أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عدم مشاركة القوى الكردية، التي دعاها إلى التوحد، في حكومة عراقية برئاسة نوري المالكي، ودعا إلى التحضير لإجراء استفتاء على الاستقلال في حال تجديد ولايته، فيما دعت حكومة الإقليم واشنطن إلى ممارسة الضغط على بغداد بدلاً من أربيل كي تراجع سياساتها الخاطئة. وبلغت الخلافات بين أربيل وبغداد ذروتها مع إعلان الأكراد استئناف بيع صادراتهم النفطية عبر تركيا، وسط رفض الحكومتين العراقية والأميركية، ولجأت الأولى إلى مقاضاة الإقليم وتركيا والشركات المتعاقدة معهما. وشدد بارزاني في بيان لمناسبة ذكرى «ثورة كولان» الكردية، على «المضي في تحقيق مزيد من المكتسبات، فأمام الشعب الكردي فرصة تاريخية عظيمة، ما يضع أمام واجب ومسؤولية الدفاع عن الحقوق والمصالح القومية، وتوحيد الصف والمواقف، وعدم التراخي لتحقيق مزيد من المكتسبات». إلى ذلك، هدد بارزاني خلال لقائه رئيس «الائتلاف الوطني» السوري المعارض أحمد الجربا ونائبه في باريس، أن الأكراد «يرفضون تجديد ولاية المالكي، وإلا سيضطرون إلى إجراء استفتاء شعبي في الإقليم لإيجاد شكل جديد من العلاقة مع بغداد»، على ما جاء في بيان للحزب «الديموقراطي» الذي يتزعمه بارزاني. وأوضح البان أن الأكراد «لن يبقوا شركاء في حكومة يرأسها المالكي، وسيبذلون ما في وسعهم مع باقي الأطراف السياسية العراقية لإيجاد شريك حقيقي لرئاسة الحكومة». وفشلت القوى العراقية في تمرير الموازنة العامة، جراء تفاقم الخلافات بين الطرفين على مادة تلزم حكومة الإقليم تصدير 400 ألف برميل يومياً، وإلا تستقطع قيمتها من حصتها في الموازنة، في حين يصر الأكراد على أن طاقتهم الإنتاجية لا تتجاوز 100 ألف برميل يومياً. وأفادت وزارة الثروات الطبيعية في حكومة الإقليم في بيان، أن «تهديدات وزارة النفط العراقية بمقاضاة الإقليم ستفشل، وستلحق الضرر بعلاقات بغداد الديبلوماسية»، وطمأنت الشركات المتعاقدة إلى أن «التهديدات فارغة»، مؤكدة المضي في تصدير النفط. من جانبه قال الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزيي، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «واشنطن مارست دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر بين أربيل وبغداد، ونحن نحترم هذا المسعى، لكن في المقابل فإن الحكومة العراقية فرضت حصاراً اقتصادياً على الإقليم، لذلك فإن على الإدارة الأميركية الضغط على المالكي وليس علينا كي يراجع سياساته». ولفت إلى أن «قيمة النفط المصدر حالياً، ليست كافية لحل أزمة الرواتب في الإقليم، ونحتاج إلى تصدير اكثر من 400 ألف برميل، وهذا صعب في المرحلة الحالية». وتواجه حكومة الإقليم تحفظات داخلية عن خطوتها الأخيرة، خصوصاً من «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس جلال طالباني. وفي هذا الإطار قال القيادي فريد أسسرد في مقال نشرته صحيفة «كردستاني نوي» لسان حال الحزب، إن «بيع النفط من دون التنسيق مع الحكومة الاتحادية من شأنه أن يولد المشاكل، وإضافة إلى ذلك، فإن مسألة بيع النفط من إسرائيل ستضاعف تلك المشاكل»، وزاد: «من المبكر أن نبيع النفط من إسرائيل، إذ إن ذلك سيكون له تبعات سلبية، منها إبعاد العديد من الدول الصديقة عنا، كما سيضعف ثقل الإقليم في إجراء أي مفاوضات مستقبلية». السعوديةالعراقالإماراتالخليج
مشاركة :