كما هو معروف، فالأسرة هي نواة المجتمع، إن صلحت صلح المجتمع كله و إن شابها القصور فسد المجتمع، ولعل من أهم أسباب القصور انعدام الوعي لدي الآباء بأهمية تاثير المناخ الأسري في تكوين وبلورة شخصية الأبناء وصياغة هويتهم، وكذلك استقرارهم النفسي أثناء مراحل نموهم ومرورهم بفترات الدراسة المختلفة ، وإن من أهم عوامل النجاح لدى الطلاب هو تنشئتهم في مناخ أسري سوي حيث أن مستوى وعي وثقافة الأسرة واستقرارها العاطفي يعزز من قدرتها على مساعدة أبنائها الطلاب في تطوير تحصيلهم الدراسي ، ويحقق الرعاية والتوجيه الايجابي للأبناء بما يساهم في حل مشكلاتهم الأكاديمية ان وجدت ويساهم في الحد من تعثراتهم الاكاديمية ،ويعمل علي تحفيز الابناء وإعطائهم الحرية الكافية في اختيار مسارات حياتهم ومستقبلهم. كما أن الأسرة والمؤسسات التربوية و التعليمية وجهان لعملة واحدة تهدف الي ترسيخ القيم التربوية وتحقيق مستويات متميزة من المخرجات التعليمية ، ومن ثم فان الأسرة لها أكبر الاثر علي ابنائهم كطلاب في المدارس والجامعات ، وللمشكلات الأسرية تأثيرات مختلفة على الطالب ولبعضها تأثير سلبي قوي ، وإن التربية عملية اجتماعية تهدف إلى بناء شخصيات الأفراد من أجل تمكينهم من مواصلة حياة الجماعة ، وعلى هذا الأساس فإنها عملية تعليم وتعلم للأنماط السلوكية واستمرار لثقافة المجتمع فكل مجتمع يحتوي على جماعات متفاعلة ويجب أن تقوم عملية التفاعل على التعاون الجيد بين المؤسسة التربوية والأسرة ، وتكوين خيوط الأُلفة والترابط من أجل تحقيق الأهداف التربوية من خلال الاتصال المباشر بين أولياء الأمور والمؤسسات التربوية ومشاركة أولياء الأمور في تقديم الملاحظات والدعم لها ، أيضا قيام المؤسسة التربوية بإبلاغ أولياء الأمور عن سلوك أبنائهم داخل المؤسسة التربوية وتوعيتهم بالجوانب السلبية التي يتأثر فيها الطالب عندما يعيش في بيئة تحيط بها المشكلات الأسرية، وتأثيرها عليه في جوانب التحصيل العلمي والثقة بالنفس وعلاقته مع والديه وانعكاساتها على شخصيته وتعامله مع الآخرين من حوله سواء كان ذلك في إطار الأسرة أو المؤسسة التربوية أو المجتمع ، فلا تكمن المشكلة في وجود الخلافات في الأسرة بقدر ما تكون عليه طريقة تعامل الأبوين مع تلك الخلافات واقحامهما الأبناء في تلك المشاكل وتوقع ادوار اكبر منهم باتخاذ مواقف أو مساندة طرف دون اخر. لذا لا يمكن اعتبار الأسرة والمؤسسة التربوية مؤسستين منفصلتين وإنما مؤسسة واحدة تكمل أحداهما الأخرى وهذا التكامل والتعاون بينهما يساعد على تحقيق الأهداف التربوية والعلمية التي تنصب في اخراج افراد صالحين ومتميزين علما وخلقا ، لديهم القدرة علي خدمة مجتمعهم والتعامل بشكل سوي مع كافة الظروف والمتغيرات ، فلا تنشغلوا عن أبنائكم بل كونوا أصدقاء لهم أحتضنوهم ، هم لايحتاجون التأمين المادي منكم فقط بل يحتاجون التأمين النفسي التأمين العاطفي ليصبحوا أجيال نفخر ونعتز بهم ، فلتبدأ من الان ولا تظن أن الوقت تأخر، أعطوهم الحرية تحت أعينكم راقبوهم بالحب ساعدوهم وهم يعملون أحيطوهم بحفظ من الله ورعاية قلوبكم.
مشاركة :