انقرة (أ ف ب) - انتخب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الاحد الرئيس رجب طيب اردوغان رئيسا جديدا له، ليعود بذلك الى المنصب الذي شغله لمدة تزيد على عشر سنوات حتى آب/اغسطس 2014، بحسب مسؤولي الحزب. وتولى اردوغان منصبه، وهو المرشح الوحيد له، في المؤتمر الخاص الذي عقده الحزب الحاكم، خلفا لرئيس الوزراء بن علي يلدريم بناء على تغييرات دستورية تمت الموافقة عليها في الاستفتاء الذي جرى في 16 نيسان/ابريل لتوسيع صلاحياته الرئاسية. وأعلن هاياتي يازدجي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، حصول اردوغان على 1414 صوتاً مؤكدا انه سيعود لزعامة الحزب على وقع صيحات الابتهاج من الحاضرين في استاد انقرة. وقال اردوغان في كلمة بعد انتخابه ان المؤتمر الاستثنائي الذي دعي لحضوره 1470 عضوا من الحزب الحاكم، هو "بداية جديدة" لتركيا ومواطنيها. وأضاف "في الاشهر القليلة المقبلة ستكون هذه الفترة الجديدة قفزة بالنسبة لتركيا في جميع المجالات من القتال ضد الارهاب الى الاقتصاد ومن تعزيز الحقوق والحريات الى الاستثمار". وكان اردوغان قطع رسميا علاقته بالحزب الاسلامي المحافظ عندما انتخب رئيسا في آب/اغسطس 2014، وفقا للدستور. لكنه عاد الى صفوف الحزب الذي شارك في تأسيسه في 2001 بفضل مادة اولى في التعديل الدستوري. وقال اثناء مراسم عودته الى الحزب، وقد بدا عليه التأثر، "أعود اليوم الى حزبي، الى منزلي، الى حبي". وستسمح عودة اردوغان الى رئاسة الحزب للرئيس التركي بانهاء الخلافات الداخلية والاعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2019. في غضون ذلك، أعلن محافظ العاصمة ارجان توباجا ان الشرطة قتلت رجلين خلال عملية استهدفت منزلهما في حي اتيمسغوت بأنقرة بعد تبادل لإطلاق النار مع عناصر الأمن. ووقعت عملية المداهمة بعد شهادة أدلى بها اذربيجاني يشتبه بانتمائه إلى تنظيم الدولة الإسلامية أوقفته الشرطة التي تشتبه بأن هذا الاخير كان نقل الرجلين اللذين قتلا الى أنقرة. واوضح توباجا "نعتقد أنهما كانا يخططان لهجوم كان معدا للأيام القليلة المقبلة على الارجح". - "مرحلة جديدة" - عقد مؤتمر الحزب الحاكم تحت شعار "مرحلة جديدة تبدأ: ديموقراطية، تغيير، اصلاح" الذي يوحي بان تعديلات ستجري داخل الحزب وفي الحكومة في لاسابيع والاشهر المقبلة. وذكرت صحيفة "حرييت" ان هذا التعديل يمكن ان يشمل بين ثمانية وعشرة وزراء. عندما تخلى اردوغان عن رئاسة الحزب في 2014، سلم المنصب الى رئيس الوزراء حينذاك احمد داود اوغلو، ثم من بعده الى بن علي يلديريم في 2016. وقال ايكان ارديمير من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية" في واشنطن "باستعادته رئاسة الحزب، سيمتلك اردوغان السلطة الرسمية لتحديد مرشحين للمناصب على لوائح حزب العدالة والتنمية"، مشيرا الى ان اردوغان احتفط بهذا الدور "بشكل شبه رسمي" بعد مغادرته الحزب في 2014. واضاف ارديمير "بينما يعزز صلاحياته داخل حزب العدالة والتنمية، سيزول الهامش الصغير المتبقي للاختلاف داخل الحزب". وتنتقد المعارضة السماح للرئيس بالانضمام الى حزب سياسي، معتبرة انه يمكن ان يؤثر على حياده. ويرد اردوغان بالقول ان مؤسس الجمهورية مصطفى كمال اتاتورك الذي يلقى احتراما كبيرا في تركيا اليوم، كان يقود حزبا عندما كان على رأس البلاد. وهي المرة الأولى التي يتولى فيها رئيس للجمهورية التركية رئاسة حزب في الوقت نفسه منذ انتهاء الولاية الرئاسية لعصمت إينونو، الذراع اليمنى لاتاتورك وخليفته. وكان اردوغان شارك في تأسيس حزب العدالة والتنمية إلى جانب شخصيات محافظة بينها سلفه عبدالله غول، الذي لم ينضم مجددا إلى الحزب بعد توليه رئاسة الجمهورية بين 2007 و2014.لوانا سرميني بوانوكورسي وراضية اكوج © 2017 AFP
مشاركة :