أكدت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية أنهما اتفقتا على إرساء شراكة استراتيجية جديدة ورؤية استراتيجية مشتركة تحقق مصلحة البلدين وترسم مسارا مجددا نحو شرق أوسط ينعم بالسلام، كما أعربا عن رغبتهما في مواجهة تهديدات مصالح أمنهما المشتركة، وعزمهما على العمل على مبادرات جديدة لمواجهة خطاب التطرف العنيف، وتعطيل تمويل الإرهاب، وتعزيز التعاون الدفاعي. وأكد البلدان، في بيان مشترك صادر عن القمة السعودية الأمريكية التي عقدت بالرياض أول أمس السبت ، عزمهما على القضاء على تنظيمي الدولة و القاعدة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية ومحاربة الإرهاب بكل الأدوات، ووقوفهما معا لمواجهة الأعداء المشتركين وتعميق الروابط القائمة بينهما ورسم مسار للسلام والازدهار للجميع. وأوضح البيان أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشادا بما أسهمت به زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة خلال الفترة من 20 إلى 22 مايو الجاري في تعزيز العلاقات بين البلدين لتحقيق المزيد من الاستقرار والأمن والازدهار، حيث اتفق قائدا البلدين على إرساء شراكة استراتيجية جديدة للقرن الـ 21 بما يحقق مصلحة البلدين، من خلال الإعلان الرسمي عن الرؤية الاستراتيجية المشتركة التي ترسم مسارا مجددا نحو شرق أوسط ينعم بالسلام حيث التنمية الاقتصادية والتجارة والدبلوماسية سمات العمل الإقليمي والدولي. وأشار إلى أنهما أعلنا خطتهما لتشكيل مجموعة استراتيجية تشاورية مشتركة تجتمع مرة واحدة على الأقل سنويا بالتناوب بين البلدين لمراجعة مجالات التعاون.. معبرين عن رغبتهما في مواجهة تهديدات مصالح أمنهما المشتركة، وعزمهما على العمل على مبادرات جديدة لمواجهة خطاب التطرف العنيف، وتعطيل تمويل الإرهاب، وتعزيز التعاون الدفاعي. كما أعرب الجانبان عن رغبتهما في توسيع التعاون، وعن أملهما في أن تقوم الحكومات المسؤولة التي ترغب في الالتزام بالسلام بالبناء على هذه الجهود تحقيقا لهذا الأهداف، متوقعين أن تجد هذه الدعوة صدى لدى عدد متزايد من الشركاء الإقليميين للاصطفاف ضد من ينتهجون التطرف العنيف ويهددون السلام في الشرق الأوسط، والتصدي لعدوانهم، وزرع بذور السلام. ونوه البلدان بأن إيجاد هيكل أمني إقليمي موحد وقوي أمر بالغ الضرورة لتعاونهما حيث تنوي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية توسيع رقعة عملهما مع بلدان أخرى في المنطقة خلال الأعوام القادمة لتحديد مجالات جديدة للتعاون. ورحب البلدان بما تحقق خلال هذه الزيارة من توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستعود بالخير والنماء على شعبي البلدين، وعلى مستقبل الأجيال القادمة بالنفع والفائدة، وعلى المنطقة بالأمن والاستقرار.. منوهين بما وصل إليه حجم التبادل التجاري المتنامي بينهما، والاستثمارات المشتركة في المشاريع الاقتصادية والبنية التحتية، وتقديم التسهيلات والحوافز من مستوى متقدم. وأعرب خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي، وفقا للبيان المشترك، عن ثقتهما بما ستحققه الشراكة الاستراتيجية والتعاون الاقتصادي والاستثماري من توليد للعديد من الوظائف النوعية في كلا البلدين.. مؤكدين أهمية الاستثمار في مجال الطاقة من قبل الشركات في البلدين، وأهمية تنسيق السياسات التي تضمن استقرار الأسواق ووفرة الإمدادات. وذكر البيان أن خادم الحرمين الشريفين وترامب بحثا التعاون الوثيق القائم بين البلدين لضمان المحافظة على الأمن البحري بما في ذلك حماية سلامة الملاحة في الممرات المائية الدولية المهمة وخاصة باب المندب ومضيق هرمز.. مؤكدين عزمهما على القضاء على تنظيمي الدولة و القاعدة، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، ومحاربة الإرهاب بكل الأدوات، والتزام بلديهما بالتصدي بقوة لمحاولات التنظيمات الإرهابية لإضفاء شرعية زائفة على إجرامها، والتصدي لجذور الفكر الإرهابي. وجدد البلدان التزامهما بالتعاون الأمني الواسع وتبادل المعلومات بما يخدم مصالحهما ويحفظ أمنهما، ويحد من تدفق المقاتلين الأجانب، ويقطع إمدادات التمويل عن التنظيمات الإرهابية.. منوهين بما حققته السعودية في الكشف عن (276) عملية إرهابية وإحباطها قبل تنفيذها، بما في ذلك عمليات كانت موجهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية ودول صديقة. وذكر البيان المشترك للقمة السعودية الأمريكية أن ترامب أشاد بجهود المملكة في التصدي لمحاولات استهدافهما من قبل التنظيمات الإرهابية.. مشيرا إلى المحاولات الفاشلة لهذه التنظيمات لإحداث شرخ في العلاقات بين الرياض وواشنطن لاسيما وأن السعودية كانت من أولى الدول التي عانت من الإرهاب حيث تعرضت منذ عام 1992 إلى أكثر من (100) عملية إرهابية. كما عبر قائدا البلدين، وفقا للبيان، عن عزمهما على وحدة وتكامل الجهود بين التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة المملكة العربية السعودية من جهة، وبين التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي تقوده المملكة العربية السعودية من جهة أخرى، كما اتفقا على ضرورة احتواء تدخلات إيران في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإشعالها للفتن الطائفية، ودعمها للإرهاب والوسطاء المسلحين، وما تقوم به من جهود لزعزعة استقرار دول المنطقة. وشددا أيضا على أن التدخلات الإيرانية تشكل خطرا على أمن المنطقة والعالم، وأن الاتفاق النووي المبرم مع إيران يحتاج إلى إعادة نظر في بعض بنوده، وأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية لا يشكل تهديدا على دول الجوار فحسب؛ بل يشكل تهديدا مباشرا لأمن جميع دول المنطقة والأمن الدولي. وبشأن القضية الفلسطينية، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ودونالد ترامب أهمية الوصول إلى سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتعهدا ببذل كل ما في وسعهما لتشجيع إيجاد مناخ يساعد على تحقيق السلام. وبخصوص الملف اليمني، أكد الجانبان ضرورة العمل على حل الأزمة اليمنية. وفيما يخص الأزمة في سوريا، أكدت المملكة العربية السعودية دعمها للقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي بإطلاق صواريخ على قاعدة /الشعيرات/ التي شن النظام السوري هجومه الكيميائي منها على منطقة /خان شيخون/، وعبر الجانبان عن أهمية التزام النظام السوري بالاتفاقية التي أبرمها عام 2013 مع المجتمع الدولي بالتخلص من جميع الأسلحة الكيميائية في البلاد، مشددين على أهمية الوصول إلى حل دائم للصراع في سوريا على أساس إعلان جنيف، وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، للحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها ولتكون دولة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري وخالية من التفرقة الطائفية. كما أبدى قائدا البلدين دعمهما لجهود الحكومة العراقية للقضاء على تنظيم الدولة، وتوحيد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب الذي يمثل تهديدا لكل العراقيين، والحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه، وأهمية وقف التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي للعراق. وفي الشأن اللبناني، أكد الجانبان أهمية دعم الدولة اللبنانية لبسط سيادتها على جميع أراضيها، ونزع سلاح التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله، وجعل كافة الأسلحة تحت الإشراف الشرعي للجيش اللبناني. م . م;
مشاركة :