لا تدع أحدهم يسرق يومك

  • 5/23/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

دائماً ما نتحدث عن شخص ما أو موقف معين أفسد علينا يومنا.. ودفعنا للتوتر.. فمثلاً تصل إلى عملك متأخراً وأنت في الأصل قد غادرت منزلك متأخراً.. ولم تحسب حساب الطريق وما قد يحصل فيه فجأة.. تعترضك سيارة تخرج من شارع جانبي والخط لك فتنزل تشتبك مع السائق.. أو سيارة معاكسة للسير.. أو تصادم مع آخر.. أو توقف لزحام طارئ لم تتوقعه.. أو يسقط عليك أحدهم ببرود فتشتبك معه لفظياً.. ويواصل هو الطريق وتبقى أنت في دائرته اللي وضعك فيها وخرج منها بسرعة.. تصل إلى عملك محملاً بكم هائل من الأعذار.. ومشدوداً كمن يقف على خط النار أو على حبل رفيع مستعداً لأي مشكلة.. ومتجهاً صوب أي حرب ممكن أن يشنها بسبب أن هناك من أفسد عليه يومه ووتره، وأضاع نهاره.. مثل هذا الشخص هناك كثيرون اعتادوا أن يعيشوا داخل دائرة يفتحها الآخرون عليهم كل يوم ليشعلوا أطرافها ويغادروا بسرعة أحياناً بعضهم يشعلها بقصد.. وأحياناً أخرى دون قصد.. وفي كل الحالات يتركون شخصاً مشدوداً غائباً عن الآخرين من حوله.. يفكر خارج التفكير المنظم.. يدور في فلك أن هناك من يتقصد أن يثيره.. وعندما تسأله: لماذا تستسلم لاستفزاز الآخرين؟ يجيب أنه لا يستطيع أن يغير طبعه أو يبدله.. وأنه سريع الاستفزاز ويظل يدور في هذه الدائرة. المشكلة أن كثيرا منّا يخضع قسرياً للاستفزاز ويدفع ثمن ذلك ليس فقط من أعصابه ولكن من وقته ونجاحه وتفوقه.. هذا الاستفزاز له أناس متخصصون ينفذونه ببراعة وتفوق، ويستطيعون بسهولة دفع الآخر للتهور والفشل دون أن يبدو مسؤولين عن ذلك. في لعبة كرة القدم مثلاً وفي المباراة التي مدتها 90 دقيقة قد تُبنى جزء من خطة لعب فريق على استفزاز أفضل لاعب في الفريق الآخر والذي من الممكن أن يشكّل خطورة على مرماهم من خلال تكليف مدافعين باستفزازه لفظياً في غفلة من عيون الحكم.. أو ضربه بعنف لتعطيله عن اللعب.. مما يدفع ذلك اللاعب مهما كانت قوة تحمله إلى فقدان أعصابه.. وبالتالي غيابه ذهنياً عن المباراة وعدم تقديمه أي شيء داخل أرض الملعب وانشغاله باللاعبين الذين تخصصوا في استفزازه، وبالتالي نجحوا في وضعه داخل دائرة السلبية ببراعة وفشل هو في المقاومة.. فازت السلبية المخطط لها بقوة لأن من تعرض لها تعايش معها وحملها معه.. وقد تجد هذا اللاعب يفشل كل مرة أمام نفس الفريق لأنه عرف نقاط ضعفه واشتغل عليها. ينطبق ذلك على الحياة اليومية.. فلو أردت أن تشغل شخصاً ما وأنت تعرف نقاط ضعفه اعمل جيداً على ذلك وستجده انشغل عنك واهتم بما وضعته داخله.. لكن هل يستحق الإنسان أن يحرم نفسه من الحياة السوية ليست الخالية من الهموم والمشاكل لأنها لو كانت كذلك لأصبحت حياة غير حقيقية ولكن أقصد الحياة الطبيعية التي نصادف سلبيتها ولكن نعبرها بسرعة.. نصادف من يفسدها ولكننا نمر من جانبه ولا نتوقف عنده.. يقول أحدهم "إذا كان لديك في حسابك البنكي 86400 دولار وقام شخص ما بسرقة 10 دولارات منها هل ستنزعج وتبدد 86390 دولارا الباقية في محاولة لتلقي القبض على ذلك الشخص الذي سرق 10 $ أم ستتجاوز الأمر وتتابع حياتك؟ صحيح ستتجاوز الأمر وتتابع حياتك.. إذا لاحظ لدينا 86400 ثانية كل يوم لذا لا تسمح لشخص فعل شيئاً سلبياً لمدة 10 ثوان بتخريب الـ 86390 ثانية المتبقية من يومك.. لا تزعج نفسك بالأمور الصغيرة فالحياة أكبر من ذلك!!

مشاركة :