أسهمت ثورة الهواتف الذكية التي شهدتها الأعوام الأخيرة في توجه المصانع العالمية للأجهزة الذكية لإطلاق ما يمكن إطلاقه من خصائص ومميزات لتلك الهواتف الذكية، التي باتت لا تستخدم لأغراض الاتصالات والإنترنت، بل لأغراض التصوير والتوثيق، التي تؤكد المعطيات توجه كبار مصنّعي تكنولوجيا المعلومات إلى تطوير عدسات أجهزتهم بما يتوافق مع آخر التقنيات، كان آخرها سامسونج التي أنتجت مفصل التحول أول كاميرا رقمية بنظام تشغيل أندرويد، بعد عراك شديد بين مصانع الهواتف الذكية التي تحاول الزج بأفضل التقنيات في أجهزتها، الأمر الذي بات يهدد المصانع المتخصصة في تصنيع الكاميرات الرقمية مثل نيكون وكانون. نوكيا التي تعثرت مبيعاتها في سوق الهواتف الذكية لمصلحة أجهزة أندرويد وأيفون تسعى - بحسب الخبراء - إلى لفت أنظار المستخدمين بميزة لم يسبقها إليها أحد في عالم الهواتف الذكية، فدقة أكبر كاميرا في هذه الفئة من الأجهزة كانت 16 ميجا بيكسل في هاتف جالاكسي إس 4 زوم من شركة سامسونج. وبذلك قد أشعلت فتيل المنافسة بعد أن أطلقت أول الهواتف الذكية التي تحمل عدسة تصوير بحجم 41 ميجا بيكسل، واستمرت حتى الأسبوع الماضي في تطوير عدستها التي أطلقتها في نسخة هواتف لوميا 1020، مع تكنولوجيا PureView التي تضمّ خاصية تثبيت الصورة البصري. ولم تكتفِ بذلك، إذ أعلنت تطبيقات مخصصة للتصوير من شأنها إضفاء الطابع الاحترافي في التصوير، Nokia Pro Camera يسهّل التقاط الصور المحترفة ذات الجودة العالية، وقبل التقاط الصورة أو بعدها، يسمح الزوم باكتشاف وإعادة اكتشاف التفاصيل مع واجهة بينية جميلة تظهر بصرياً تأثير الإعدادات في الصورة أو لقطة الفيديو النهائية، يُسهل Nokia Pro Camera التقاط الصور ولقطات الفيديو وتحريرها وتشاطرها مع الشبكات الاجتماعية. ليس هنا فقط، زجت أحدث مصانع الهواتف الذكية بخاصية في عدسات التصوير، تُدعى الالتقاط المزدوج، التي تسمح بالتقاط عدد من الصور في آن واحد، بصورة عالية الوضوح بدقة 38 ميجا بيكسل لتأمين فرص لإعداد الصورة، وصورة بدقة 5 ميجا بيكسل يسهل تشاطرها على الشبكات الاجتماعية. في المقابل ضمن الهواتف الذكية الجديدة مستشعرات تصل دقتها إلى 41 ميجا بيكسل مع أنظمة بصرية، وتثبيت صور بصرياً لالتقاط الصور الواضحة حتّى في الإضاءة المنخفضة. وتصور الكاميرا أيضاً لقطات فيديو تخلو من الضبابية مع صوت ستريو حتّى في الحفلات الأكثر صخباً بفضل تكنولوجيا Nokia Rich Recording التي تتحمّل مستويات ضغط صوتي تفوق المستويات التي تتحملها مكبرات صوت الهواتف الذكية التقليدية. سامسونج تهاجم سرعان ما هاجمت سامسونج أسواق الكاميرات الاحترافية، بنطاق أشمل من نوكيا التي ركزت على العدسة في الهواتف الذكية، إذ لم تكتفِ بالإعلان عن أول كاميرا رقمية تعمل بنظام أندرويد للمستخدمين الهواة، فقد أعلنت أمس الأول عن أول كاميرا احترافية يمكن تبديل العدسات بدقاتها المختلفة، وتعمل أيضا بنظام تشغيل أندرويد. كاميرا «سامسونج» الاحترافية ستسهم في إحداث ثورة جديدة في التصوير الرقمي. وقامت بدمج وحدة التقاط ترددات شبكة اتصالات UMTS/LTE في كاميراتها متغيرة العدسة Galaxy NX الاحترافية الجديدة، حيث يستطيع المستخدم، عبر الكاميرا، إرسال الصور الفوتوغرافية عبر شبكة الاتصالات الهاتفية الجوالة مباشرة ومشاركتها مع الأصدقاء على الإنترنت. وسيتمكن المستخدم أيضاً من تثبيت التطبيقات وتصفح مواقع الويب على شاشة الكاميرا التي يبلغ مقاسها 4,8 بوصة؛ خاصة أن الكاميرا Galaxy NX الجديدة تعمل بنظام جوجل أندرويد 4.2، ما يضفي عليها بعض مميزات الأجهزة الذكية كالحواسب اللوحية. وتشتمل باقة تجهيزات كاميرا سامسونج الجديدة على مستشعر APC-C-CMOS بدقة 20,3 ميجا بيكسل، كما أنها تدعم الاتصال عن طريق شبكة WLAN اللاسلكية، ويمكن استخدام الهواتف الذكية عن طريق أحد التطبيقات كوحدة تشغيل عن بعد للكاميرا. وأعلنت الشركة الكورية الجنوبية أنه من المقرر طرح الكاميرا Galaxy NX في الأسواق خلال آب (أغسطس) الجاري، ومن المنتظر أن تبلغ تكلفة الكاميرا الجديدة نحو 1966 دولاراً أمريكياً.
مشاركة :