"نيارة 2" تجليات بمثابة المنجز التشكيلي متعدد الممارسات الفنية

  • 5/22/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

للأمكنة عطورها الباذخة وذاكرتها المثلى ولذلك فالمكان مكانة. وللكائن أن يفتح كلمات وطقوس الوصل مع المكان باعتباره حاضن حياة وألوان وينابيع. والفنان هذا المسافر في الخيال والتخييل بوسعه المثول أمام هكذا حلم نحتا للذات وتثمينا للعلو ومن هنا كانت الفكرة. بني خلاد مجال شاسع للقول بالتذكر والحلم والخيال، وهو كمكان يمنح الناس شيئا من حالات الوجد والنشيد المبثوث في التواريخ والذاكرة من ألق وتجليات في المظهر والسلوك والقيم والعلاقات وبالنهاية في موروث ثري فمن يقتحم عوالمه. فعلا كانت المبادرة وكان الاقتحام الجريء من قبل فنانة تشكيلية حالمة هي يسر محمود شاشية التي قضت السنوات وهي تحلم بعناق ثقافي فني ابداعي تجاه المكان. بني خلاد مسقط الرأس وحاضن الطفولة وحكايات الجدة. وفي المكان حكايات جمة، لذلك كان لا بد من زيارة الحفل والنيارة.. نيارة .. نعم مشروع تحقق والآن في جولته الثانية. تقول يسر عن نيارة: "مشروع تظاهرة نيارة قمنا بها تحت راية جمعية صيانة مدينة بني خلاد وهي جمعية تهتم بالتراث المحلي وإحيائه وصيانة الموروث المعماري والثقافي المتنوع. وباعتبار ان التراث مثله كمثل جبل الجليد, بعضه ظاهر يطفو علي السطح, وجله كامن (كالايسبارق) وباعتبار ان الذات المبدعة للفنان الأصيل, سواء كان تشكيليا أو أدبيا أو موسيقياً, عليها أن تحرص على ما هو (كامن) ولا تكتفي بمظاهر الأمور وقشورها. ولذلك يتعين على الفنان أن يغوص حتي يصل إلى مكامن الموروث الأصيل من التراث ويستجلي مقوماته ويقف على أسسه وتقنياته وقيمه. قمنا ببادرة تنظيم يوم للاستكشافات الفوتوغرافية تقوم على أساس محاولة تدوين وتفعيل المقومات التراثية والتاريخية للمدينة واتجه تفكيري إلى توظيف اختصاصي كممارسة وكباحثة في ميدان الفنون التشكيلية باعتماد شتي التعابير الفرجوية باعتبارها أداة فعالة في تدوين التراث المحلي واثارة الانتباه له وتثمينه، وفي صياغة هذه الفكرة, استفدت من تجارب عملت عليها في صلب جمعية تانيت للفنون بسوسة والتي كنت عضوا مؤسسا لها. ومن ناحية أخري جاء كردة فعل استشرافية ولدتها معاينة ميدانية لواقع بلدتنا. اذ لاحظت انها بصدد فقدان العديد من خصوصياتها التراثية. ثلة من الفنانين التشكيليين. قد أرفقت بنصوص إنشائية لأعمالهم كمن نار ومن تراب للفنان بشير قرشان ومنها ملكوت للفنان خالد عبد ربه ومنها البيئة الولادة تتجلى لفاتن بكار. اذ افتتحت التظاهرة بعمل ما قريت شيء وهو من ناحية عبارة عن إثارة مباشرة لأصل الخرجة الشبابية التي كانت وبقيت مدة طويلة تقام في بني خلاد لفك بعض من رموزها وايحاءاتها والتي في جلها تستنهض الهمم وتدعو إلى الفعل والتعاون البناء والانفتاح على الآخرين لتجعل من العمل عبادة حيث ترددت علي المسامع كلمات تشحن الهمم على الفعل والانجاز «ونتوما آش عملتو» اللي يرقد يموت وما يصليوش عليه أو قصة تعاون الاخوة علي درء المخاطر المحدقة بالعائلة قرب الغابة. أما العمل الثاني وهو بعنوان "من نار ومن تراب" فكان عبارة عن اثارة للذاكرة الدينية فتسبيحات بشير قرشان أثارت الفضول والدهشة وردود الفعل الإيجابية والسلبية، أما في ما يخص حركة الهابنينق التي أخذت عنوان الدخلة وهو عمل تفاعل مع الظروف الآنية في إنجازه ولقد حمل العمل هذه التسمية على اعتبارات متعددة فهي تحمل رمزية فتح الفضاء بالطرق على الأبواب من جهة ولما تحمله هذه التسمية من تحديد جغرافي للمنطقة وبما تتصف به البلدة حسب ما توارثته آذاننا بكونها "تاج الدخلة بني خلاد" أو بما توفره من إيحاء وإحياء للذاكرة الشعبية لعادة زيارة العروس لأولياء منطقتها.

مشاركة :