الملك سلمان: النظام الإيراني «رأس حربة الإرهاب»<br /> ترامب: المعركة بين الخير والشر... وليست بين الأديان - خارجيات

  • 5/22/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض - وكالات - أكد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز أن «النظام الايراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم»، مشدداً على أن المملكة عازمة على القضاء على تنظيم «داعش» و«كل التنظيمات الارهابية أياً كان دينها أو مذهبها أو فكرها».جاء ذلك في كلمة لخادم الحرمين افتتح بها أعمال القمة الأميركية - الإسلامية - العربية التاريخية التي استضافتها الرياض، أمس، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة وزعماء وممثلين عن 55 دولة عربية وإسلامية، يمثلون جميع أعضاء منظمة التعاون الإسلامية، باستثناء إيران، وسورية المعلقة عضويتها منذ العام 2012.وبعد ترحيبه بالرئيس الأميركي في «القمة التاريخية غير المسبوقة»، أكد الملك سلمان أن مشاركة ترامب في القمة تجسد اهتمامه وحرصه على توثيق التعاون والاستمرار في تنسيق المواقف بمختلف المجالات.وإذ أشار إلى أن «الدول العربية والإسلامية التي تجاوزت 55 دولة وعدد سكانها قرابة المليار ونصف المليار تعد شريكا مهماً في محاربة قوى التطرف والإرهاب»، توجه خادم الحرمين للحضور بالقول «إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أياً كان مصدرها، والعمل على مكافحة الارهاب بكافة صوره وأشكاله وتجفيف منابعه ومصادر تمويله»، مؤكداً رفض «فرز الدول والشعوب على أساس ديني أو طائفي».وأشار إلى أن «الإسلام دين الرحمة والسماحة والتعايش» وأن ذلك «تؤكده شواهد ناصعة، إذ قدم الإسلام في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام».وأضاف «لكننا اليوم نرى بعض المنتسبين للإسلام يسعى لتقديم صورة مشوهة لديننا تريد أن تربط هذا الدين العظيم بالعنف. إن أحد أهم مقاصد الشريعة هو حفظ النفس ولا شرف في ارتكاب جرائم القتل فالإسلام دين السلام والتسامح».واعتبر أن هذه الأفعال البغيضة تأتي في إطار محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية.وفي هذا الإطار، أكد الملك سلمان أن «النظام الايراني والتنظيمات التابعة له مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك داعش والقاعدة متشابهون»، مضيفاً أن «النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم»، و«أننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلّت ثورة الخميني برأسها العام 1979».وأشار إلى أن إيران «رفضت مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات الإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل. وقد ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعف وحكمتنا تراجع حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته».وأضاف «نقول ذلك ونحن نؤكد في الوقت ذاته على ما يحظى به الشعب الإيراني لدينا من التقدير والاحترام، فنحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه».ولفت الملك سلمان إلى أن السعودية عانت طويلاً «وكانت هدفاً للإرهاب لأنها مركز الإسلام وقبلة المسلمين حيث يسعى الفكر الإرهابي لتحقيق شرعيته الزائفة»، منوهاً بنجاح المملكة في التصدي للأعمال الإرهابية وإحباط محاولاتٍ إرهابية كثيرة بمساعدة الأشقاء والأصدقاء في دول العالم.وأشار للاتفاق التاريخي الذي أبرمته دول مجلس التعاون مع الولايات المتحدة بتأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب، متطلعا إلى انضمام المزيد من الدول إلى المركز مستقبلاً.واعتبر أن هذا الاتفاق سيكون نموذجاً يحتذى به، مجددا التأكيد أنه وباسم قادة الدول الإسلامية «لن يكون هناك تهاون أبداً في محاكمة كل من يمول أو يدعم الإرهاب بأي صورة أو شكل، وستطبق أحكام العدالة كاملة عليه».وأكد «عزم المملكة على القضاء على تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية أياً كان دينها أو مذهبها أو فكرها».وأعلن خادم الحرمين الشريفين عن إطلاق المركز العالمي لمكافحة التطرف الذي يهدف لنشر المبادئ الوسطية والاعتدال، ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات، ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والمنظمات الدولية.وتطرق في كلمته إلى عملية السلام، مؤكداً أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلب عادل وضروري ويتطلب تضحياتٍ مشتركة وعزيمة صادقة.وشدد على ضرورة أن يكثف المجتمع الدولي الجهود لحل الأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سورية وسيادتها.وختم كلمته بالقول «نحن عازمون - بإذن الله - على التمسك بالتنمية كهدفٍ استراتيجي لمواجهة التطرف والإرهاب وتوفير الحياة الرغيدة».من جهته، انتهج الرئيس الأميركي في خطابه مقاربة مختلفة عن تلك التي اعتمدها في حملاته الانتخابية، حيث أظهر احتراماً كبيراً للدين الإسلامي باعتباره أحد الديانات السماوية التي جاءت بمبادئ إنسانية عظيمة تم اختطافها من جماعات متطرفة.وبدا أن ترامب سعى من خلال خطابه، أمام القمة، لإرساء بداية جديدة مع العالم الإسلامي بعد هجومه المتكرر على المسلمين خلال حملته الانتخابية العام الماضي. وتجنب استخدام عبارة «الارهاب الاسلامي المتطرف» التي تستفز كثيرين في العالم الاسلامي.وقال الرئيس الأميركي «مستعدون للوقوف معكم للبحث عن المصالح المشتركة»، مشيراً إلى أن القمة ستعلن بداية نهاية من ينشر الإرهاب.وأضاف «لسنا في معركة بين الأديان إنما في معركة بين الخير والشر... فعندما ننظر لضحايا العنف لا ننظر إلى دينهم»، مشيراً إلى أن مسيرة السلام «تبدأ هنا في هذه الأرض المقدسة» وأن السعودية وطن لأقدس الأماكن.كما لفت إلى أن نحو 95 في المئة من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين، مضيفاً «مستعدون للوقوف معكم للبحث عن مصالح وأمن مشتركة وعلينا أن نتحد خلف هدف واحد هو هزيمة الإرهاب والتطرف».ورأى أن «حزب الله وحماس وداعش وغيرهم يمارسون الوحشية نفسها، ويجب أن يشعر أي مؤمن بالإهانة عندما يقتل إرهابي شخصا باسم الرب».وقال إن «ذبح الأبرياء باسم الدين إهانة لأتباع كل الأديان»، موضحاً أن مستقبل المنطقة لا يمكن تحقيقه من دون هزيمة الإرهاب والأفكار الداعمة له.وأكد أن الشرق الأوسط يجب أن يتحول إلى أحد مراكز التجارة العالمية، وان «هذه القمة تمثل بداية السلام ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم»، مشيراً إلى أن دول الشرق الأوسط عليها أن تقرر ما هو المستقبل الذي تريده.وإذ اعتبر أن الدول الإسلامية يجب أن تتحمل المسؤولية الكبرى في هزيمة الإرهاب، شدد الرئيس الأميركي على أن القادة الدينيين يجب أن يساهموا في توضيح خطر الأفكار الإرهابية.وحض الدول العربية والمسلمة على «عدم تقديم ملاذ للارهابيين»، قائلاً «أخرجوهم من أماكن عبادتكم. أخرجوهم من مجتمعاتكم»، مضيفاً «على كل دولة في المنطقة واجب ضمان الا يجد الارهابيون ملاذا على اراضيها».وشدد على أنه يحمل رسالة «صداقة وامل ومحبة»، وقال «علينا الانفتاح واحترام بعضنا البعض من جديد، وجعل هذه المنطقة مكانا يمكن لكل رجل وامراة، مهما كان دينهما أو عرقهما، ان يتمتعا فيه بحياة ملؤها الكرامة والامل».ودعا ترامب، في خطابه، كل الدول الى العمل معاً من أجل «عزل» ايران، متهماً إياها بإذكاء «النزاعات الطائفية والارهاب».وقال في هذا السياق «من لبنان إلى العراق واليمن، إيران تمول التسليح وتدرب الارهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة اخرى تنشر الدمار والفوضى في انحاء المنطقة»، مضيفاً «على مدى عقود اشعلت ايران نيران النزاع الطائفي والارهاب»، و «على كل الدول التي تملك ضميراً، أن تعمل معا لعزل ايران»، و «علينا أن نصلي ليأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الايراني على الحكومة العادلة التي يستحقها».واعتبر أنه «بفضل إيران ارتكب (الرئيس السوري بشار) الأسد الجرائم بحق شعبه».وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده ستعزز أمن حلفائها، قائلاً «سنقوم بأمور رائعة عسكريا لتعزيز أمن حلفائنا الموجودين هنا... نهدف للسلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة وبقية العالم».

مشاركة :