اشتعل الصراع على لقب دوري ڤيڤا لكرة القدم، بفوز القادسية على الكويت بثلاثة أهداف لهدف في الجولة الـ29، لتفرض الحسابات نفسها بقوة على الجولة الأخيرة التي ستقام بعد غد الخميس، بعد أن استرد الأصفر القمة مؤقتاً. ورغم عودة القمة إلى القادسية، فإن حكم المحكمة الإدارية جعل فرصة الكويت، بعد أن أصبحت استعادته لنقاط مباراة العربي الثلاث مسألة وقت، أكبر من منافسه. ويحتاج القادسية للفوز باللقب إلى تخطي عقبة خيطان، وخسارة أو تعادل الكويت مع السالمية، في حين أن فوز الأبيض يعني تتويجه باللقب بغض النظر عن نتائج الآخرين. أما النصر فقد حقق إنجازا بكل المقاييس، فالفريق الوليد الذي بناه جهاز الكرة برئاسة خالد الشريدة والمدرب ظاهر العدواني منذ ثلاث مواسم فقط بالاعتماد على أبناء النادي من المراحل السنية المختلفة، نجح في تحقيق المركز الثالث والظفر بمكافأة اتحاد الكرة البالغة 50 ألف دينار، ويكفي العنابي فخرا أنه أول فريق يسجل 8 أهداف في مرمى العربي في موسم واحد، ويفوز عليه برباعية نظيفة ثم برباعية مقابل هدف. اللافت للنظر في هذه الجولة تخلي الفرق العشرة الأخرى عن حذرها، حيث لعبت بأسلوب هجومي، لذلك كان من البديهي أن تشهد الجولة إحراز 35 هدفا، لتصبح أكثر جولات البطولة تهديفا. فوز مستحق ومن المؤكد أن الفوز الذي حققه القادسية جاء عن جدارة واستحقاق شديدين، لأنه كان الفريق الأفضل طوال المباراة بعد أن وضع اللاعبون في اعتبارهم ضرورة تحقيق الفوز بعيدا عن حكم المحكمة الإدارية، حيث اعتبروا المباراة فرصة رائعة لرد الدين للكويت الذي تفوق عليهم في جميع البطولات في الموسم الجاري، حيث خسر الأصفر على يد الأبيض كأسي السوبر وسمو ولي العهد، إلى جانب الخسارة أمامه في كأس سمو الأمير في الدور نصف النهائي. وظهر أكثر من لاعب بمستوى رائع في القادسية، ونجحوا في قيادة زملائهم لتحقيق فوز ثمين، وفي مقدمتهم الثلاثي بدر المطوع وصالح الشيخ ورضا هاني، ليس لأنهم أحرزوا الأهداف الثلاثة، ولكن لأنهم صالوا وجالوا في كل أرجاء الملعب دون كلل أو ملل، لا سيما تسجيل الهدف الذي شهد تمريرة من المطوع للشيخ الذي هيأها لهاني ليسدد الأخير في الشباك. وما يحسب للقادسية في الموسم الحالي منافسته على لقب الدوري في ظل غياب الرباعي فهد الأنصاري وأحمد الظفيري وسلطان العنزي والغاني رشيد سوماليا الذين احترفوا خارج الكويت، وهم من الأعمدة الرئيسية للفريق. ولا يمكن بالطبع إغفال المجهود الذي يبذله أعضاء الجهازين الفني والإداري للقادسية، وكذلك الطبي الذي يعمل ليل نهار من أجل تجهيز المصابين. تراجع غير مبرر أما الكويت فقد شهد مستواه تراجعا غير مبرر في اللقاء، على الرغم من أنه الطرف الأقوى نظريا، وقد تكون إصابة اللاعبين بالتشبع بعد تحقيق ثلاثة ألقاب وإصابة الفريق بنوع من التعالي على الكرة والمنافس من بين أسباب الهزيمة. وهناك لاعبان فقط ظهرا بمستوى جيد، وهما الايفواري جمعة سعيد والسيراليوني محمد كمارا، في حين أرهق الجهاز الفني بقيادة محمد عبدالله، كمارا بشكل لافت للنظر، حينما طالبه بالتراجع للخلف للعب دور الليبرو خلال الهجمات التي شنها الفريق. ومن المؤكد أن الجهاز الفني للكويت في حاجة إلى ترتيب أوراقه قبل الجولة الأخيرة، حتى لا يبكي على اللبن المسكوب بخسارة اللقب، وذهاب حلم الرباعية أدراج الرياح. إنجاز عنابي بدورهم سجل لاعبو النصر أسماءهم بأحرف من نور في سجلات اتحاد الكرة بعد تحقيق المركز الثالث والتغلب على العربي في المباراتين وتقديم مستوى رائع طوال الموسم بقيادة اللاعب المبدع مشعل فواز الذي ينتظره مستقبل رائع في عالم الساحرة المستديرة. والسؤال الذي يفرض نفسه في الوقت الراهن، هل سيستمر النصر في الصعود إلى أن يصل إلى منصات التتويج في الموسم المقبل؟ الإجابة بالطبع تبقى عند الإدارة وجهاز الكرة والجهازين الفني والإداري واللاعبين! هزيمة مذلة لا يمكن وصف وضع العربي إلا بـ"المؤسف"، فالموسم الجاري يتمنى الجميع أن يكون للنسيان فقط، فالأخضر واصل السقوط بعد هزيمة مذلة هي الثانية له على يد النصر الذي يضم بين صفوفه لاعبين من أصحاب الأعمار السنية الصغيرة. الخسارة واردة وبقوة، لكن أن تأتي مرتين بالأربعة، فهذا الأمر لم يكن في الحسبان بالتأكيد. نتائج مفاجئة أما بقية مباريات الجولة فقد شهدت نتائج مفاجئة متمثلة في فوز كاظمة على التضامن 5-3، والمفاجأة هنا ليست في الفوز بل في عدد الأهداف، كما فاز اليرموك على السالمية 3-2، وتعادل الجهراء مع برقان 2-2. لقطات * حرص فهد الأنصاري وسلطان العنزي على التواجد في مقصورة استاد الكويت، لدعم لاعبي القادسية. ووثق الأنصاري الفوز بكاميرا هاتفه النقال. * خصص نادي الكويت لجماهيره مدرجات الهلالي كاملة، في حين حضرت جماهير القادسية بكثافة، لدعم ومساندة اللاعبين في اللقاء على يسار المقصورة ويمينها. * من المقرر أن ترفع لجنة المسابقات تقريرا حول المشادات التي شهدتها نهاية مباراة القادسية والعربي إلى لجنة الانضباط، لاتخاذ العقوبات المناسبة بحق المتسببين فيها. * قرر رئيس مجلس إدارة نادي النصر فلاح غانم، تقديم المكافأة التي سيحصل عليها النادي من اتحاد الكرة، والبالغة 50 ألف دينار، للاعبين وأعضاء الجهازين الفني والإداري. * حالة من الصمت التام فرضت نفسها داخل غرفة خلع ملابس فريق العربي، بعد الخسارة على يد النصر 4-1، لاسيما أنها الثانية هذا الموسم. * اجتاحت حالة من الغضب مسؤولي التضامن، بعد الخسارة الثقيلة على يد كاظمة بخمسة أهداف لثلاثة. * حرص مدرب برقان الجديد محمد دهيليس على مشاهدة مباراة فريقه مع الجهراء من المدرجات. أرقام • شهدت الجولة الـ 29 إحراز 35 هدفا، بمعدل تهديفي بلغ 5 أهداف في المباراة الواحدة، وهو المعدل الأكبر في الموسم الجاري. • انتهت 5 مباريات بالفوز، فيما انتهت مباراتان بالتعادل، كانتا بين الجهراء وبرقان (2-2)، والساحل مع الشباب (3-3). • أشهر الحكام بطاقتين حمراوين للاعبين في هذه الجولة، بطرد لاعب العربي محمد البذالي، ولاعب القادسية سعود المجمد، والطرد الأخير جاء عقب انتهاء المباراة. • الهزيمة أمام القادسية تعد الأولى للكويت بالموسم الجاري، وجاءت ثقيلة بثلاثية. • أحرز محترف كاظمة البرازيلي باتريك فابيانو 3 أهداف في شباك التضامن، محققا لقب "هاتريك"، وهو الأول له في هذا الموسم. • تصدر باتريك بيانو قمة هدافي البطولة، بعد أن رفع رصيده إلى 17 هدفا، واقترب بقوة من حسم اللقب لمصلحته. وجاء البرازيلي داسيلفا (القادسية) ونايف زويد (السالمية) في المركز الثاني، ولكل منهما 14 هدفا، وحلَّ مشعل فواز (النصر) في المركز الثالث بـ12 هدفا، وتبعه يعقوب الطراروة (التضامن) بالمركز الرابع بـ 11 هدفا.