اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية في اوكرانيا أمس، ان البليونير الموالي للغرب بيترو بوروشنكو تصدر الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى التي أجريت اول من امس. وأشارت الى نيله نسبة 54.06 في المئة من اصوات المقترعين، في مقابل 13.12 في المئة لرئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو التي حلت ثانية، و8.49 في المئة للنائب القومي اوليه لياشكو الذي حل ثالثاً. وأكدت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ان الانتخابات «توافقت الى حد كبير مع معايير الديموقراطية، وتؤمن للفائز بوروشنكو الشرعية للتحاور مع الشرق الانفصالي، لإعادة ترسيخ الثقة وتطبيق اللا مركزية في سلطات الدولة بهدف الحفاظ على وحدة البلاد مع احترام تنوع المجتمع». وأمل بوروشنكو بلقاء القادة الروس في النصف الأول من حزيران (يونيو) المقبل، معلناً أن استعادة الاستقرار في مناطق شرق اوكرانيا التي قاطعت الانتخابات سيتطلب مشاركة روسيا. وقال: «آمل بأن تدعم موسكو جهودنا للتعامل مع الوضع في الشرق، وإنني مستعد للحوار مع الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يسلمون أسلحتهم، لكنني لن اقابل إرهابيين يهددون أمن الدولة. كما سأستخدم كل السبل المشروعة لاستعادة شبه جزيرة القرم» التي ضمتها روسيا الى اراضيها في آذار (مارس) الماضي. وزاد: «سأحمل السلام الى اوكرانيا، وأزور مناطق حوض دونباس (شرق) التي لن اسمح بتحولها الى دولة للصوص جاءت بقوة السلاح وتشهد وضعاً مماثلاً للصومال. كما سأدعو الى انتخابات اشتراعية مبكرة، فيما لا أنوي تغيير الحكومة الحالية برئاسة آرسيني ياتسينيوك». ورداً على سؤاله عن كيفية إرساء السلام في الشرق بعد مقتل عشرات في اشتباكات بين الجيش وانفصاليين موالين لروسيا، اوضح بوروشينكو ان كييف «ستتعامل مع المظالم الحقيقية وتقدم تطمينات حول حقوق الناس بما في ذلك استخدام اللغة الروسية، ما يعني ان الحوار مع كل سكان دونباس سيكون فاعلاً». موسكو ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتأكيد استعداد موسكو للحوار مع بوروشينكو، وقال: «نحترم ما حدث كونه يعبر عن ارادة الشعب، ونبدي استعدادنا لحوار براغماتي على قدم المساواة وعلى اساس احترام كل الاتفاقات، خصوصاً في مجالات التجارة والاقتصاد والغاز، بهدف محاولة حل المشاكل القائمة حالياً». وتابع: «كما قال الرئيس فلاديمير بوتين، أهم شيء هو معاملة كييف مواطنيها باحترام، وفتح حوار حقيقي مع الشرق»، محذراً من تصعيد السلطات عملياتها العسكرية ضد الانفصاليين في شرق البلاد. ويعكس ذلك قبول الكرملين الانتخابات على الأقل حالياً، باعتباره أفضل فرصة متاحة لاضطلاعها بدور في تحديد مستقبل اوكرانيا، علماً ان لافروف لم يشكك مباشرة في شرعية الانتخابات، وقال: «لم تخلُ الحملة الرئاسية من مشاكل، إذ لم يستطع جميع المرشحين قطع المسافة كلها لأن الظروف غير طبيعية، وحصل ترويع لمرشحين وضربهم وحرق منازلهم». واللافت اعلان الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش الذي لجأ الى روسيا منذ اقالته في 22 شباط (فبراير) الماضي، احترامه خيار الشعب بانتخاب بوروشنكو رئيساً، وقال: «جرى الاختيار بصرف النظر عن المنطقة او نسبة المشاركة، واحترم هذا الخيار الذي جاء في أصعب وقت يواجهه وطننا». وأضاف: «اؤكد انه بالنسبة الى شرعية الانتخابات والرئيس نفسه، ان مشاركة جنوب بلدنا وشرقه ضرورية»، معتبراً ان «ناخبين كثيرين في هذه المناطق تعرضوا الى اهانة وإذلال عبر اعمال سلطة غير شرعية». ورأى يانوكوفيتش ان المهمة الأولى للسلطة بعد انتخاب بوروشنكو هي «وقف حمام الدم» الحالي وسحب القوات من الشرق الذي شهد أمس استيلاء متمردين على موقع مطار دونيتسك الاستراتيجي، وتوقيف كل الرحلات. وأعقب ذلك إطلاق الجيش الأوكراني عملية «لمكافحة الإرهاب» في مطار دونيتسك. وسمع مراسلون دوي انفجارات ونيران متقطعة قرب المطار ترافقت مع تحليق طائرات قتالية من طراز «سوخوي 25» و»ميغ 29»، وشوهدت سحب دخان اسود ترتفع من منطقة المطار. وقال الجيش ان «الجنود نزلوا بمظلات من طوافات ام آي 8، ويعملون على تنظيف المنطقة، وجرى تدمير نظام دفاعي مضاد للطائرات وضع داخل المطار، استخدم ضد قواتنا». برلين وواشنطن في برلين، رحبت المستشارة الألمانية انغيلا مركل بإظهار النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأوكرانية امكان نيل بيترو بوروشينكو تأييداً كافياً لتجنب تنظيم جولة اعادة. وقالت: «اذا فاز بوروشينكو من الجولة الأولى فستكون بالطبع أنباء طيبة». وأملت بأن يستطيع الاتحاد الأوروبي المساهمة في حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا حول الغاز هذا الأسبوع. في واشنطن، أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن انتخابات الرئاسة الأوكرانية قد تساعد في توحيد البلاد، وقال: «اظهر الشعب الأوكراني مرات رغبته في اختيار زعمائه دون تدخل والعيش في ديموقراطية تضمن تحديد مستقبلهم بعيداً من العنف والترهيب». وزاد: «الانتخابات خطوة أخرى مهمة الى الأمام في جهود الحكومة الأوكرانية لتوحيد البلاد والتواصل مع جميع مواطنيها لضمان معالجة مخاوفهم وتلبية طموحاتهم». أوكرانياإيرانتركياروسياالصينتايلاندأوباما
مشاركة :