صحيفة وصف : لم يكن فراق الشهيد العريف عزيز العسيري؛ بالأمر العادي على زملائه من كتيبة المدفعية باللواء الثامن عشر، الذين شاركوا في الصلاة عليه وحمل جثمانه إلى مقبرة قريته قرن الماء. وعند وصولهم إلى القبر المُعد لاحتضان جسد العسيري؛ حالوا دون إدخال أحد غيرهم لجثمان رفيق دربهم ليتسابقوا إلى النزول داخل القبر، والقيام بإكمال عملية الدفن، إلا أن الوضع كان مؤلماً ومحزناً للغاية عندما أجهش الجميع بالبكاء على زميلهم؛ لتغرق دموعهم قبره، ويقوم رئيس كتيبة المدفعية رئيس الرقباء جابر بن هويج اليامي؛ باحتضانهم واحداً تلو الآخر وإبعادهم عن القبر، قبل أن يبكي هو الآخر. وفور إنهاء عملية الدفن وقف الجميع في حالة صمت استمرت دقائق يدعون الله، أن يرحم مَن قَدِم إليه وأن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة. وخصّ اليامي الشهيد “بعبارات” مُبكية، ورفض الجميع تناول أيّ طعام قائلين: “أتينا من خنادقنا ومواقعنا لوداع زميلنا والمشاركة في دفنه وتقديم واجب العزاء، ومواقعنا تنتظرنا ولسان حالنا وزيّنا الرسمي تؤكّد ما نقول “لترتفع أكف الجميع مجدّداً بأن يحفظهم الله ويسدّد رميهم”. 1 2 (0)
مشاركة :