«قد أموت ولا أرى تحرير فلسطين، ولكن أبنائي أو أحفادي حتمًا سيرون تحريرها، وعندها سيعرفون بقيمة ما قدمته لهذة الأرض الطيبة ولهذا الشعب الصلب»، بهذه الكلمات اختتم المقاتل الإيطالي، فرانكو فونتانا، حياته عندما توفي سنة 2015 وطالب بدفنُه في فلسطين، أو أحد المخيمات الفلسطينية. عُرف المُقاتل الإيطالي باسم «جوزيف إبراهيم»، مُنذ جاء من بلاده وقرر المشاركة في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، فهو ينحدر من بولونيا الإيطالية، وانضم لصفوف المقاومة الفلسطينية في مخيمات لبنان في سبعينيات القرن الماضي، وانتمى جوزيف الذي اعتنق الإسلام لاحقا إلى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وكان متخصصا في قصف «الكاتيوشا»، قاذفة الصواريخ المُتعددة. وبعد مشوار طويل من النضال، تحديدًا في 2015، شيعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، «جوزيف»، وفقًا لموقع فلسطيني محلى، كان يقول: «الشهيد المناضل، فرانكو فونتانا – جوزيف، بموكب مهيب تقدمه نجلا الشهيد اللذين قدما من ايطاليا: لاورا وماسيمو فونتانا، إضافة إلى قادة وممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وعدد من اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادة الجبهة الديمقراطية في لبنان وعدد من رفاق الشهيد الذين عايشوه ورافقوا مسيرته النضالية وحشد من أبناء مخيمات بيروت». وأضاف: «اصطفت حشود الجماهير عند مدخل مخيم شاتيلا لاستقبال الجثمان الذي لف بإعلام فلسطين وإيطاليا وعلم الجبهة الديمقراطية وحمل على أكتاف رفاق الشهيد في القوات المسلحة الثورية، كما تقدم المسيرة أيضا كشافة اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، وبعد أن توقف النعش أمام المكتب الرئيسي للجبهة في المخيم حيث كان الجميع بالانتظار، سار الموكب باتجاه مقبرة الشهداء في مسيرة اخترقت شوارع المخيم وأزقته الداخلية يتقدمها الفرق الكشفية وإعلام فلسطين ولبنان ورايات الجبهة الديمقراطية وصورة كبيرة للأمين العام نايف حواتمة». كان المقاتلون العابرون للقارات، مؤمنين بالقضية، حيث يشهد على نضالهم، جبانة «شاتيلا» التى ضمّت شهداء أجانب راحوا من أجل القضية الفلسطينية، وهي الأرض التى دُفن فيها «جوزيف» أيضًا، وكان اسمُه حينها «الرفيق جوزيف- فرانكو فونتانا».
مشاركة :