شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ تظل الذكريات القديمة عالقة في أذهاننا وراسخة في سجل حياتنا مهما تغيرت الأزمنة والأمكنة، ومن أجمل ذكريات حياتنا هي تلك التي عشناها في رمضان أيام زمان وكيف كنا نقضي أيام الشهر الفضيل مع الوالدين، ولا أخفي إن قلت أنه عندما كنت طفلا لم أفهم منطق والدتي التي كانت تمنعني من مشاهدة التلفزيون طوال الشهر الكريم، وكانت تردد بالعامية «يا ولدي رمضان شهر عبادة مو شهر فوازير ومسلسلات». وبعد مرور السنوات أدركت وفهمت منطق أمي من خلال رجل بسيط يعمل في بقالة في إحدى الدول الأجنبية ذات الديانات المتعددة وجدته واضعا قفلا على ثلاجة المشروبات، فسألته عن سبب إقفال الثلاجة، فقال «يجب على الجميع احترام هذا خصوصية وروحانية الشهر الكريم، فإذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء». فمن المدهش أن نجد شهر رمضان يتحول إلى شهر ترفيهي عند البعض، بدلا من أن يكون شهرا روحانيا، وتتسابق القنوات العربية في إنتاج كم هائل من المسلسلات الخليعة والتفنن باختراع الكلمات البذيئة والبرامج الهازلة، لدرجة تصبح فيها المادة المقدمة للصائم وجبة مسمومة، كأن الهدف من وراء ذلك إشغال وقت الصائم عن عبادة الله ــ سبحانه وتعالى ــ في هذا الشهر الجليل الذي فيه يضاعف الثواب والحسنات. فكل ما أود أن أقوله باختصار «أتمنى أن يحترم الإعلام العربي شهر رمضان». د. هيثم بن محمود شاولي