صناع الأمل المتوجون: رؤية محمد بن راشد عابرة للحدود الإنسانية

  • 5/23/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

وصف المتوجون الخمسة بلقب «صانع الأمل الأول»، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، صاحب رؤية استراتيجية عالمية تخطت الحدود، وتشاركت كلماتهم في أن سموه «معلم الأجيال وصانع الأمل والتفاؤل والإيجابية.. مبادراته العالمية وإصداراته كانت نبراسا لنا تضيء الطريق.. نهلنا من معينه الإنساني والمعرفي رسائل جمة حملت في طياتها معاني نبيلة وأصيلة في السلام والسعادة والتسامح والعطاء لخدمة البشرية». وقالوا: «إن سموه أثبت أن الإنسانية لا وطن ولا دين ولا انتماء لها، وأنه يجدد الأمل في الشباب العربي، استنهض أحلامهم وأفكارهم وسيكون لسموه تلاميذ يحذون حذوه في صناعة الأمل وإعادة بناء وطن عربي بحلة جديدة متحد بأبنائه يحمل الكثير من التفاؤل والإيجابية والخير والأمل». «البيان» تواصلت مع المتوجين الخمسة لمعرفة ماهية مشروعاتهم المستقبلية بعد الفوز، وكيف سيوظفون مبلغ الجائزة في خدمة مشاريعهم الإنسانية التي تم استعراضها في حفل تكريم «صانع الأمل»، وكان لها الأثر الكبير لدى حضور تجاوز 2500 شخص، نظرا لأنها لامست العقول والقلوب معاً وحركت المياه الراكدة، وتطرقت إلى واقع مؤلم، من إيواء الأطفال المشردين، إلى إغاثة الهاربين، ومن الموت إلى الموت عبر البحر، ومن إغاثة اليمنيين، إلى إنجاز العشرات من المشاريع الإنتاجية للأطفال في الأحياء الفقيرة بالقاهرة، إلى اقتناص الحياة من بين ركام الأنقاض ونزيف الدماء. هشام الذهبي:تحقق حلمي بمؤسسة خاصة تُعنى بالطفل العراقي هشام الذهبي يروي لــ «البيان» حلمه بعد تتويجه ضمن الفائزين بصناع الأمل، فيقول حلمي مؤسسة خاصة باسم مؤسسة الطفل العراقي وتكون مسؤولة عن كل أطفال العراق وتقوم بإعداد البرامج وترتب الأوضاع الصحية والتعليمية والثقافية لأطفال العراق وأن لا يبقى أي طفل مشرد في الشارع أو بدون تعليم. ويضيف هشام الذهبي الذي يعتبر نموذجاً لاحتضان الأمل في العراق، يقول: بعد فوزي بالجائزة توجهت للبحث عن قطعة أرض لكي اشتريها لتكون بيتا للأطفال الأيتام والمشردين وسوف أخصص جزءا منها ليكون بيتا للفتيات المشردات والأيتام في بغداد. ويتابع: إن عملي كله تحديات منذ أول يوم قررت العمل في هذا المجال في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العراق ومع شريحة مثل أطفال الشارع، أكيد هو عمل فيه الكثير من الصعوبات والعراقيل، ولكن التضحية مطلوبة والأطفال المحتاجون الموجودون في الشارع يستحقون هذه التضحية، مبينا أنه يجب أن يقوم كل شخص عراقي بواجبه اتجاه هذه الشريحة وأنه سوف يستمر بهذا العمل إلى أن يجد نفسه غير قادر على العطاء ولا يمتلك أي شيء يقدمه لهؤلاء الأطفال، متمنيا ألا يصل إلى هذا اليوم. حافز قوي وتقدم الذهبي بالشكر الجزيل لمقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذه المبادرة القيمة الإنسانية، مبينا أن تكريمه من قبل سموه أعطاه حافزا قويا وطاقة إيجابية للاستمرار في عمله وتوسيعه، وبالوقت نفسه ألقى على عاتقه مسؤولية أكبر من السابق كونه يجب أن يستمر وأن يطور هذا المشروع، فضلا عن أنه يجب أن يثبت لسموه أولا وللعالم أجمع أنه استحق أن يكون من صناع الأمل. قصص مؤثرة ويشير الذهبي إلى أن جميع القصص التي مرت عليّ هي قصص مؤثرة لكن أكيد تبقى أول قصة لأول مجموعة من الأطفال التي أخذتها إلى بيتي أكثر القصص مؤثرة في نفسي لأنها كانت مسألة تحد ومن خلالهم انطلقت وأصررت على العمل مع هذه الشريحة كوني فكرت أن أمنحهم فرصة إن نجحوا بهذا الاختبار استمر معهم وإن لم ينجحوا أترك العمل معهم وأحترم رأي المجتمع الذي ينظر لهم نظرة دونية وانتقاصة وكان العمل بالبداية عملا شاقا بالتأكيد لكن الأطفال يستحقون منحهم فرصة بعد أن اثبتوا لي أنهم حال بقية أقرانهم من الأطفال لكن قست عليهم الظروف، ولم تمنحهم فرصة للعيش بأمان واستقرار كبقية الأطفال أخذتهم إلى بيتي عالجتهم من الأمراض ونظفتهم وبدلت ملابسهم وقمت بحلق شعر رؤوسهم ومنحتهم فرصة وأعطيتهم الحنان والدفء الأسري الذي يحتاجونه وبالتالي هم أبدعوا وأصبحوا من أفضل الأطفال ليس على مستوى العراق بل على مستوى العالم. نوال الصوفي:جائزتي ستعالج المرضى وتؤمن احتياجات اللاجئين عشقها للعمل الإنساني والمجتمعي منذ الصغر، ومرافقتها لوالدها في تقديم المساعدة للمهاجرين الجدد إلى أوروبا، ومساعدتهم على التأقلم، جعل العطاء عنواناً بارزاً في حياتها، وانعكس ذلك على حياة الآلاف ممن يعتمدون عليها، بعدما أصبحت طوق نجاة لآلاف اللاجئين الذين يهربون من الموت في بلادهم عبر قوارب الموت، لا يحملون معهم سوى الأمل ورقم موبايلها. النتيجة واحدة تقول نوال الصوفي، سوف استخدم مبلغ المليون درهم الذي نلته في «صناع الأمل» على قسمين، الأول لمعالجة الجرحى والمرضى من اللاجئين الواصلين أحياء عبر البحر، والقسم الثاني سأخصصه لتأمين الأساسيات التي يحتاجها اللاجئون عند وصولهم سالمين من خلال قوارب الموت، ويتضمن ذلك تأمين ملابس جديدة وبطانيات وهواتف للتواصل مع ذويهم. وتضيف، هناك الكثير من اللاجئين الشباب لا يخبرون أهلهم بأنهم غادروا بلادهم عبر البحر، لأنهم يعتبرون النتيجة واحدة في مواجهة الموت، سواء بقوا أما غادروا. ماما نوال وتقول إن أكثر القصص التي أثّرت فيها هي: أن أحد الشباب الذين ركبوا قوارب الموت وتعرض للغرق ووصل ميتاً، ولدى تشريح الجثة تبين أنه ثبّت هاتفه النقال بلاصق محكم تحت ملابسه ليحافظ عليه، ويمنع دخول الماء في حالة اضطراره للسباحة إذا غرق، وعند فتحها للهاتف النقال، أول رقم وجدته في الأسماء المسجلة رقم «ماما نوال»، هذا الأمر أثر فيها بشكل كبير جداً، كونها تمثل لهذا الشاب وكل اللاجئين الذين يغادرون بلادهم عبر البحر، طوق النجاة والأمل الوحيد في المساعدة. وفي قصة أخرى حدثت معها، تقول نوال إن أحد أصدقائها الذي كان يساعدها في عون اللاجئين، أصابه مرض وتعب كثيراً، وسلمها هاتفه النقال وقال لها: إن أمي وأختي أمانة في عنقك، لأنها باتت عنواناً للأمل، وتعرف أن الأمل لا يموت، فهي خير من يصنع الأمل. وأشارت إلى أن الجائزة كانت حافزاً كبيراً لها في مواصلة المشوار في العطاء وبث روح الإيجابية والسعادة والأمل في نفوس النازحين واللاجئين من سوريا والعراق وشمال أفريقيا، على متن قوارب الموت التي تشق البحر الأبيض المتوسط بصعوبة. رائد صالح:إطلاق «صناع الأمل» على الخوذ البيضاء مستمرون بالعمل ونمتلك كل الإمكانيات لتقديم الخدمات لإنقاذ الجرحى والمصابين ونعمل على تطوير هذه الإمكانيات لكي تكون نواة للبناء عندما يتم إقرار الحل السياسي لإعادة بناء الثقة التي انهارت بين أطياف الشعب السوري. هكذا بدأ رائد صالح مدير مؤسسة الخوذ البيضاء في سوريا يتحدث عن مرحلة ما بعد الفوز بلقب صناع الأمل، وقال: إن مبلغ الجائزة سيتم توظيفه لشراء سيارات إسعاف جديدة، وتحسين نوعية الخدمة في نقل الجرحى والمصابين، وسوف نطلق اسم «صناع الأمل» على هذه السيارات. وأضاف نعمل الآن في تسع محافظات سورية وطموحنا تخديم جميع المحافظات ليستفيد أهلنا في سوريا من خدماتنا التي نقدمها، ونأمل بأن يكون هناك حل سريع في سوريا لإنهاء الحرب والبدء في إعادة الإعمار وتأهيل النازحين. فكرة نوعية ويقول: إن فكرة «صناع الأمل» فكرة عظيمة ونوعية في العمل لدعم وترسيخ ثقافة العمل الإنساني والخيري، خاصة وأن المبادرة تحمل مشروعا يبث الأمل لشباب الوطن العربي. ويتوقف صالح عند سؤاله عن القصة التي أثرت فيه وجعلته يستمر بالعمل وقبل أن يجيب يتنهد بعمق ويقول: قبل وقفة عيد الأضحى المبارك في 2013 كنا آنذاك في البداية كفرق تطوعية، استيقظنا على انفجار ضخم في سوق شعبي وكان عدد الضحايا كبيرا جدا، وعندما توجهنا إلى مكان الحدث لم نستطع أن ننقذ أي شخص بسبب كبر حجم المأساة وقلة الإمكانيات. معالي العسعوسي:تأسيس مركز لتأهيل قيادات مجتمعية أقدم واجباً ورسالة إنسانية. ضحيت بكل غال ونفيس. ضحيت بوجودي في بلدي الكويت وبحياة الرفاهية والاجتماعية، وسرت وراء رؤية وضعتها لنفسي وكتبتها على ورقة وخرجت من عقلي إلى قلبي وترجمتها بالعمل على أرض الواقع في الميدان فهاجرت إلى مكان يستشري فيه البؤس والفقر والأمية والمرض. تكشف معالي العسعوسي لــ «البيان» عن كيفية توظيف مبلغ الجائزة الذي نالته، اعتزم تأسيس مركز لتدريب وتأهيل قيادات شابة في مجال الخدمة المجتمعية والعمل الخيري في منطقة الشرق الأوسط، سيكون مقره في اليمن وسيتم تأسيسه بعد هدوء الأوضاع والخطوة الأولى ستكون البحث عن الأرض ثم بناء المركز. وتضيف: أنا لا أؤمن بالأحلام بل بالخطط التي تكتب على ورق ويوضع لها استراتيجية وبرنامج تنفيذي وزمني لتحقيق الأهداف المرجوة، فعملي ليس عشوائيا وإنما عمل ذو أبعاد إنسانية، وأنني أتعامل مع مشاريع تنموية للفرد والمجتمع. وتشير العسعوسي إلى أن مبادرة «صناع الأمل» مبادرة رائدة ذات بعد استراتيجي كبير، خاصة وأنها سلطت الضوء ولأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط على نماذج إيجابية في العطاء المجتمعي. وتتابع: المبادرة أضاءت 5 شعل أمل في قضايا نتمنى أن تستمر هذه الشعل وتتزايد في قضايا أخرى وتكون الإيجابية والتفاؤل عنوانا لها، نريد تغيير المجتمعات بطرق سليمة بعيدة عن العنف، فالناس باتوا يعرفون اليوم أن كل المتوجين بالمبادرة يمتلكون رسائل قوية ومحفزة لنقل الإيجابية. «ماما ماغي»: دعم العطاء لمساعدة الفقراء والأيتام تحمل رسالة إنسانية بلا تعصب تقوم على المساهمة في إنقاذ المحرومين وصنع الأمل وحفظ الكرامة لهم، وترى أن الأطفال المحتاجين يستحقون التقدير والعيش بسلام وحياة أفضل مثل أقرانهم، يجب مد يد العون لهم لأن ظروفهم صعبة، ورعايتهم والاهتمام بمستقبلهم وشؤونهم، واجب إنساني لزرع الأمل في نفوسهم وتغلبهم على تحديات الواقع الذي يعيشونه، وأفضل ما يفعله الانسان لأخيه الانسان تقديم المساعدة. تقول ماجدة جبران الملقبة بـ«ماما ماغي» إنها ستوظف مبلغ الجائزة، في دعم مبادرات العطاء التي من شأنها مساعدة الفقراء والأطفال والأيتام، وستساعد عددا من المترشحين الذين وصلوا للتصفيات النهائية بمبادرة «صناع الأمل»، الذين يقومون بأعمال خيرية وإنسانية تسهم في رسم السعادة على وجوه المحتاجين، وتشعر أن هؤلاء يستحقون الدعم لأنهم يحملون مشاريع إنسانية، يجب أن تستمر في العمل على حماية براءة الطفولة ودعم المحتاجين. وأشارت إلى أن مبادرة «صناع الأمل» رسالة إنسانية لتعزيز الأمل والتفاؤل وبث الطاقة الإيجابية لدى شباب وشابات الوطن العربي لخدمة الإنسان والإنسانية، حيث تسهم المبادرة في مساعدة صناع الأمل على الاستمرار في مشاريعهم في تحقيق هذه الأهداف النبيلة في بيئاتهم ومجتمعاتهم، فضلا عن أنها تؤسس لمنهج راسخ في نشر الخير والسعادة والسلام في الوطن العربي، وتفتح آفاقا كبيرة أمام رواد العطاء العرب، من أجل تعزيز وبث الطاقة الإيجابية لمساعدة الإنسانية.

مشاركة :