توقَّع حضور "مغردون" مساء أمس الأول أن الشيخ صالح المغامسي سيتوقف طويلاً للحصول على إجابة "دبلوماسية"، تنجيه من "فخ" سؤال المحاور الذي سأله عن رأيه "الديني" في حضور الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى الرياض في ظل عداوته للإسلام، غير أن فطنة وعمق إمام "قباء" كانا سلاحه في إقناع المئات وهو يقول: غالب الظن أن خادم الحرمين الشريفين بنى على الصالح العام، والعاقل لا يصنع لنفسه أعداء. وتابع: قدر هذه البلاد أن يؤمها المسلمون في صلاتهم، وقدر لها أن هناك ولاة أمر يعتنون كل عناية بالمسلمين في العالم، وغالب الظن أن خادم الحرمين الشريفين عندما دعا رئيس أمريكا وقادة العالم الإسلامي فهو بنى بالصالح العام، والعاقل لا يصنع لنفسه أعداء، فكيف إذا كان الآخر مد يده لك، وهذا الذي ينبغي عليه من التعاون والتسامح مع الدول الأخرى، وأيضًا ربما يساعد ذلك على إيقاف سفك الدماء. وإلى جوار "المغامسي" كان الشيخ "عبدالله بن بيه" يجلس أمام الشباب منتظرًا دوره في الإجابة عن السؤال ذاته: بماذا تنصحون من يقول في مواقع التواصل الاجتماعي إن الغرب عدو للإسلام والمسلمين، وخصوصًا أن قمة الرياض أوضحت أن لا عداوة بين الولايات المتحدة والإسلام؟ ليجيب: نحن لسنا في صدام، ولسنا في وئام، والعالم تحركه المصالح، وهذه الزيارة أرى فيها تكريسًا لرمزية السعودية، وأيضًا توقيع اتفاقيات بين الخليج والعالم الإسلامي وأمريكا. والعالم في سفينة واحدة، ونمد أيدينا لكل من يتعاون معنا لدرء المفاسد وجلب المصالح. وتابع "بيه" متحدثًا عن دور الوسائل الحديثة في رأب الصدع، أو توسيع دائرة الخلاف فقهيًّا، وقال: أن تكون معتدلاً فإن ذلك يعني أن تكون وسطًا في رأيك وطرحك ونصحك، وهذا لا بد أن يكون عليه الإسلام في وسائل التواصل الاجتماعي. وهناك عرف اقتصادي يقول: "العملة الرديئة تقود العملة الجيدة". وصوت العقل سيصل إلى الناس، لكن وصوله يحتاج إلى كثير من العمل، وتقديم الرواية الصحيحة عن الإسلام مهم جدًّا. وعن السؤال ذاته أجاب الشيخ صالح المغامسي قائلاً: أولاً لا بد أن أصحح الفهم الخاطئ الذي حدث للناس قبل أيام حول حضور العلماء في وسائل التواصل؛ فهناك نوعان للوجود: حضور علمي لمن منّ الله عليه بالعلم النافع؛ فهو قد ينفع الناس بتغريداته، وهو يوازي مكانة العلماء قديمًا. وهناك طريقة خاطئة لاستخدام هذه الوسائل عندما يفصح الشيخ أو العالم عن كثير من حياته؛ لأن ذلك يُذهب الهيبة من القلوب. وتابع: التواصل الاجتماعي "مضمار مباح"، لا يستطيع أحد أن يمنع، لكن يستطيع أن يقطع الطريق على التطرف، وما يحمله الإرهابي من فكر سيئ. وأضاف: إذا فهمنا ديننا الإسلامي حق الفقه دافعنا عن ديننا، لكن الأمة اليوم تعاني كثرة العدد، وما يفهمه من الشرع المطهر، وهناك رد على من يقول إن الإسلام اليوم يعيش غربة، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: "بدأ الدين غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء". هناك الغربة الأولى كانت أمام قوم يمنعون المسلمين من الصلاة حول الكعبة، والآن في أمريكا أو أي دولة في العالم لا يستطيع أحد أن يمنعك، وبعض البلاد غير المسلمة تعين المسلمين على الإسلام، فهناك دول أفرغت مواقف سيارات الكنيسة للتوسيع على المسلمين لأداء صلاة الجمعة، ولا يعقل أن يقال إن ما نعيشه اليوم هو مثال للغربة السابقة.
مشاركة :