في البقاء في اسر سعر النفط والغاز يكمن الفشل الأكبر للنظام الايراني. هذا الفشل جعل الايرانيين، باكثريتهم، يراهنون مرّة أخرى على فاشل اسمه حسن روحاني عاجز عن الذهاب في أي رحلة حقيقية الى دول الجوار والعالم، رحلة تصبّ في البحث عن المصالح المشتركة وفي كيفية تغيير السلوك الايراني القائم على العدوانية والتوسّع. بعد نحو أربعة عقود على قلب شاه ايران، لم يتحقّق شيء مما وعد به مؤسس "الجمهورية الإسلامية" آيه الله الخميني. لم تستطع ايران تنويع اقتصادها. لم تستغن عن تصدير النفط والغاز على الرغم من كلّ الثروات الكبيرة التي تمتلكها. هذا كلّ ما في الامر. على الرغم من ذلك، لم يجد الايرانيون امامهم سوى التصويت لروحاني وذلك في وقت كان عليهم الاختيار بين السيئ والاسوأ. لن يحصل التغيير الكبير في ايران سوى بعد موت خامنئي. متى يحصل ذلك؟ العلم عند الله، عز وجل، وليس عند احد غيره. في الانتظار، ليس في الإمكان الّا ملاحظة ان العوامل التي كانت في أساس الدور الايراني في المنطقة تراجعت، اقلّه لسببين. الاوّل وجود وعي عربي عميق لمدى خطورة المشروع التوسّعي لـ"الجمهورية الإسلامية" والآخر ان رجال الإدارة الاميركية الجديدة، بغض النظر عن المشاكل الكبيرة التي يعاني منها دونالد ترامب، يدركون ان عملية لعب الورقة الايرانية استنفدت الغرض المطلوب وانّه آن أوان الجدّ... وليس تبادل النكات والابتسامات. هناك ادراك أميركي للتحوّل الإقليمي الذي نتج عن الخلل الكبير في التوازن الذي حصل بمجرّد تسليم إدارة جورج بوش الابن العراق على صحن من فضّة الى ايران في العام 2003. هذا هو جديد المنطقة وهذا ساهم في جعل الايرانيين يراهنون مرّة أخرى على روحاني كبديل مؤقت في منطقة تبدو مقبلة على تطورات كبيرة. لم يعد العرب يعتمدون الصمت في وجه التهديدات الايرانية ومن الواضح انّهم غير مستعدين للسقوط في فخّ المزايدات الذي صبته لهم ايران عندما خطفت القضية الفلسطينية وضحكت على الفلسطينيين واقنعتهم بان العمليات الانتحارية تستطيع ان تأتي لهم بدولة. عاد روحاني او لم يعد. يظلّ السؤال في النهاية متى تعود ايران التي اعادت انتخاب رئيس فاشل لا لشيء سوى لانّه يمكن ان يكون بديلا من خامنئي في مرحلة معيّنة لا اكثر ولا اقلّ. خيرالله خيرالله
مشاركة :