المحبطون المرجفون لا نراهم بوضوح، لكننا نعرفهم بسيماهم وكلامهم وأقوالهم ولحن القول من أفواههم، لا نسمع منهم إلا إحباطاً وترجيفاً وتخويفاً ووضع الناس في حالات من الهلع والشك والقلق والاضطراب، المحبطون المرجفون ينتقدون كل شيء، ولا يرضون بشيء، ويحاولون تدمير كل شيء، وحرق كل شيء، يخوضون في الأخبار السيئة بقصد إيقاع الناس في الاضطراب والإحباط والتخويف واليأس والتوجس والتشتت والريبة، وذلك من خلال نقل الأحداث بصورة مزيفة ملؤها الإثارة والفزع والتخويف حتى يتصور المجتمع أنها القاضية، لقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الإشاعات والأراجيف وإفشاء الأخبار الملفقة الكاذبة، لقد كثر البهت في زمننا هذا حتى زاغت معه الأبصار، وتزلزلت القلوب، وتشتت الأذهان، وأصبح الناس في هرج ومرج، أن المحبطين المرجفين يساهمون بفاعلية في وقف حركة المجتمع نحو التقدم بأن يشغلوه في قضايا صغيرة وهمية وتافهة لا أساس لها فيظل يعيشها المجتمع ويلوكها ويسردها بعفوية، نعم هناك إحباط وإرجاف حاد القصد منه تفتيت عضد المجتمع، وكسر معنوياته وإراداته، ووقف حركته، وفق إشاعات كاذبة من شأنها أن تنشر حالة من الفتنة والاضطراب والبلبلة بين أبناء المجتمع، أن المحبطين المرجفين ما فتؤوا ينشطون لبث الإشاعات والأقاويل والقصص الملفقة الواهية في سبيل تمييع القضايا الهامة وتحطيم معنويات المجتمع وإثارة الشك والريبة، أن المحبطين المرجفين سلوكهم سيء وخطير، أعمالهم هابطة، وخططهم مارقة، يمارسون الكذب ويلقون الكلام على عواهنه دون التثبت من صحته، ولا يألون جهداً في بذل طاقاتهم وتوظيفها لأهدافهم الدونية القاصرة، محاولين بعثرة المجتمع، وتفكيك نسيجه، وفك وحدته، وتشتيت روابطه، وتقطيع أوصاله، أن المحبطين المرجفين شراذم حانقة على الوطن والمجتمع، بل هم خناجر مسمومة تحاول أن تنغرز في الخواصر بلا رحمة أو شفقة، يحاولون أن يثيروا رياح القلاقل والفتن كيفما استطاعوا لتهييج الناس وأحياء الفتن وإثارة الاضطرابات، وإفقاد المجتمع هدؤه وأمنه واستقراره وعطاءه، أن الواجب الديني والوطني والأخلاقي يقتضي منا جميعاً الحذر الشديد من الإشاعات المحبطة التي يروجها المرجفون المحبطون لإضعاف تماسك المجتمع، وقتل معنويات أفراده، وزرع الفوضى في أواسطه، فلا ينبغي علينا أن نصدق كل ما يقال، بل علينا التريث وتفعيل الحكمة والمنطق في كل أمر من أمورنا، ولا نسمح للمحبطين والرجفين الأضرار بنا وببلادنا قيادة وعلماء ومؤسسات، علينا أن نحكم عقولنا قبل الانزلاق فيما لا نحمد عقباه جراء سماعنا لكل ناعق وزاعق ومريض وأجير، وعلينا أيضاً وجوب التصدي لهؤلاء المرجفين المحبطين الذين لا يريدون لنا خيراً، ولا لوطننا الاستقرار ومواصلة التقدم والبناء والتنمية، ولأننا في زمن يحاول المجانين فيه أن يحرقوا الأخضر واليابس معا، علينا وجوب أن نكون سداً منيعاً في وجه هؤلاء البغيضون، وأن نحمي بلدنا بالبندقية والفكر والقلم والبدن معاً.
مشاركة :