية في القدس البطريرك أثيناغوراس. وانضم البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي اثارت زيارته للاراضي المقدسة مع البابا، جدلاً كبيراً في لبنان، الى الصلاة التي أقامها البابا في حديقة الجثمانية التي تعد الموقع الذي صلى فيه المسيح خلال العشاء الأخير قبل ان يعتقله الرومان. كما أقام البابا قبيل انتهاء رحلته الاولى الى الشرق الاوسط، قداساً في علية صهيون التي يعتبرها المسيحيون واليهود والمسلمون موقعاً مقدساً، بينما تظاهر متطرفون يهود اكثر من مرة ضد هذه الزيارة. إسرائيلفلسطينالقدسالبابا

مشاركة :