الرياض - اعتبر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في القمة الاميركية العربية الاسلامية في الرياض الاحد، بحضور الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ان النظام الايراني "رأس حربة الارهاب العالمي"، مؤكدا عزم المملكة على القضاء على "كل التنظيمات الارهابية" تزامنا مع دعوة ترامب الاحد في خطابه كل الدول الى العمل معا من اجل "عزل" ايران، متهما إياها بإذكاء "النزاعات الطائفية والارهاب". ومن قال الملك سلمان في خطاب افتتح به اعمال القمة "النظام الايراني يشكل راس حربة الارهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم"، مضيفا "لم نعرف ارهابا وتطرفا حتى اطلت ثورة الخمينية براسها". ومن جانبه أفاد قال ترامب "على كل الدول التي تملك ضميرا، ان تعمل معا لعزل ايران"، مضيفا "علينا ان نصلي ليأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الايراني على الحكومة العادلة التي يستحقها". واتهم ترامب النظام الإيراني بالمسؤولية عن حالة عدم الاستقرار في المنطقة. وقال إن "إيران توفر الأسلحة والتدريب للإرهابيين والجماعات المتطرفة". وأكد على ضرورة العمل على منع إيران من تمويل المنظمات الإرهابية. وأضاف أن " إيران أشعلت لعقود نيران الصراعات في المنطقة"، مشيرا إلى أنه بدون الدعم الإيراني لما تمكن النظام السوري من ارتكاب الهجمات التي ارتكبها وشدد ترامب على الدول الإسلامية أن تأخذ زمام المبادرة في مكافحة التطرف. وأضاف أن الدول العربية تحملت العبء الأكبر "لعنف المتعصبين" وأن هناك كارثة أمنية وإنسانية آخذة في الانتشار في المنطقة. وتتهم السعودية جارتها ايران بالتدخل في شؤون دول المنطقة. لكن طهران تنفي الاتهامات السعودية لها، وتتهم في المقابل الرياض بدعم جماعات إسلامية متطرفة. وقال سلمان ان "النظام الايراني وحزب الله والحوثيون وداعش والقاعدة متشابهون"، واتهم طهران برفض "مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا وبحسن النية واستبدلت ذلك بالاطماع التوسعية والممارسات الاجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى". وتابع "لقد ظن النظام في ايران ان صمتنا ضعف وحكمتنا تراجع حتى فاض بنا الكيل من ممارساته". واكد الملك السعودي عزم المملكة "القضاء على تنظيم داعش وكل التنظيمات الارهابية ايا كان دينها او مذهبها او فكرها"، مضيفا "ان مسؤوليتنا امام الله ثم امام شعوبنا والعالم أجمع ان نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف ايا كان مصدرها". وشدد على ضرورة "العمل على مكافحة الارهاب بكافة صوره واشكاله وتجفيف منابعه ومصادر تمويله"، مشيرا الى ان "الدول العربية والاسلامية التي تجاوزت 55 دولة وعدد سكانها قرابة المليار ونصف المليار تعد شريكا مهما في محاربة قوى التطرف والارهاب". وتابع الملك سلمان "الاسلام دين الرحمة والسماحة والتعايش". وتعهد قائلا "اننا لا نتهاون ابدا في محاكمة كل من يمول او يدعو الى الارهاب باي صورة". رسالة صداقة ومحبة دعا ترامب قادة الدول العربية والمسلمة الى "عدم تقديم ملاذ للارهابيين" و"اخراجهم" من هذه الدول، مؤكدا في الوقت ذاته انه يحمل الى العالمين العربي والاسلامي "رسالة صداقة وامل ومحبة". وقال ترامب "أخرجوهم من أماكن عبادتكم. أخرجوهم من مجتمعاتكم"، مضيفا "على كل دولة في المنطقة واجب ضمان الا يجد الارهابيون ملاذا على اراضيها". وشدد ترامب على انه يحمل رسالة "صداقة وامل ومحبة"، وقال "علينا الانفتاح واحترام بعضنا البعض من جديد، وجعل هذه المنطقة مكانا يمكن لكل رجل وامراة، مهما كان دينهما او عرقهما، ان يتمتعا فيه بحياة ملؤها الكرامة والامل". واعتمد ترامب في خطابه لهجة مختلفة تماما عن تلك التي اعتمدها خلال حملته الانتخابية في مقاربته للاسلام والتي اتهم بسببها بإذكاء العداء للاسلام. وتجنب استخدام عبارة "الارهاب الاسلامي المتطرف" التي تستفز كثيرين في العالم الاسلامي وتكررت في معظم خطابات الملياردير المثير للجدل اثناء حملته الانتخابية.
مشاركة :