تل أبيب - أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عند وصوله الاثنين إلى إسرائيل اقتناعه بوجود "فرصة نادرة" لتحقيق السلام في المنطقة. وقال ترامب في تصريحات عند وصوله إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب، "في رحلتي الأولى إلى الخارج كرئيس، جئت إلى هذه الأرض المقدسة والقديمة لإعادة التأكيد على الروابط الصلبة بين الولايات المتحدة ودولة إسرائيل". وأضاف "أمامنا فرصة نادرة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لهذه المنطقة وشعبها، وهزم الإرهاب وخلق مستقبل من الانسجام والازدهار والسلام. ولكن لا يمكننا الوصول إلى هناك سوى بالعمل معا. لا توجد أي طريقة أخرى". وسيجري ترامب محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت لاحق الاثنين. وسيتوجه الثلاثاء إلى الضفة الغربية المحتلة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس". وعلى متن طائرة "اير فورس وان" الرئاسية بعد وقت قليل من هبوطها في مطار تل أبيب، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن الزيارة تشكل "فرصة" لدفع محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وبحسب تيلرسون، فإن الرئيس "قال انه مستعد لبذل جهود شخصية بهذا الصدد في حال كان الإسرائيليون والقيادة الفلسطينية على استعداد لان يكونوا جادين في المشاركة أيضا". وأشار الوزير الأميركي إلى أن ثقة الإدارة الأميركية بإمكانية إعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة، تنبع من "البيئة والظروف في المنطقة بأكملها، وهذا ما يحاول الرئيس تسليط الضوء عليه خلال هذه الزيارة". وتابع إن "الدول العربية وإسرائيل والولايات المتحدة، نحن جميعا نواجه تهديدا مشتركا صعود تنظيم الدولة الإسلامية والمنظمات الإرهابية"، مضيفا "اعتقد بأن هذا يخلق دينامية مختلفة". وتسعى إدارة ترامب التي تبحث عن سبل لإحياء جهود عملية السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين، إلى دفع الجانبين إلى اتخاذ تدابير تساعد على بناء جو من الثقة لاستئناف مفاوضات السلام. وسيزور ترامب بعد ظهر الاثنين في القدس كنيسة القيامة التي تعد من أقدس المواقع في المسيحية، ثم سيتوجه بعدها على بعد مئات الأمتار في البلدة القديمة لزيارة حائط المبكى الذي يسميه المسلمون البراق ويقع أسفل باحة الأقصى. ويعتبره اليهود آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم. وسيصبح ترامب أول رئيس أميركي يزور حائط المبكى خلال وجوده في السلطة. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في 1967 وضمتها في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وتعتبر الدولة العبرية "القدس الموحدة" عاصمتها "الأبدية"، لكن الفلسطينيين يريدون أن يكون الشطر الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم المنشودة. والثلاثاء، يزور ترامب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة لإجراء محادثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس. ثم يعود إلى القدس لزيارة نصب ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم)، و"متحف إسرائيل" حيث سيلقي خطابا. وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالمدينة "عاصمة موحدة لدولة إسرائيل". لكن يبدو انه تراجع عن موقفه حول نقل السفارة، بعد تحذيرات من عواقب مثل هذا القرار على استقرار المنطقة. وسجل ترامب تمايزا جديدا في السياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط بعدما أكد خلال استقباله نتانياهو في شباط/فبراير الماضي، أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الأساسي للأسرة الدولية لحل الصراع. وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأميركية في نيسان/أبريل 2014.
مشاركة :