فيما طمأنت وزارة الكهرباء أن الاستهلاك الأعلى المتوقع في صيف 2017 يصل إلى 14.4 ميغاواط، فيما الانتاج يصل 16.7 ميغاواط، دعا المشاركون في ندوة «حملة العاصمة خضراء»، إلى تكثيف الدعم للمساعي الرامية الى تحقيق الترشيد الأمثل للكهرباء والماء، مشيرين الى حجم الدعم الذي تقدمه الدولة للمستفيدين من خدمات وزارة الكهرباء والماء.وعقدت الندوة بديوان الغيث بمنطقة كيفان مساء أول من أمس، تحت رعاية محافظ العاصمة ثابت المهنا، وبحضور وكيل وزارة الكهرباء والماء محمد بوشهري.وقال المهنا «كلنا مسؤولون افرادا وجماعات عن حماية الطاقة الكهربائية والمائية كنعمة وهبها الله تعالى لاستمرار الحياة، ولا شك ان الكويت شجعت ومازالت تشجع وتساهم في دعم الوسائل الموازية لخفض معدلات الاستهلاك وتقديم الامكانات اللازمة لذلك، والسعي الى نشر ثقافة توعوية اعلامية للاستخدامات المثلى للكهرباء والماء، ويظهر ذلك جليا في تقديم العديد من الاعلانات المتنوعة في كافة وسائل الاعلام».بدوره، قال بوشهري ان «تشغيل (سويتش) الكهرباء أو صنبور المياه داخل المنازل، تلك العمليتين اللتين تتمان بسهولة ويسر داخل المنزل، تسبقهما جهود جبارة من قبل العاملين في الوزارة، بالإضافة إلى الدعم المادي الهائل من قبل الدولة لتوفير خدمتي الكهرباء والماء».وأوضح أن إنتاج المياه يمر بأكثر من مرحلة، الأولى تقطير المياه في المحطات ثم إلى مرحلة الخلط بالمياه الصليبية، حتى تصل إلى مرحلة المياه الصالحة للشرب، وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، مشددا على «حرص الوزارة على جودة المياه، فعلى مدار الساعة هناك فحوصات مخبرية، للتأكد من جودة المياه ومطابقتها للمعايير العالمية».وتابع بوشهري أن «الكويت تعتبر من أعلى معدلات الشرق الأوسط في ما يتعلق بالمخزون الاستراتيجي من المياه، بفضل انشاء العديد من المشاريع المائية التي نفذتها الوزارة لتأمين احتياجات البلاد من المياه»، وأشار إلى أن «المياه تصل إلى المنازل من خلال الشبكة، ومسؤولية الوزارة عن جودة المياه داخل البايبات إلى أن تنتهي للمنازل. أما الشبكة الداخلية بالمنازل فهي مسؤولية المستهلك، بالإضافة إلى الخزانات الموجودة فوق المنازل التي تحتاج دائما إلى عملية غسيل دورية ولو مرة كل عام، لتنظيفها من آثار الغبار والصدأ».وأشار إلى أنه «لا توجد شبكة كهرباء في العالم غير معرضة للاعطال او انقطاعات، فكما اوضحنا هناك عدة مراحل يمر بها إنتاج الكهرباء حتى تصل إلى المنازل، فقد يحدث عطل او انقطاع في أي مرحلة من هذه المراحل، وفي ما يتعلق بالإنتاج فالأمور مطمئنة، فنحن نواجه صيف 2017 بانتاجية تصل إلى 16.7 ميغاواط. ففي الصيف الماضي وتحديداً في 15 أغسطس وصل أعلى حمل إلى 13.390 ميغاواط، في الوقت الذي كان انتاجنا يقارب 15 الف ميغاواط، ومن المتوقع ان نصل إلى 14.4 ميغاواط كأعلى استهلاك خلال صيف 2017».وأوضح بوشهري أن «التحدي الحقيقي يتمثل في قدرة الوزارة على مواجهة الأعطال والانقطاعات، من خلال فرق الطوارئ التابعة لها هؤلاء الذين يعملون على مدار الساعة، خاصة خلال فترة الصيف التي يتم فيها تكثيف وزيادة أعداد هذه الفرق في مجال الصيانة لتحقيق أفضل خدمة للمستهلكين».وبين أن الدعم الذي تقدمه الدولة لإنتاج الكهرباء والماء كبير ومرتبط بأسعار النفط، بمعنى ان ارتفاع الأسعار تزيد من كلفة الإنتاج والعكس صحيح، مشيرا إلى ان «الميزانية الأخيرة في 2016 الموجهة لدعم إنتاج الطاقة بلغت 2.250 مليار دينار، منها 1.250 مليار ذهبت إلى المحروقات، منها الغاز الطبيعي والديزل والوقود تلك المواد التي نشتريها من مؤسسة البترول بسعر عالمي، فهذه الأموال اذا ما وفرنا منها 10 او20 في المئة، فهذا يعني أننا وفرنا مئات الملايين».وقال «مع عدم التقتير على النفس ليستمتع الجميع بخدمتي الكهرباء والماء، ولكن على قدر الحاجة، من خلال إطفاء اللمبات في الأماكن غير المتواجدين بها، وتشغيل المكيفات بآلية معينة، ووقف هدر المياه، ومراقبة الخدم في غسيل السيارات او ري الحدائق، فتكلفة إنتاج الف غالون من المياه تصل إلى 6 دنانير في حين يدفع المستهلك 800 فلس ثمنا لها كما ان تكلفة انتاج كيلوواط كهرباء تبلغ 30 فلساً يدفع المستهلك مقابلها فلسين، إذن، فلابد من الترشيد لثروات الكهرباء والماء، فهذه الثروات ليست ملكاً لنا فقط، بل ملك ايضا للاجيال القادمة».وثمن مختار منطقة اليرموك عبدالعزيز المشاري، دعم محافظ العاصمة لكافة الانشطة والجهود التي نقوم بها في المنطقة.وقال ان الوزارة وحدها لن تستطيع نشر الوعي لترشيد الكهرباء والماء، لذا فلابد المشاركة المجتمعية الى جانب الجهود التي تبذلها الوزارة وذلك من خلال كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتحقيق الأهداف المرجوة والحد من هدر الكهرباء والماء.من جانبه، قدم رئيس اللجنة الفنية للترشيد في الجهات الحكومية المهندس علي العيدي عرضا مرئيا حول أهمية الترشيد والممارسات الخاطئة التي تتسبب في هدر المياه والكهرباء، وطرق مواجهة هذا الهدر من خلال الاستعانة بالمرشدات واللمبات الموفرة للطاقة وتشغيل المكيفات من خلال نظم وآليات معينة.وقال العيدي ان الترشيد يعد واجباً دينياً ووطنياً، لافتا إلى أن إنتاج الكهرباء والماء استنزف 14 في المئة من إنتاج النفط ما يعادل 2.8 مليار دينار سنوياً، مضافا إليها الرواتب وقطع الغيار والزيوت وغيرها من أدوات الإنتاج، وهي تعادل 3 اضعاف دعم الكهرباء في جمهورية مصر العربية، التي يبلغ عدد سكانها 91 مليوناً، في حين عدد سكان الكويت يقارب الـ4.300 مليون نسمة.
مشاركة :