لم يكن أسطورة الكرة السعودية مجبرا على المباركة للهلاليين ببطولتي الدوري وكأس الملك حين بدأ حديثه في ملتقى مغردون، كما لم يجبر أحد النجم الجماهيري سامي الجابر لوصف أخيه وصديقه ماجد بالقدوة في المناسبة ذاتها، النجمان الكبيران أرادا توجيه رسالة واضحة للإعلام الرياضي والجماهير وزائري مواقع التواصل الاجتماعي بأن التعصب لا مكان له بين الرياضيين الممارسين، والعلاقة ومشاعر الحب الصادقة والمنافسة الشريفة تتحقق في أرقى معانيها بين منسوبي الأندية، وكل ما يثار من تعصب مقيت وآراء محتقنة يسأل عنها أضلاع الرياضة إعلاما ومسيري بطولات من لجان وحكام يهيئون الأرضية المناسبة لإخراج مشجعين عن طورهم. ماجد عبدالله الذي خاض آخر مباراة قبل عام 1998 لا يزال نجما جماهيريا تلاحقه الأضواء، وعلى الرغم من أن الرسالة وجهت لمشجعين فهي صالحة لكثير من الإعلاميين المنتمين لأندية عدة حين طالبهم بالفخر بأنديتهم مع احترام مشاعر الآخرين. ماجد كان ولا يزال قدوة للمهاجمين الذين يبحثون عن الوصول لما وصل إليه، وسيكون قدوة في مجال احترام الآخرين بعد الاعتزال والتعامل معهم بحب وأخلاق رياضية شعارها التسامح والمنافسة الشريفة. أبدى ماجد سعادة كبيرة بتحقيق النصر ثلاث بطولات قبل ثلاثة أعوام، وقبل معظم دعوات المشاركة في احتفالات وأفراح النصراويين، كثيرون يختارون الابتعاد عن المشهد عندما لا تكون فرقهم التي يحبونها في أوضاع فرح ملائمة، ماجد لم يجد حرجا من المشاركة في ملتقى أعقب سيطرة الهلاليين على كل أنواع الفرح، بتحقيق لقبي الدوري وكأس الملك خلال فترة قصيرة، التهنئة الماجدية رسالة مهمة لأولئك الذين رفضوا المباركة لمنافسيهم في وقت مضى، وترسيخ لمفهوم طبيعة كرة القدم والرياضة القائمة على قبول الفوز اليوم وعدم رفض الخسارة غدا. أما الجابر الذي ظل أحد أهم أدوات المقارنة بماجد أعوام طويلة يثيرها متعصبون بين فترة وأخرى وبطريقة لا تخلو من الإساءة للطرف الآخر، فلا بد أن تكون عبارته (ماجد قدوتي) طريقا لوقف مثل هذه المقارنات التي لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة نجمين خدما النصر والهلال والمنتخبات الوطنية طوال تاريخهما المشرف. نجح ملتقى مغردون في الاستفادة من ماجد وسامي ليس لاسميهما فقط؛ بل لما أتحفا به المتابعين من آراء ورسائل وجهاها بطريقة احترافية تؤكد استحقاقهما للمحبة التي حظيا بها في كل مكان.
مشاركة :