* أحياناً.. يدور في رأسي أفكار كبيرة مُرتبة في ذهني، أجدها تترى دون استدعاء بمنطقها وبكلمات عظيمة وكأنها خطاب ضافٍ أو مدخل لمحاضرة عظيمة أشعر أنها مُعدة للإلقاء أمام محفل سياسي كبير.* تأتي هذه الأفكار بمنطق وسلاسة، فكرة بعد أخرى، وتتناول موضوعات حيوية تتعلق بالمجتمع وقضاياه الحساسة..*وما أن أنهض كي أُحضر ورقة وقلماً لتدوين هذه الأفكار الجبارة التي كانت تدور داخل جمجمتي أجدها تتبخر.. ولا أجد منها شيئاً..*يقف القلم حائراً أمام جفاف الأفكار، وتُخرج لي الورقة البيضاء لسانها وكأنها تقول لي مستعيرة كلمات الممثل العبقري الإيطالي/المصري الهوى: « نشنت يا فالح«!!*أطوي الورقة.. وأرمي بالقلم.. وأسمع عقلي يخاطبني بفلسفة مُحاضر سعودي يقف حائراً أمام إجابة سؤال وجهه أحد الحاضرين، فلا يجد مخرجاً إلا أن يقول، متصنعاً العلم: ليس كُل ما يُعرف يُقال..*وأعود لمخاطبة عقلي قائلاًّ: أيها العقل الذي أشك في كثير من الأحيان أنك موجود.. أفق، استيقظ من الوهم الذي تعيشه، وعش حقيقتك المرة.. إن ما يدور داخل الجمجمة التي تسكنها ليس إلا خواء أحوى لا يستند إلا على أفكار سقيمة لا تستقيم مع الواقع حولك..* لو كنتَ تُفكر حقاً لساعدتني على استفراغ بعض الأفكار التي كانت تدور في رأسي عوضاً عن إحراجي حتى أصبحت مسخرة لقلمي الذي أسمعه يقهقه كلما اقتربت أصابعي منه، وأوراقي البيضاء التي تتطاير بعيداً وكأنني مُصاب بمرض مُعدٍ.* أيها العقل الضامر .. لا معرفة لديك ولا خرابيط، فعش واقعك ، وعد لرشدك، واقذف بالقلم.. ومزق الأوراق .. اعقل وأفق، والحق بغيرك ممن أفاق.#نافذة:اجلد السرج لكي تحمل الحمار على التفكير.مثل عربي