أعلن الرئيس الأوكراني المنتخب بترو بوروشنكو امس الاثنين انه لن يسمح للانفصاليين الموالين لروسيا بتحويل شرق البلاد الذي يشهد تمردًا مسلحًا إلى ما يشبه الوضع في الصومال. وأكد بوروشنكو الذي فاز بنحو 54% من الاصوات من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية، خلال مؤتمر صحافي رغبته في انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي. وقال: إنه سيبقي رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك في منصبه. بدوره، قال الرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش الذي لجأ إلى روسيا منذ إقالته في فبراير، إنه «يحترم» خيار الشعب بعد انتخاب بترو بوروشنكو رئيسًا للبلاد. وقال يانوكوفيتش في تصريح نقلته وكالات الانباء الروسية «بمعزل عن المنطقة أو نسبة المشاركة لقد تم الاختيار، واحترم هذا الخيار الذي جاء في أصعب وقت يواجهه وطننا». وأضاف: «أود أن أؤكد أنه بالنسبة لشرعية الانتخابات وشرعية الرئيس نفسه، ان مشاركة جنوب وشرق بلادنا ضرورية»، معتبرًا ان «العديد من الناخبين في هذه المناطق تعرضوا للاهانة والاذلال عبر اعمال سلطة غير شرعية». ورأى يانوكوفيتش ان المهمة «الاولى» للسلطة بعد انتخاب بوروشنكو هي «وقف حمام الدم» الجاري حاليًا و»سحب القوات» من شرق اوكرانيا الانفصالي. وكان فيكتور يانوكوفيتش غادر البلاد اثر حركة احتجاج ضده استمرت عدة اشهر في كييف واعتبر سلامته مهددة بعد مقتل عشرات المتظاهرين في كييف في 20 فبراير في مواجهات مع الشرطة تلاها توقيع اتفاق تقاسم السلطة مع المعارضة. وإقالة البرلمان في 22 فبراير، وتولي رئيس هذه الهيئة اولكسندر تورتشينوف الرئاسة الانتقالية. من جهتها، ابدت روسيا استعدادها «للحوار» مع الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو الذي انتخب الاحد من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية كما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين داعيا الى وقف عملية «مكافحة الارهاب» في شرق اوكرانيا. وقال لافروف: «نحن مستعدون للحوار مع ممثلي كييف، مع بترو بوروشنكو». واضاف: «نحن مستعدون لحوار براغماتي، على قدم المساواة وعلى اساس احترام كل الاتفاقات وخصوصا في مجالات التجارة والاقتصاد والغاز ويهدف للسعي الى حل المشكلات القائمة حاليًا بين روسيا واوكرانيا». لكن وزير الخارجية الروسي لم يعلن على الاطلاق أن موسكو تعترف بشرعية الرئيس الجديد المنتخب. وصرح: «كما قال الرئيس (فلاديمير بوتين)، سنحترم نتيجة خيار الشعب الاوكراني». وكان بوتين أكد الاسبوع الماضي أن موسكو «ستأخذ بالاعتبار باحترام» خيار الاوكرانيين مع الامتناع في الوقت نفسه عن التطرق الى شرعية الاقتراع. وتابع لافروف ان «الامر الاهم هو ان تحترم السلطات الحالية المواطنين والشعب وتتيح ايجاد تسوية تاخذ بالاعتبار مصالح كل القوى السياسية». وفي هذا الاطار ندد باستمرار العملية العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق. وقال: «سيكون ذلك خطأ فادحًا» داعيًا مرة جديدة إلى احترام خارطة الطريق التي اعدتها منظمة الامن والتعاون في اوروبا. إلى ذلك، اغلق المطار الرئيسي في دونيتسك شرق اوكرانيا أمس بعد أن تعرض لهجوم من قبل عشرات الانفصاليين المسلحين، حسبما أعلن متحدث باسم المطار. وصرح المتحدث دميترو كوزينوف لوكالة فرانس برس «عند الساعة 03,00، وصلت مجموعة من المسلحين. لم يحصل اطلاق نار لكنهم طالبوا الجنود الذين يحرسون حول المطار بالانسحاب». وقال كوزينوف: إن المطار أوقف العمليات فيه عند الساعة 07,00 (04,00 تغ) ويبدو انه بات تحت سيطرة مسلحين عرفوا عن انفسهم على انهم «ممثلون عن جمهورية دونيتسك الشعبية» التي اعلنت استقلالها عن كييف من جانب واحد. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس ثلاث شاحنات على متنها مسلحين يرتدون زيًا للتمويه وبعضهم يضع شارات القديس جاورجيوس بلونيها البرتقالي والاسود للتعبير عن الولاء لروسيا وهي تمر أمام حاجز للشرطة في طريقها الى المطار. وتلتها سيارتان بزجاج داكن. وأطلق انفصاليون مسلحون في شرق اوكرانيا تمردا مسلحا ضد كييف مطلع ابريل وسيطروا على عشرة مدن وبلدات تقريبًا في دونيتسك ولوغانسك القريبتين من روسيا.
مشاركة :