فاجأت إدارة نادي الفتح جماهيرها ومتابعي الكرة السعودية أمس بإعلانها الاستغناء عن خدمات التونسي فتحي الجبال مدرب الفريق الأول لكرة القدم عقب سبعة مواسم رياضية قضاها مع الفريق الأحسائي الكبير قاده فيها للصعود لدوري الأضواء، وتحقيق إنجاز غير مسبوق بالظفر بلقب دوري زين السعودي للمحترفين، وختمها بنيله مع الفريق لقب أول نسخة سعودية لكأس السوبر. وتم الاتفاق بين إدارة الفتح وفتحي الجبال على عدم تجديد العقد للموسم المقبل لقناعة الطرفين بضرورة عدم التجديد في المرحلة المقبلة. ويعتبر الجبال ثاني أكثر المدربين عملا في الدوري السعودي، حيث يعد المدرب السعودي خليل الزياني أكثر المدربين، وأشرف على الاتفاق في 15 موسما. وبدأ فتحي الجبال مشواره مع الفتح في الـ 23 من تشرين الثاني«نوفمبر» 2007 عقب إقالة المدرب البوسني كريسبو وتردي نتائج الفريق في دوري الدرجة الأولى، حيث تسلم مهمة تدريب النادي وهو في مركز متأخر ونجح في تنظيم الصفوف والتقدم إلى المركز الخامس وتصدر الدوري منذ بداية الدور الثاني، لكن الفريق تراجع لعدم وجود البدلاء، وفي السنة الثانية حقق الفتح الصعود للمرة الأولى في تاريخه عقب تحقيقه المركز الثاني، وكذلك التأهل إلى الدور ربع النهائي لمسابقة كأس ولي العهد والخروج من الشباب عقب خسارة بهدف من دون مقابل، وكان قبلها تجاوز الأهلي في دور الـ 16 بنتيجة 2/ 1 وفي الموسم الثالث أطلق على الفتح اسم الحصان الأسود في أول مشاركة له في دوري زين السعودي للمحترفين وحقق المركز الثامن والمشاركة في كأس الملك للأبطال وتأهل إلى نصف النهائي لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد ونجح في التأهل إلى الدور ربع النهائي لمسابقة كأس ولي العهد. في السنة الرابعة نجح الفتح في البقاء وقدم نتائج مميزة في الدور الثاني، وفي السنة الماضية حقق لقب الدوري وكأس السوبر وتأهل لدوري أبطال آسيا لأول مرة، وكان أحد أهم الفرق السعودية، إلا أن أداء الفريق في الموسم الحالي تراجع وتدهورت نتائجه بشكل لافت، وجاءت المشاركة الأولى للفريق في دوري أبطال آسيا مخيبة لآمال جماهيره بعدما ودع البطولة من الدور الأول ولم يحصد سوى نقطتين جراء التعادل مع بونيودكور الأوزبكي، والجيش القطري على ملعبه. وعمل فتحي الجبال في عدد من الأندية وكانت بداية مشواره التدريبي مع الإفريقي التونسي في الفئات السنية لمدة ستة أعوام، ومن ثم تم اختياره مدربا للمنتخب التونسي، بعدها وصلته عروض خارجية للتدريب في السعودية وكانت البداية في فريق سدوس، مرورا بالنجمة، الحزم، نجران، وهجر، وفي عام 2004 عمل مساعدا للعجلاني في تدريب نادي الهلال. من جانبه، وجَّه عبد العزيز العفالق رئيس نادي الفتح شكره وتقديره للجبال على الجهود التي بذلها مع الفريق الكروي الأول طيلة الفترة الماضية، حيث شكَّل إحدى ركائز النجاح لفريق الفتح على مدار السنوات السبع الماضية، وقال "تمكن خلالها من تحقيق الحلم لفريق الفتح بالصعود للدوري الممتاز ومعانقة الذهب في مناسبتين رسميتين". وأكد العفالق أن النتائج الماضية التي حققت في الموسم الرياضي المنصرم لم تتسبب في إنهاء العلاقة بل جاءت برغبة من الطرفين بعدم التجديد، وقال "أكدت لجنة كرة القدم أن إنهاء العقد لا يعني إنهاء العلاقة الوطيدة التي تجمعها بالجبال، هي مستمرة كون الجبال يمثل أحد أفراد الأسرة الفتحاوية". وكان الجبال «صانع الأمجاد» قد عد نفسه عبر «الاقتصادية» ابن من أبناء النادي منذ سبعة أعوام، وأنه أصبح أحد أفراد عائلة الفتح والعلاقة بينه وبين مسؤولي النادي علاقة وثيقة ولا يربط بينهما عقد مكتوب، بل تربطه بهم كلمة شرف.
مشاركة :